ثقافةمانشيت

المهرجان السادس للثقافة والفن لــ HRRK تحت شعار “عفرين هوية الدم وامتحان الحياة”

الثقافة هي مجموعة المعرفة المكتسبة التي تُوحّد الأفراد في مجتمعٍ ما، وتحفظ جهدهم، وتمدهم بمنظومة راقية من الأعمال والأقوال والعادات والمعايير التي تدفع الشخص إلى التمسك بثقافته واحترام الثّقافات الأخرى كونه ينتمي إلى ثقافة معينة يفهم أسسها  وينطلق منها؛ مما يشعره بالرضا عن الذات وتقبل ثقافة الآخرين، وبهذا المعنى فإن التعددية الثقافية تقدر التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة، فالثقافة هي سلوك اجتماعي ومعيار موجود في المجتمعات البشرية، كما أن لها دوراً كبيراً في تحقيق التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمحافظة على الأمن الاجتماعي ووحدة الشعب ــ وما أحوج شعبنا الكردي إلى هذه الوحدة ــ من خلال وسائله المختلفة من شعر وقصة ورواية ومؤلّفاتٍ ومسرحٍ وفنّ تشكيلي وغناء وموسيقى وتمثيل وسينما التي تنتقل من خلال التعلم الاجتماعي بين المجتمعات البشرية.

إذن؛ فالثقافة هي التي تعزز الدوافع لدى أبناء المجتمع للتقدم والتطوير والإبداع والبناء وترسيخ جوانب السلوك الإنساني والممارسات الاجتماعية  والأشكال التعبيرية للثقافة والفن.

تحت شعار “عفرين هوية الدم وامتحان الحياة”، انطلقت برعاية اتحاد مثقفي مقاطعة قامشلو أعمال وفعاليات مهرجان روج آفا السادس للثقافة والفن يوم 13/7/2019م  من الشهر الجاري في مقر الاتحاد بمدينة قامشلو، هذا وحضر الافتتاح وفود وممثلي العديد من المؤسسات والشخصيات الثقافية في إقليم الجزيرة وشمال شرق سوريا بالإضافة إلى عشرات الضيوف من فنانين ومهتمين بالشأن الثقافي.

شارك في المهرجان/65/ فناناً ومثقفاً كردياً، واستمر المهرجان على مدى ستة أيام, حيث خصص يومه الأخير للإعلان عن جائزة HRRK للإبداع.

رصدت صحيفة الاتحاد الديمقراطي أعمال ونشاطات المهرجان الذي كان جدول أعماله كالتالي:

اليوم الأول 13/ 7/ 2019

بعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، أُلقيت كلمة باسم هيئة الثقافة والفن ألقاها عضو لجنة الثقافة في مقاطعة قامشلو “أحمد جتلي”، و فيها أشار إلى أهمية هذه الفعاليات الثقافية لكونها ستكون فرصة لتبادل الآراء والأفكار منوهاً أن التقاء هذه النخب الثقافية والفنية ستؤلف نتاجاً يدفع عجلة الحراك الثقافي إلى الأمام.

ومن ثم ألقى عضو اللجنة التحضيرية في المهرجان الشاعر “أحمد حسيني”، كلمة شدد فيها على ضرورة التكاتف والتعاون من أجل تقديم ما يليق بالمرحلة القادمة لتنعش الحراك الثقافي والفني، واستأنف المهرجان جدول فعالياته بعرض موسيقي قدمته فرقة من عفرين واحتضن المهرجان معرضاً تشكيلياً تضمَّن لوحات تُحاكي معاناة عفرين وأهلها تحت الاحتلال وبعدها أمسية شعرية باللغة الكردية ألقيت من قبل العديد من شعراء هم “عدنان حسن، لقمان عبد الرحمن، جيهان حسن، مشعل عثمان، جيندا محمد، خالد عمر”

أمسية قصصية باللغة الكردية لـ: آراس حسو، قادر عكيد، سلام حسين، ناريمان عفدلي، طه حسين، لقمان يوسفن محمود جقماني.

واختتم اليوم الأول بعرض فيلم” ليلى” فيلم سينمائي قصير للمخرج هوزان عبدو

اليوم الثاني من المهرجان تضمّن محاضرة لـ عبدالله شكاكي بعنوان عفرين، التاريخ والجغرافيا، ظروف الحرب والمقاومة.

أمسية شعرية باللغة العربية للشعراء: مريم تمو، هناء داوود، روان جومي، ابراهيم بركات، ميديا عباس شيخي، محمود عبدو، لميس محمد.

عرض فيلم” حكاية المدن المدمرة” للمخرج شيرو هندي

اليوم الثالث كان نشاطه على النحو التالي: جلسة النقاش عن اللغة يديرها خوشمان قادو وبحضور الضيوف ابراهيم خليل، فريد ميتان، عبدو شيخو، حيث دار النقاش حول أهمية الترجمة ولغة الصحافة المكتوبة.

محاضرة للكاتب “كوني رش” في ذكرى رحيل المير جلادت بدرخان.

أمسية شعرية باللغة الكردية لكل من: دلدار آشتي، ابراهيم شهاب، كمال نجم، فرهاد مردي، طلال الشيخ، عبد السلام أحمد.

عرض فيلم” ظل جبل كورمينج” للمخرج آزاد عفدلي.

اليوم الرابع بدأ بجلسة نقاش حول دور المؤسسات الثقافية في إقليم الجزيرة بحضور اتحاد مثقفي إقليم الجزيرة، اتحاد الكتاب الكرد- سوريا، اتحاد مثقفي كردستان، اتحاد مثقفي روج آفايي كردستان.

أمسية قصصية باللغة العربية ألقاها: عباس موسى، أفين يوسف، لانا محمد، محمد عامر فرسو، عبد المجيد خلف، جوان سلو، عبد الرحمن محمد.

عرض فيلم المختار للمخرج عمر زانا.

اليوم الخامس جلسة نقاش أدارها سليمان محمود وكان النقاش حول موضوع المثقف والسياسة بحضور الدكتور آزاد علي، الباحث فارس عثمان، سيبان جان

المسرح تم عرض مسرحية مكالمة فائتة لكل من شف زان محمود،

حسن رمو.

اليوم السادس: اختتم المهرجان ببيان ختامي والإعلان عن الفائز بجائزة المهرجان ” HRRK”للإبداع.

وهذا نص البيان:

تأسست جائزة اتحاد مثقفي روج آفايي كردستان للإبداع في قامشلو عام 2016، وهي جائزة تُشرف عليها الهيئة الإدارية لـ” HRRK”وقيمتها ألف دولار بالإضافة إلى درع الاتحاد: تسعى الجائزة لتكريم أحد المبدعين تقديراً لدوره في تغيير الساحة الثقافية الكردية نحو الأفضل، وهي مكافأة التميز والإبداع، وتشجيعاً للأفراد ودور النشر والمؤسسات الثقافية، وحرصاً على رفع مستوى الإبداع على أسس الجودة والدقة والقيمة المعرفية والفكرية.

إن معايير اختيار الفائز ترتكز على تجربته بشكل عام وتأثيره على الساحة الثقافية في روج آفا وسوريا ومناطق الوجود الكردي بشكل عام.

علماً أن النسخة الأولى من الجائزة كانت من نصيب الفنان التشكيلي زهير حسيب، عام 2018 وكان المانح هو أكرم كمو، وأن رجل الأعمال كاميران حوران هو مانح الجائزة لهذا العام وقيمتها ألف دولار أمريكي.

وفي هذه السنة جاءت جائزة ” HRRK”مناصفة بين مبدعين قدَّما الكثير للفن والغناء الكرديين في تاريخهما الفني والممتد لأكثر من خمسين سنة مانحين الموسيقا الكردية، لذا استحقا جائزة ” HRRK” الابداعية السنوية بكل جدارة وحق.

وهما كل من الفنان رشيد صوفي

محمد علي شاكر مبروك لهما هذه الجائزة وهذا التكريم

الهيئة الإدارية لاتحاد مثقفي روج آفيي كردستان.

قامشلو 18/7/2019

وعلى هامش المهرجان ألتقت الصحيفة بـ أحمد حسيني الشاعر الكردي الذي أردف للصحيفة قائلاً: أفتتح المهرجان للمرة الأولى في ألمانيا سنة 2014 وفي تلك السنة جاء قرار بتنظيم المهرجان ذاته في روج آفا، إلا أن المهرجان أقيم في ألمانيا سنتي 2015 و2016 وفي نهاية  2016 نظمنا المؤتمر في قامشلو وانتقل إليه المركز، وأضاف لحديثه: في بداية  2017 أقيم المهرجان بقامشلو وافتتح المهرجان في نفس اليوم في المانيا و قامشلو وفي عام 2018 نظم المهرجان في كوباني و قامشلو وأشار حسيني إلى أن مبدأ المكافأة وُجد منذ العام الماضي كما كنّا نعاني في السنوات السابقة من بعض الصعوبات، فكان التعب أكثر والحاضرون أقل، لكن هذه السنة نظمنا المهرجان ببطء وهدوء وساعات أطول ووفق هذا بدأ المهرجان في يوم الأحد 13/7 لغاية الخميس18/7/2019 من الشهر الجاري حضره أكثر من 60 شخصاً.

 وأشار في حديثه إلى دور المهرجانات الثقافية والاهتمام بتراث وثقافة أجدادنا، أحد أهم غاياتنا، وإن إقامة هذا المهرجان هو هدف نبيل نسعى من خلاله جمع آراء وتطلعات المثقفين والفنانين، وإيصال نتاج ثقافتهم لشعوب المنطقة والنهوض بالواقع الثقافي وجعله مرآة الشعب لنقل همومه وأوجاعه.

واختتم الشاعر أحمد حسيني حديثه بالقول: نتمنى من الجميع التكاتف والتعاون على الصعيد الشخصي والمؤسساتي؛ فالعمل المتكامل وحده كفيل بالوصول إلى ما نصبوا إليه من ثقافة عالية شاملة وواقع سوي، لأننا بحاجة إلى عمل جماعي راقي ومتحضر وأن يكون المثقف جاهزاً وقادراً على الالتزام بما يقع على عاتقه ليتقرب بشكل اخلاقي و وجداني من هموم المجتمع وآلامه.

وبدورها التقت صحيفة الاتحاد الديمقراطي مع المخرج السينمائي آزاد عفدلي وعضو في مهرجان السادس للفن والثقافة والذي استهل حديثة قائلاً: المهرجان حمل شعار “عفرين هوية الدم وامتحان الحياة”، وكان الاختيار لهذا الشعار لإيصال صوت أهلنا في عفرين إلى العالم، ومحاولة التخفيف من وطأة ما يتعرضون له يومياً، وبعد فترة من العمل المكثف ونقاشات مطولة تمكنا من الوصول إلى القرار النهائي وفي ظل هذه الانتهاكات الدولة التركية ومرتزقتها بحق أهلنا في عفرين.

في البداية كان التحضير للمهرجان من حيث اختيار مكانه وتوجيه الدعوات وكان همنا هو حضور أكبر عدد من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي من جميع مناطق روجافا  بغض النظر لانتمائه الحزبي والسياسي، وغايتنا هو لم شمل المثقفين والفنانين واللقاء فيما بينهم لتبادل الآراء والنقاش حول مواضيع مختلفة تتماشى مع الوضع الراهن، وتابع آزاد تضمَّن المهرجان فعاليات ونشاطات ثقافية مختلفة على مدار ستة أيام متوالية” الشعر والقصة ومحاضرات وأفلام سينمائية وموسيقا، بالإضافة إلى معرض تشكيلي مشترك جماعي كما وأشاد بالدور البارز للمثقف في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة من تاريخ الشعب الكردي.

واختتم آزاد عفدلي حديثه قائلاً: نتأمل من خلال هذه الفعاليات الارتقاء بالاتحاد والواقع الثقافي العام إلى ما نصبوا إليه لتحقيق آمال مجتمعنا الذي يستحق الأفضل والجديد حتى يصل المثقف إلى هدفه النبيل وغايته الانسانية.

كما والتقت الصحيفة مع ابراهيم خليل كاتب ونائب رئيس اتحاد المثقفين في روج آفا وبدوره تحدث قائلاً: اُقيم المهرجان السادس للفن والثقافة على مدار ستة أيام وتحت شعار “عفرين هوية الدم امتحان الحياة”.

اتخذنا هذا الشعار بهدف إيصال صوت أهل عفرين إلى العالم واطلاعه على الانتهاكات التي تجري بحقهم منذ أكثر من عام من الاحتلال التركي ومرتزقته للمنطقة عبر الفعاليات الثقافية من الشعر والمسرح والموسيقى ,وتابع إن برنامج  المهرجان منوع فيه قصص وشعر وموسيقى وجلسات حوارية ومقابل هذا الغنى الخصب يوجد مشاركات ثقافية وأدبية من قبل اللجنة التحضيرية HRRK, كما كان هناك برنامج مسائي وصباحي فالبرنامج الصباحي لوحظ فيه قلة الحضور والسبب ذهاب الناس إلى أشغالهم اليومية, ونوّه إلى أهمية دور الثقافة والفن في حياة الأمم والشعوب، وهو ما يعزز الكثير من القيم الإيجابية التي لا يستغني المجتمع عنها والتي تصب في خدمة الوطن وتعزيز أمنه وقوته وتماسكه.

واختتم الكاتب ابراهيم خليل حديثه بالقول: إن الثقافة هي الوسيلة الأكثر تأثيراً وفاعليه في زيادة وعي أبناء المجتمع وتوسيع آفاق معرفتهم وإدراكهم، وتشكيل ضميرهم ووجدانهم، وهي جميعها عناصر تُحَصِّنْ المجتمع من أيَّة اختراقات.

إعداد: بارين قامشلو

زر الذهاب إلى الأعلى