الأخبارالعالممانشيت

المتحدث السابق باسم التحالف الدولي: تركيا ترتكب تطهيراً عرقياً في شمال سوريا

أكد الكولونيل (مايلز بي كاغينز) المتحدث السابق باسم التحالف الدولي لمحاربة تنظيم  داعش أن تركيا تضر بشركاء التحالف الدولي الذين هزموا تنظيم داعش, لافتاً  الانتباه إلى التطهير العرقي المستمر في المناطق الكردية بسوريا التي تحتلها تركيا, وقال:

الوضع في شمال وشرق سوريا وفي عفرين سيء للغاية، نحن نواجه وضعاً رهيباً, بالإضافة إلى شن الغارات الجوية والقصف المدفعي فإن تركيا تستخدم المياه أيضاً كسلاح (منع تدفق مياه نهر الفرات).

كما أشار إلى أهمية ورمزية كوباني بالنسبة للكرد, واصفاً المدينة بأنها رمز عظيم للوحدة الكردية والنجاح في هزيمة تنظيم داعش, موضحاً أن تركيا كانت تنتظر سقوط والمدينة ولم تساعد من عبروا الحدود التركية وقاتلوا داعش.

وأكد مايلز لصحيفة (يني أوزغور بولوتيكا) أن قوات سوريا الديمقراطية تركز على حماية شعبها من تنظيم داعش والحفاظ على الأمن والاستقرار في شمال شرق سوريا, ولا تشكل تهديداً لتركيا ولا لدول المنطقة, وأضاف قائلاً:

تواصل تركيا سعيها لإبعاد الشعب الكردي عن الحدود مع سوريا, ولتحقيق غايتها تشن الضربات الجوية وتقصف بنيران المدفعية، كما تستخدم المياه أيضاً كسلاح, عبر قطع مياه نهر الفرات عن المنطقة, وهذا تطهير عرقي عن طريق إخراج مجموعة من الناس من أراضيهم واستبدالهم باللاجئين الآخرين, كما أنها تضع الجماعات الإرهابية في ما تسمى بالمنطقة الآمنة  في عفرين وإدلب وسري كانيه وتل أبيض, لقد عملت مع قوات سوريا الديمقراطية وأعرف عشرات الأشخاص الذين خدموا في قوات سوريا الديمقراطية منذ معركة كوباني، وجميعهم غاضبون من هجمات تركيا المستمرة على شركاء  التحالف الدولي, وهذا ما أشعر به أيضاً, آمل أن تتوقف هذه الهجمات لأن تركيا تضر شركائنا الذين هزموا داعش, وفي الوقت نفسه يعيش في المنطقة مئات الآلاف من المدنيين الذين أصبحوا لاجئين ومشردين بسبب الأضرار والخوف الناجمين عن الهجمات التركية بحالة يرثى لها.

وحول تأثير هجمات الدولة التركية على العمليات المشتركة لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي, أوضح (مايلز)

أن هدف قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي هو التركيز فقط على محاربة تنظيم داعش، وأضاف:

قادة وعناصر قوات سوريا الديمقراطية لديهم أيضاً مهمة أخرى تتمثل في الاستعداد للدفاع عن وطنهم ضد غزو بري تركي محتمل, لذلك فلا شك أن الهجمات التي تشنها تركيا تصرف الانتباه عن القتال ضد داعش, لكن الأسوأ من ذلك هو أن هذه الهجمات يمكن أن تلحق ضرراً خطيراً بمهمة هزيمة داعش.

وتعليقاً على استهداف تركيا لمخيم الهول الذي يحوي عائلات 60 ألف عنصر من تنظيم داعش, حيث تم الإعلان عن هروب مجموعة من هؤلاء نتيجة ذلك الاستهداف, قال الكولونيل مايلز:

هجمات تركيا على قوات سوريا الديمقراطية  مكنت وشجعت تنظيم داعش, لأن قوات سوريا الديمقراطية مجبرة على استخدام مواردها المحدودة للتعامل مع هجمات تركيا بدلاً من التركيز على العمليات ضد التنظيم واحتجاز مقاتليه, وبهذا المعنى فإن هذه الهجمات تعيد إحياء تنظيم داعش.

وعن أسباب استهداف الدولة التركية لمدينة كوباني بالتحديد, أوضح مايلز أن كوباني لها مكانة رمزية تحمل الكثير من المعاني الرمزية للشعب الكردي من حيث نجاحه في هزيمة  داعش, وأضاف:

كوباني  رمز كبير للوحدة الكردية والنجاح ضد داعش, نتذكر أنه أثناء اندلاع حرب كوباني  كانت تركيا تتابع عن كثب, بمعنى آخر شهدت تركيا هجوم تنظيم داعش على كوباني من أجل احتلالها,  ولم تساعد من عبر الحدود التركية لقتال التنظيم, لذلك فإن هذه الهجمات من قبل تركيا لها تأثير نفسي أيضاً، وتركيا تريد احتلال كوباني.

وحول تصريحات البنتاغون والبيت الأبيض بشأن هذه الهجمات, وهل هي كافية لوقف الهجمات التركية؟ قال مايلز:

هذه التصريحات لها تأثير محدود للغاية على سلوك تركيا, كان من الأفضل لو أصدرت واشنطن بياناً قبل أن تبدأ تركيا غاراتها الجوية الأخيرة في سوريا, وكان من الممكن أن يكون أكثر فاعلية لو أدلى الأمريكيون ببيان سابق وأكثر قوة لمحاولة إحباط هذه العملية التركية الأخيرة, ولكن جاءت التصريحات بعد أيام أو أسابيع, ومن الواضح أنه لم يكن لها أي تأثير على سلوك تركيا.

وحول استهداف السكان المدنيين والبنية التحتية, التي تعتبر جرائم حرب بموجب القانون الدولي, قال مايلز:

ومن واجب المجتمع الدولي التحقيق في هذه الهجمات وإدانتها واتخاذ موقف ضدها, إن محاولة التأثير على سلوك تركيا ليست مسؤولية الولايات المتحدة وحدها, من الضروري أن تستمر وسائل الإعلام في الإبلاغ عما يحدث في شمال وشرق سوريا، وضمان أن يعرف بقية العالم ما هي الهجمات التي تحدث وأن المدنيين مستهدفون في هذه الهجمات.

وتعليقاً على الدعوات المطالبة بإنشاء منطقة حظر طيران فوق شمال وشرق سوريا, أوضح مايلز بالقول:

لا توجد إرادة سياسية بإنشاء منطقة حظر طيران فوق سوريا، ولا يمكن إنشاء منطقة حظر طيران بين اثنين من حلفاء الناتو, وكذلك حظر الطيران لن يمنع تركيا من اضطهاد الكرد, ستفعل نفس الشيء الذي تفعله الآن, وسيكون حلف الناتو ضد إنشاء منطقة حظر الطيران, وتركيا تهدد اليونان وترى أنه لا توجد منطقة حظر طيران هناك أيضاً, لذلك من غير المحتمل أن يحدث مثل هذا الشيء, و الوضع كان مختلفاً في العراق قبل بضع سنوات في ظل نظام صدام, فقد كان صدام عدواً للولايات المتحدة, وتركيا هي حليفة للولايات المتحدة الأمريكية.

ومن جهة أخرى أضاف:

أعتقد أن أحد أسباب هجوم تركيا على شمال وشرق سوريا هو نظام الإدارة الذاتية بعقده الاجتماعي, فهو نظام مقلق بالنسبة لحكومة أنقرة التي لا تريد أن ينجح الكرد في الإدارة أو الاقتصاد، لذا فهي تهاجمهم, كذلك لم نر أي دليل على أن قوات سوريا الديمقراطية تهاجم تركيا من سوريا, وهي تركز على حماية شعبها من داعش أو غيرها من التهديدات والحفاظ على الأمن والاستقرار في شمال وشرق سوريا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى