تقاريرمانشيت

انتهاكات الاحتلال التركي لمحو تاريخ وثقافة مدينة عفرين

بداية سنتحدث عن موقع مدينة عفرين التاريخية العريقة؛ تقع عفرين اقصى الشمال الغربي من الحدود السورية، تبلغ مساحتها حوالي 3850 كم مربع, أي ما يعادل 2% من مساحة سوريا، ويرتبط بمركز مدينة عفرين سبع نواحي تشمل 366 قرية، وقد شهدت مدينة عفرين طيلة تاريخها تعايشاً سكانياً تشاركياً بين الكرد والعرب والتركمان والأرمن والآشور والسريان والإيزيديين وغيرهم من المكونات.

كما تحتوي على مختلف الديانات والمذاهب، ويزيد عدد سكانها عن 500 ألف نسمة, ويسكنون في قرى “أناب, مريمين, شيخ العرب, كوكبة, وبعض القرى الأخرى”.

ومنهم من يسكن في قرى كردية، وبحسب احصائيات كنيسة الاتحاد المسيحي الإنجيلية في المدينة, هناك 250 عائلة مسيحية في عفرين، هذا بالإضافة إلى الكرد العلويين المتواجدين منذ مئات السنين في مقاطعة عفرين في جبل ليلون وجبل كرداغ.

تم الإعلان عن نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية في مدينة عفرين في أواخر الشهر الأول من عام 2014 إذ تتألف الإدارة من المجالس التشريعية والتنفيذية والقضائية, بحيث تمثل جميع المكونات والأديان والمذاهب والثقافات نفسها فيها, بالإضافة إلى تمثيل بارز للمرأة والشبيبة.

وقد شارف عدد النازحين السوريين الذين توافدوا إلى مقاطعة عفرين 500ألف نازح أتوا من: حلب, حماه, الرقة, إدلب, إعزاز, الباب, الطبقة, أحرز, القنيطرة, تل حاصل, تل عران, كفرنايا وغيرها من المناطق.

بدأ أردوغان, حزباً وحكومة, بتوجيه المجموعات المتطرفة لشن هجمات متوالية على مقاطعة عفرين بعد إعلانها تشكيل الإدارة الذاتية, باءت جميعها بالفشل.

فخلال عام 2013: شنت تلك المجموعات هجمات على قرية “قسطل جندو” الإيزيدية من محور مدينة اعزاز، ثم شنت مرتزقة “داعش” مع المجاميع الإسلاموية التابعة للائتلاف السوري في نفس العام هجمات واسعة على بلدة جنديرس من محور دير بلوط, ديوا, جلمة، ثم زادت حدة هذه الهجمات على ناحيتي شيراوا وجنديرس من قبل أكبر الفصائل التابعة لما يسمى الجيش الحر جميعها باءت بالفشل.

انتهاكات العدوان التركي على عفرين:

  • استهداف أهالي عفرين والنازحين إليها: استهدفت الطائرات الحربية التركية المناطق الآهلة بالسكان منذ اليوم الأول للعدوان, لتقتل مئات المدنيين الأبرياء, بل واستهدفت حتى العوائل العربية التي نزحت من المدن السورية الأخرى هرباً من الحرب.
  • قصف المدنيين على نحو همجي: تعرض الكثير من المدنيين أطفالاً ونساء وشباناً وشيوخاً للقصف الجوي والمدفعي والصاروخي الهمجي, فبقي الكثيرون تحت الأنقاض, حيث لم يتم التمكن من إنقاذهم بسبب شدة القصف.
  • لم يسلم الصحفيون من استهداف جيش الاحتلال التركي.
  • استهداف المعالم الأثرية والدينية والمدنية
  • قصف موقع عين دارا الأثري
  • قصف ضريح القديس مار مارون في قلعة سمعان.
  • قصف المدارس: منذ اليوم الأول للعدوان, عمد الاحتلال التركي إلى قصف عشرات المدارس وتدميرها, لحرمان الأطفال من التعليم, ولتدمير مستقبلهم.

فبعد مدارس راجو, بلبلة وجنديرس, قصف جيش الاحتلال التركي مدرسة الشهيد جلال في مركز ميدانكي بتاريخ 7 شباط 2018.

  • قصف المقابر: حيث استهدف العدوان التركي مقبرة الشهيد سيدو ومقبرة جنديرس بالقذائف, ما أدى إلى تناثر جثث ورفات الموتى.
  • قصف المساجد والكنائس والمعابد: حيث تم قصف جامع صلاح الدين الأيوبي وغيرها من الجوامع في عفرين وقصف مزارات العلويين والإيزيديين وتدميرها.
  • قصف مركز الهلال الأحمر الكردي ومشفى عفرين (افرين): بتاريخ 5 شباط 2018 تم قصف مركز الهلال الأحمر الكردي في مركز منطقة راجو بوابل من القذائف, كما أن مشفى “افرين” تعرض بتاريخ 16 آذار 2018 للقصف مرتين متتاليتين, حيث قضى العشرات من الجرحى الذين كانوا فيه, ولحقت أضرار كبيرة بالمبنى.
  • استهداف سد ميدانكي (سد 17 نيسان) ومحطات الكهرباء والمياه.

10- قصف المخابز والأفران: حيث استهدف فرن ناحية راجو, فرن ناحية جنديرس, وفرن قرية شيخورزة التابعة لناحية بلبلة, وفرن قرية جلمة التابعة لناحية جنديرس, وفرن مركز ناحية بلبله، ما أدى إلى تدمير هذه الافران بشكل شبه كامل، هذا بالإضافة إلى استهداف العديد من الافران والمخابز في عدة قرى اخرى وفي مركز مدينة عفرين ومناطق الشهباء, ميدان أكبس, ميدانا, قسطل, كوتانا, ديرصوان, كوركا, سنارة, قوتا.

11- استخدام الأسلحة الكيماوية: اتجه العدوان التركي ومرتزقته إلى استخدام الأسلحة المحرمة دولياً (الأسلحة الكيماوية) ضد السكان المدنيين في مقاطعة عفرين.

12- التنكيل بالجثث: قام العدوان التركي بالتنكيل بالجثث, وبنشر صور ومقاطع فيديو صُدِمَ بها العالم أجمع، وكأمثلة بارزة على ذلك:

-التنكيل بجثة المقاتلة الكردية “بارين كوباني”

-التنكيل بجثة المقاتل الكردي أحمد محمد حنان (آمد)

-بتر رؤوس المقاتلين والمدنيين

-ولم يتورع أولئك المرضى نفسياً عن التقاط صور لهم مع الضحايا.

13- تجنيد الأطفال: وقد تداولت صفحات مرتزقة الدولة التركية على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر تجنيد الأطفال دون سن الثامنة عشرة وهم يشاركون في العدوان التركي على عفرين.

14- قصف قوافل المدنيين: حيث استهدف العدوان التركي قوافل المدنيين الذين اتجهوا من جميع المناطق شمال سوريا لمساندة مقاومة أهالي عفرين واحتجاجاً على الاحتلال التركي.

15- استخدام المدنيين كدروع بشرية: حيث ثبت أن جيش الاحتلال التركي  ومرتزقته يستخدمون النازحين القاطنين في مخيم “أطمة” دروعاً بشرية.

16- عمليات النهب والسرقة: بعد دخول الاحتلال التركي ومرتزقته مركز مدينة عفرين، كثفوا من السرقة والسلب والنهب في البيوت والأماكن, ثم تلغيمها وتفجيرها وتحطيم كل ما تبقى من معالم تدل على ثقافة المنطقة, وقاموا برفع الأعلام التركية، هذا بالإضافة إلى قتل وإعدام المدنيين الذين حاولوا العودة إلى  ديارهم.

17- التغير الديمغرافي: يهدف الاحتلال التركي والفصائل المرتزقة المؤتمرة بإمرته الى تغيير ديمغرافية عفرين بعد تهجير أهلها منها، وتقوم تركيا بهذه السياسة منذ سنوات بنحو ممنهج لتأجيج الفتنة القومية بين الكرد والعرب.

إن هذه الانتهاكات التي ذُكرت ما هي إلا جزء بسيط من جرائم وممارسات الاحتلال التركي ومرتزقته في مدينة عفرين والتي تهدف بشكل رئيسي إلى محو تاريخ المنطقة والعمل على طمس ثقافتها.

زر الذهاب إلى الأعلى