في ظلِّ الانتصاراتِ التاريخيةِ الكبيرةِ التي تحققها قواتُ سوريا الديمقراطية، بدعمٍ منْ قبلِ التحالفِ الدوليِّ، والملاحمُ البطوليةِ التي تسطرها في حملتها لتطهيرِ كافةِ الأراضيّ السوريةِ وتحريرها من الإرهابِ المتمثلِ بتنظيمِ داعشَ الإرهابيَّ حيثُ تدكُ معقلهُ في عاصمتهِ المزعومةِ الرقة.
في الوقتِ الذي فشلَ النظامُ التركيُّ في تحقيقِ أهدافهِ الاستعمارية، واحتلالهِ أجزاءً واسعةً من الأراضيّ السوريةِ تحاولُ بشتى الوسائلِ، ومنْ خلالِ حربها الإعلاميةِ الشرسةِ و إحضارها لأسلحةٍ ثقيلةٍ وتجهيزاتٍ عسكريةٍ وإدخالها إلى مناطقَ اعزازَ ومارعَ، بهدفِ احتلالِ مناطقَ الشهباءِ وتواصلُ انتهاكاتها وجرائمها بحقِ الأهالي العزل, وتقومُ بقصفِ القرى وتهجيرِ سكانها الاصليين، وتسيرِ خطةٍ ممنهجةٍ في سبيلِ تغييرِ الديمغرافيةِ السكانيةِ للمنطقة، كما تقومُ بخطفِ الأهالي، وتُلْحِقُ الضررَ بأراضيهم.
إنَّ هذهِ الهجمات الشرسة على كلٍّ منَّ الشهباءِ ومقاطعةِ عفرين ليستْ وليدةَ اللحظة، ويريدونَ بذلكَ تهديدَ أمنِ وسلامةِ المنطقةِ التي أصبحتْ الملاذَ للآلافِ من النازحينَ والمئاتِ من العائلاتِ التي أتتْ من كافةِ المدنِ السوريةِ والنيلِ من المشروعِ الفدراليِّ لشمالِ سوريا.
وإننا نحذرُ منْ عواقبِ التدخلِ العسكريِّ في مقاطعةِ عفرين، ونؤكدُ بأنَّ أيَّ اعتداءٍ على عفرين سيكونُ بمثابةِ إعلانِ حربٍ ونفيرٍ عام، ولنْ يصبَّ في مصلحةِ شعوبِ المنطقة، إذ أننا كسوريين نتطلعُ لبناءِ علاقاتِ حسنِ الجوارِ مع الشعبِ التركيِّ و بناءِ أواصرِ الصداقةِ و الأخوةِ معهم.
إننا في مجلسِ سوريا الديمقراطيةِ ندينُ ونستنكرُ بأشدِ العباراتِ انتهاكاتِ النظامِ التركيِّ وجيشهِ لبلدنا سوريا، وخاصةً احتلالهُ لمناطقَ جديدة من الشهباءِ والعدوانِ المتكررِ على مقاطعةِ عفرين، ونطالبُ المجتمعَ الدوليَّ وخاصةً الولاياتَ المتحدةَ الأميركيةَ والاتحادِ الروسيَّ والاتحادَ الأوربيَّ والجامعةَ العربيةَ للضغطِ على الحكومةِ التركيةِ من أجلِ إنهاءِ احتلالها للأراضي السورية، ووقفِ الاعتداءاتِ المتكررةِ على منطقتي عفرين والشهباء، والانسحابَ الفوريَّ من الأراضي السوريةِ التي احتلتها، ووقفِ دعمها لقوى الظلمِ والإرهابِ، واحترامِ إرادةِ وتطلعاتِ الشعبِ السوريِّ في نيلِ الحياةِ الحرةِ والعيشِ على أرضهِ بشرفٍ وكرامة.
مجلس سوريا الديمقراطية
1 تموز 2017
