بياناتمانشيت

بيان إلى الرأي العام

تمر علينا الذكرى السنوية التاسعة للفرمان الثالث والسبعين على شعبنا الكردي الإيزيدي ولا زال الجرح ينزف، فلا زال البحث جارياً عن آلاف المختطفين والمفقودين من النساء والأطفال ويتم إكتشاف عشرات المقابر الجماعية وهناك مئات الآلاف من الذين أرغموا على ترك مناطقهم وقراهم ويقيمون في مخيمات لجوء تفتقر إلى أبسط سبل ووسائل الحياة.
لقد كان غزو شنكال إستمراراً للإبادة الممنهجة ضد الكرد؛ إدراكاً من أعداء الشعب الكردي أن شنكال تمثل حقيقة وتاريخ الكرد من حيث الثقافة والعقيدة والمقاومة ولهذا ابتدؤوا غزوهم منها ليتمددوا إلى سائر أنحاء المناطق الكردستانية، فتوجهوا شمالاً وغرباً إلى أن وصلوا كوباني ليتلقوا هزيمتهم التاريخية. وعلينا إدراك أن كل ذلك يأتي ضمن مخطط إبادة الكرد الذي صدر من الأمن القومي التركي عام 2014 ويقضي بإبادة الكرد حيثما كانوا وصولاً إلى تقويض معاقل الكريلا في جبال كردستان.
عندما انكسرت أداة الفاشية التركية المسماة بداعش اضطرت الدولة التركية إلى التدخل بذاتها 2016 لإتمام ما عجزت عنه داعش إلى أن احتلت عفرين وكان الكرد الإيزيديين وتراثهم أول هدف لها ولمرتزقتها، فقاموا بإحتلال القرى الإيزيدية أولاً وأفعالهم لم تختلف عن ممارسات داعش من قتل وتهجير وتدمير المقدسات وتدنيسها، مثلما استمرت ممارساتها على الشعب الكردي عامة دون التقيد بأي معايير قانونية أو أخلاقية.
نؤكد في الذكرى السنوية للفرمان الإيزيدي إلى أن الهجمات والمخططات التآمرية على شعبنا الايزيدي ما زال مستمرا، وبأنه هناك ضرورة ملحة للنظر في ذاتنا، فالعدو يمارس وحشيته ومكائده المتوارثة والمطلوب منا أن ندرك ذلك ونبحث عن سبل والمقاومة وتعزيز مكتسباتنا المتحققة بفضل دماء شهداء الحرية. وقد تأكد أن تنظيم صفوف الشعب وتأمين الحماية الذاتية تأتي في المقدمة، فلو كان الشعب منظماً ولو لم يرهن حمايته إلى الآخرين لما كانت الكارثة بهذا الحجم، ولولا التنظيم المجتمعي والحماية التي تطورت خلال الغزو لما بقيت شنكال ولا شعبنا الإيزيدي، فالقوى المكلفة بالحماية تخلت عن الشعب وانهزمت قبل الغزو، فمن يرهن حمايته إلى الآخرين يبقى أسيراً لديهم.
ذكرى سنوية الفرمان الإيزيدي مليئة بالعبر والدروس التي يجب إستنباطها وفي مقدمتها تنظيم صفوف الشعب وتقوية الحماية الذاتية، وهذا ليس لشعبنا الإيزيدي فقط وإنما لشعبنا الكردي أينما كان في الوطن وفي المهجر. فالعدو لا يتردد في إعتداءاته أينما كان. وعلينا الدفاع عن وجودنا أينما نكون. وما تحقق في شنكال من إدارة ذاتية ووحدات الحماية هي البداية الصحيحة التي يجب تطويرها وتعزيزها، وهي السبيل الوحيد للتعبير عن إرادة الشعب وحمايته.

نحن في المجلس العام لحزب الإتحاد الديموقراطي PYD في الذكرى السنوية التاسعة للفرمان الإيزيدي نستذكر شهداء شنكال وننحني إجلالاً أمام كل شهداء حرية الشعب الكردي ونعاهدهم على السير على دربهم في سبيل حرية الشعب الكردي وحماية كرامته والدفاع عن حقوقه الإنسانية والتراث الإيزيدي الذي يمثل جذور الشعب الكردي، كما نناشد جميع أبناء شعبنا الإيزيدي العودة إلى ديارهم وإعادة بناء وتطوير جميع المناطق الإيزيدية ومقدساتها، كما نهيب بكل القوى الديموقراطية والمنظمات الإنسانية بأن تقف إلى جانب شعبنا الإيزيدي واعتبار ما حدث هو “إبادة عرقية” بحق الإيزيديين وتعمل على ردع القوى التي لا زالت تهدد الإيزيديين وتعتدي عليهم في موطنهم.
الخلود لشهداء شنكال ولشهداء الشعب الكردي.

١ آب ٢٠٢٣

المجلس العام لحزب الإتحاد الديموقراطي PYD

زر الذهاب إلى الأعلى