المجتمعمانشيت

الهلال الأحمر الكردي من قوقعة الإمكانات إلى رضى الأهالي

تقرير: حسينة عنتر

الصحة هي أغلى ما يملكه الإنسان، ولا يقدّر ثمنها إلا من عانى الألم، وتجرع مرارة الأدوية، وسهر الليالي من شدة أوجاعه، لذلك يجب الحفاظ على صحته ويسعى على الدوام للبقاء بصحةٍ جيدة ويتمتع بجسمٍ سليم قويٍ يستطيع من خلاله أن يقوم بما يريد من دون أي عناء، وأن يستطيع التقدّم في العمر من دون أن يعاني من مشاكل الشيخوخة، هذا بشكل عام وفي الأوضاع العادية، ولكن منذ اندلاع الأزمة في سوريا وتحولها إلى صراع مسلح، لتظهر على إثرها مشاكل كثيرة في جميع المناطق السورية على مختلف النواحي ومن ضمنها تأثر الجانب الصحي جراء الأزمة وسلبياتها،  وكان لروج آفا قسط من تداعيات هذه الأزمة نتيجة الحصار المفروض عليها، حيث عانت ولا تزال تعاني من نقص في الأدوية والكوادر الطبية ومستلزماتها، نتيجة لعوامل عديدة إضافة إلى الهجمات والتفجيرات التي أودت بحياة العديد من المدنيين خلال سبع سنوات مضت، فما كان لصحيفة الاتحاد الديمقراطي إلا أن تسلط الضوء على الواقع الصحي في إقليم الجزيرة لا سيما وأن القطاع الصحي يستدعي الاهتمام وتلبية حاجة المرضى من الجهات المعنية.

قمنا في صحيفة الاتحاد الديمقراطي بزيارة الهلال الأحمر الكردي في قامشلو والتقينا بأحد مسؤولي الهلال سعد العالي الذي تناول في حديثه ما يقدمونه للمواطن فقال: لدى الهلال مستوصف يفتح أبوابه يومياً في الساعة الثامنة صباحاً ويستقبل المرضى في تمام الساعة الثامنة والنصف ليتم تسجيل طلبهم على أي من العيادات الأربعة وصيدلية.

أقسام مستوصف الهلال الأحمر

وتابع العالي بقوله: الهلال يقسم إلى أربع عيادات وصيدلية ويبلغ عدد الأعضاء 13 عضواً ثلاثة أطباء وعشرة أعضاء جميعهم تلقوا تدريبات نموذجية ومتطورة في الإسعاف والتمريض والمجال الصحي وهم مختصون في المجالات التالية (أطفال، نسائية، داخلية، جلدية).

مستوصف الهلال يقدم كل ما يتوفر لديه مجاناً

وأوضح العالي أن كل شيء في مستوصف الهلال يقدم مجاناً للأهالي من أدوية ومعاينة وفحص سريري كامل للمرضى، يداوم طبيب الأطفال والنسائية من الساعة التاسعة إلى الحادية عشرة حيث يقوم بمعاينة المرضى وتقديم ما يحتاجونه من علاج، ومن ثم يبدأ دوام طبيب الداخلية في الثانية عشر ليقوم هو الآخر بمعالجة مرضاه وأغلبيتهم من كبار السن والعجزة.

اللشمانيا الأسباب وطرق الإصابة

واستطرد سعد العالي حديثه بالإشارة إلى مرض الليشمانيا الذي ازدادت حالات انتشاره في ظل الأزمة السورية وما خلفت من دمار وخراب وحرب وانفجارات، وأن الليشمانيا مرض جلدي أي يصيب الجلد وينتشر في أماكن التلوث وتراكم القمامة، ولوحظ هذا المرض بكثرة بين اللاجئين السوريين القادمين من أماكن الخراب.

كما وتحدث العالي بشكل مطول عن هذا المرض قائلاً: “الليشمانيا مرض مزمن، في معظم الأحيان يصيب الجلد ونادراً ما يصيب الأحشاء الداخلية، وله تسميات مختلفة حبة حلب أو حبة بغداد، يسببه طفيلي وحيد الخلية يعيش داخل حشرة ناقلة تسمى ذبابة الرمل (نوع من البعوض)، وتنقل حشرة الرمل طفيليات المرض من شخص إلى أخر أو من الحيوان إلى الإنسان.

وأكد أن مرض اللشمانيا يصنف ضمن الأمراض الطفيلية حيوانية المصدر، يُصاب به الإنسان عن طريق لدغ أنثى نوع من البعوض تُسمى حشرة الرمل، وهذه الحشرة صغيرة الحجم صامتة عند طيرانها وتعيش في الجو الحار الرطب ويزداد نشاطها في فصل الصيف، وتتغذى على دم الإنسان أو الحيوان، وتمتص هذا الدم من إنسان أو حيوان مصاب (مثل الكلاب أو الثعالب حيث تعد هذه الحيوانات مستودعاً لطفيل هذا المرض) ويكون هذا الدم محملاً بطفيل المرض والذى يتكاثر في معدة الحشرة ثم يصل إلى لعابها وعند لدغها إنساناً أو حيواناً سليماً فإنها تحقن هذه الطفيليات في جسمه مسببة له المرض.و

أعراضها

لا يكون هذا المرض معدياً عن طريق اللمس والمصافحة وإنما عن طريق الدم.

ما يقدمه الهلال لعلاج الليشمانيا

وأفاد العالي أن الخدمات تقدم ي أغلب الأحيان لمرضى القرى مثل تل براك، تل حميس وجزعة حيث دارت في هذه القرى معارك حامية التي كان لها مخلفاتها إلى جانب تراكم الأوساخ في هذه القرى، تظهر الذبابة الناقلة للمرض في مثل هذه المناطق في الصيف فتلدغ العائل لتظهر أعراض المرض في الخريف، أي في مثل هذه الأوقات تبدأ بالظهور وتستمر من خمسة عشر يوماً إلى شهر حتى تظهر كاملة.

الكثير من المرضى يأتون إلى الهلال لتلقي العلاج ليتم إعطائهم جرعات علاجية إما عضلية أو موضعية عندما يكون اللدغ في المناطق الحساسة كالأنف وغيرها من المناطق يتم العلاج عن طريق جرعات عضلية ويتم مراجعة الطبيب عدة مرات ويجرى له التحاليل المناسبة حتى يشفى تماماً.

توزيع أدوية الأمراض الدائمة

العالي أردف بقوله: يتم توزيع الأدوية على مرضى السكري والضغط بشكل دوري وتوزيع الانسولين حيث يكون للمريض بطاقة وبموجبها يعطى له الدواء المخصص له.

خدمات الإسعاف في الهلال الأحمر الكردي

لدى الهلال خمس سيارات إسعاف تعمل ليل نهار تكون تابعة لقسم الطوارئ الذي يستقبل المرضى على مدار 24 ساعة متواصلة، كما وتقوم سيارات الإسعاف تقوم بنقل المرضى المقعدين إلى أماكن علاجهم والتصوير الإشعاعي أو إلى المشفى وإن لزم الأمر يتم نقل المصاب وخاصة حالات الحروق من الدرجة الثالثة إلى باشور لتلقي العلاج.

الصعوبات التي تواجه الهلال

في هذا السياق قال العالي أنهم متواجدون بكل إمكاناتهم في كل الأماكن حتى في الانفجارات وفي أي تجمع شعبي تحسباً لأي حالة طارئة، وبالطبع لا يخلو الأمر من وجود صعوبات ونقص في الخدمات، أبرزها افتقارهم إلى وجود مخابر للتحاليل باستثناء مخبر لتحليل وكشف مرض الليشمانيا، ولكن بالمجمل يوفرون على المواطن مبالغ كثيرة، وفي المقابل يحصلون على رضى الأهالي لما يقدمونه من خدمات صحية.

المشاركة في حملة غضب الفرات

وعلى هامش حديثه نوه العالي إلى مساهمتهم في تغطية حملة غضب الفرات لتحرير الرقة وإرسال سيارات الإسعاف ومساهمتهم في معالجة الجرحى والمصابين وتقديم الاسعافات الأولية اللازمة لهم.

مناشدة

وفي كلمة أخيرة قال سعد العالي أنهم في الهلال الأحمر الكردي لا يتلقون العون من المنظمات الدولية باستثناء منظمة إيطالية وهذا غير كافي لذا أوجه نداء إلى المنظمات الدولية بمراجعة هيئة الهلال الأحمر الكردي ودعمه مادياً ومعنوياً.

زر الذهاب إلى الأعلى