الأخبارمانشيت

الكلمةالاسبوعية لجريدة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD

يبدو أن السيد ستافان دي مستورا ماضٍ في طريقه بإصرار خلاف أقرانه السابقين؛ بدءً من كوفي أنان الذي سجلت في وقته نقطة كبيرة وهي بيان جنيف1 كاتفاق دولي يتيم بخصوص الأزمة السورية حتى اللحظة، ومروراً بالأخضر الابراهيمي الذي رفع الراية البيضاء بعد جنيف2بمدة. واصرار المبعوث الدولي دي مستورا على إيجاد اختراق في الأزمة السورية -وهو الذي لم يرفع حتى هذه اللحظة العلم الأبيض- لا يعود الفضل له ولجهوده ولجهود مساعديه فقط؛ إنما السياق اللحظي والمستجدات الدولية أيضاً ساعدته وتساعده هذه الأيام، ولعل الاتفاق الدولي في مجلس الأمن بخصوص (مجموعات) المبعوث الدولي؛ تعتبر بمثابة عزم المجتمع الدولي على الاتفاق في تحديد درب متوحد لا خلاف عليه ومن ثم العمل لحشد الفرقاء السوريين وكلاً من يرى الحل السياسي سبيلا، دون أن يفهم هنا بأن الدرب سيكون قصيراً ويسيراً بل على العكس تماماً طويلاً وعسيراً. أما مجموعات المبعوث الدولي التي ارتأها كإحدى الوسائل التي تقسم المشكلة وتجزأها من خلال تأسيس مجموعات اتصال دولية أربعة: تعالج قضايا الأمن (السلامة والحماية) والمسائل السياسية القانونية ومجموعة مكافحة الإرهاب وأخيراً إعادة إعمار البلاد؛ هي خطوة متقدمة تحتسب له ولفريق عمله وتستحق التفاعل معه، بحيث أن طريقة دي مستورا ذات طابع مؤسساتي وكخطوة مهمة لملامسة طريقة الحل على الأقل من الجانب النظري والتطبيقي. وإنشاء المجموعات المتعددة بالتأكيد نتج بسبب تعقد الأزمة السورية وصوملة حالها، كما أنه من المهم التأكيد بأن اعتقاد واقتناع السيد دي مستورا وفريقه تتنافر واصرار النظام الاستبدادي في معالجة الأزمة السورية وفي الوقت نفسه مع بعض صنوف المعارضة الاستبدادية، كما أنها تخالف وتتعارض ما تقوم به (الجارة) تركيا ونظام أردوغان بمنطقه الأعزل مع منطقة العزلة، إن مجموعات دي مستورا جاءت بعد عدم تيسير “خطة حلب” وأمّا تقريره الحالي يلامس إلى حد بعيد ما تم إنجازه في شمال الوطن السوري- روج آفا؛ من مقاربتها المتقدمة للحل السوري في محاربة الإرهاب وتشكيل نويات للإدارة المدنية التي تشكل جوهر الإدارة الذاتية الديمقراطية كشكل من أشكال اللامركزية الديمقراطية(السياسية والإدارية).
رؤيتنا كحزب سياسي له كل العلاقة بالأمر؛ بأن خطة/ خطط دي مستورا أو أي شخص أو مؤسسة أخرى من أجل الحل السياسي السوري سيكتب لها النجاح بشكل ملفت للنظر فيما لو يتم حسبان المناطق المحررة من النظام والتنظيمات الإرهابية بعين الاعتبار وتترجم تفاصيل الخطة في المناطق المحررة وتتوجه نحو المركز/ دمشق. فإذا كانت رؤية المبعوث الدولي كوفي أنان لحل الأزمة بأنها تنطلق من الأعلى إلى الأسفل، وإذا كانت فحوى رؤية دي مستورا للحل يجب الأخذ بها من الأسفل للأعلى، نعتقد -رغم أهميتهما- لكن كلاهما يشوبهما الأخطاء بعكس مشروع الإدارة الذاتية الذي ينطلق من الأطراف إلى المركز؛ وهو الأصل ومستقبل الحل السوري في تأسيس (اللامركزية).
عموماً لا يمكن القول بأن الحل في متناول اليد ولن يكون كذلك في القريب العاجل أيضاً؛ المسألة أكبر من سوريا رغم أن مركزها سوري؛ المسألة متعلقة بالإثم الذي صير قبل مائة عام وفق خرائط واتفاقيات حجزت مجتمع الشرق الأوسط في مجتمعات وهمية، المسألة تؤكد بأن هذه الخرائط يجب أن تغادر دون رجعة.

زر الذهاب إلى الأعلى