بياناتمانشيت

بيان إلى الرأي العام بمناسبة الذكرى الرابعة على قيام ثورة 19 تموز

k2pydيعتبر يوم 19 تموز 2012 علامة فارقة في حياة روج آفا وشعب سوريا حدثت شرارتها في كوباني منتقلة إلى عفرين ومن ثم إلى قامشلو، وما زالت هذه الثورة مشتعلة محدثة جلبة وانعطاف تاريخي بكل ما تحمله من فكر ونهج ووسائل هادفة إلى التغيير الديمقراطي؛ وتتحول اليوم من خلال فكر الأمة الديمقراطية إلى أمل شعوب الشرق الأوسط وتحقيق حلمها في الاستقرار والأمن والعيش المشترك والتقدم.

إن الحراك الثوري السوري في آذار 2011 قد لفظ أنفاسه في أغلب الجغرافية السورية بعد مضي بضع أشهر على قيامه بسبب عوامل الانحراف والردة الثورية التي اعترضته والمتمثلة بفوضى السلاح والطائفية وارتهان غالبية الأطراف السورية إلى أجندات الدول الخارجية؛ لكن؛ ثورة 19 تموز استطاعت أن تمثّل تلك الحالة الشعبية الرفضية بمقصد الخلاص من الاستبداد والتسلط والهيمنة وأن تنتقل وفق الفكر الثوري الملتزمة به إلى ثورة شعبية عاينت مفاصل التغيير بشكل مسؤول مُمَيِّزةٍ في أن الثورة لا يمكن عدّها استبدال سلطة بسلطة أخرى إنما هي إحداث تحول في نماذج الحكم والإدارة من حالة مركزية استبدادية إلى شأن لامركزي ديمقراطي؛ متمثلة اليوم بالنموذج الفيدرالي الديمقراطي الذي طرحته مكونات روج آفا- شمال سوريا والاصرار على نمذجة هذه الفيدرالية وفق شكل الإدارات الذاتية الديمقراطية الذي يعتبر أعلى حالات تقرير المصير وفق الشكل الديمقراطي غير الدولتي.

كما أن ثورة 19 تموز في روج آفا استطاعت من خلال تمثيل فكر الأمة الديمقراطية وتجسيدها إلى نموذج الإدارات الذاتية الديمقراطية كما حدث في بداية العام 2014 أن تخلق حالة متقدمة من التنظيم المجتمعي ومأسسته إلى عشرات التنظيمات والمؤسسات والهيئات وهذا بدوره أفرغ كل المحاولات العدائية التي حاولت استهداف الثورة وما حققته من حالة أمن واستقرار متقدمة عن بقية مناطق سوريا وأيضاً في الشرق الأوسط، كما أنها أفرغت المؤامرات المُحاكة والتي تحيك ضد نموذج الإدارة سواء من بعض الجهات المحلية السورية أو من قبل بعض الأنظمة الاستبدادية الإقليمية وفي مقدمتها السلطة في تركيا التي تشهد اليوم حالة نظام مضطرب من جميع النواحي وخاصة بعد سقوط جميع الأقنعة التي كانت تتستر من ورائها سواء المتعلقة بالداخل وعرقلتها لأي حل ديمقراطي في عموم تركيا وحل القضية الكردية فيها بشكل ديمقراطي وانتقالها إلى حالة العداء للشعوب التركية وبشكل دموي ضد الشعب الكردي في باكوري/ شمال كردستان، أو من خلال القناع السوري ودعمها للتنظيمات الإرهابية وتوريط بعض أطراف المعارضة السورية وفرض رؤاها الفئوية عليها وفي الوقت نفسه إذعان هذه الأطراف لمثل هذه الفئوية والأخطار التي تظهر اليوم بشكل جلي من تعميق للأزمة السورية، أو من خلال القناع الدولي وأن تصل إلى ابتزاز للأطراف الدولية المعنية بحل الأزمة السورية.

ظهور ثورة روج آفا اليوم على أنها الحل الوحيد للأزمة السورية وفي كردستان والشرق الأوسط بسبب فكر الأمة الديمقراطية ونتيجة السياسة الديمقراطية والذي شكل في بدايات الأزمة السورية نهج الخط الثالث إلى جانب نهجي السلطة المتمثلة بالنظام الاستبدادي والمعارضة الاستبدادية، ويتحول هذا النهج بكل ما يحمله من حلول إلى طريق الخلاص من الأزمة السورية والوصول إلى سوريا ذي نظام ديمقراطي بعيدة عن كل احتمالية لإعادة انتاج أي نظام استبدادي في صيغته المركزية أو فرض حلول بعيدة عن الحل الديمقراطي وفي الوقت نفسه يعتبر وجود هذا النهج ضامن أساسي لمنع التفتيت والتقسيم الممارس فعلياً من قبل الخطين المسؤولين عن الأزمة وضياع الفرص التي ظهرت من قبل الشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة. كما أن ثورة روج آفا باتت تشكل اليوم علاوة على دورها الحاسم في التغيير الديمقراطي إلى رمز عالمي ضد الإرهاب المهدد لقيم العالم الحر وتطلعاته المشروعة وقد تحقق ذلك من خلال دماء آلاف من وحدات حماية الشعب والمرأة من سري كانيي/ رأس العين ومن المقاومة التاريخية في كوباني وفي جميع مناطق روج آفا- شمال سوريا؛ مثلما يحدث هذه اللحظات بإصرار قوات سوريا الديمقراطية ومجلس منبج العسكري بتحرير مدينة منبج من الإرهاب الداعشي الإرهابي وكل داعميه المحليين والإقليميين وبتحرير منبج الذي بات وشيكاً فإن خطر الإرهاب سيتقوض أكثر وستبدو تهيئة حل الأزمة السورية بشكل أقوى.

إننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD نؤكد بأن ثورة 19 تموز هي ثورة لكل الإنسانية وثورة لحل أزمات الشرق الأوسط وسوريا وثورة من أجل حل عادل للقضية الكردية في سوريا وفي عموم أجزاء كردستان. وثورة من أجل وضع حد لما يؤثر على المفاصل المصيرية المعهودة بها ثقافة الشرق الأوسط وتراثه في العيش المشترك وأخوة الشعوب، وإننا في الوقت الذي ننحني لجميع شهداء ثورة 19 تموز وشهداء فكرها وفلسفتها فإننا نجدد عهدنا على الالتزام بقيم وأهداف هذه الثورة والعمل على إزالة كل المعترضات التي تقف في طريقنا ومعالجة الأخطاء التي تنجم عن ممارسة الفكر الثوري وجعله حالة مجتمعية خلّاقة وندعو جميع القوى الديمقراطية في العالم وفي سوريا إلى الحوار لحل للأزمة السورية وتحقيق التغيير والانتقال السياسي إلى نظام اتحادي ديمقراطي يقبل فيه الجميع للجميع.

المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD

18 تموز 2016

زر الذهاب إلى الأعلى