في لقاء لصحيفة الاتحاد الديمقراطي مع الدكتور (محمد مجاهد الزيات) الخبير الاستراتيجي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية حول الدور الّذي يمكن أن تلعبه القيادات الكردية السورية مع الدول العربية في هذه المرحلة الحساسة، والانسحاب الأمريكي وإمكانية تعمق الخلافات بين التحالف الثلاثي (الروسي التركي الإيراني) أوضح الزيات:
أتصور أن الأمر يتطلب من القيادات الكردية السورية حواراً على مستوى عالٍ مع دوائر صنع القرار في الدول العربية الكبرى، خاصة مصر التي لها مواقف تاريخية مع الكرد، فأول صحيفة كردية في العالم صدرت في القاهرة, وأول إذاعة كردية انطلقت من القاهرة.
وشدد (الزيات) على أن إعادة صياغة العلاقات مع دمشق أمر ضروري وحيوي، وقال:
اعتقد أن ذلك يصب في صالح الحوار والتفاهم الكردي مع الدول العربية الكبرى، وكفيل بأن يسقط عنهم أيّة اتهامات بأنهم يشاركون في مخطط تقسيم سوريا.
كما أشار (الزيات) إلى أن الكرد أمة لها الحق في تحقيق طموحاتها المشروعة, وعليهم توفير البنية الأساسية لذلك أولاً، وانتظار نضوج الظروف الإقليمية والدولية للسماح بتحقيق هذا الحق (وما حصل في كردستان العراق خير مثال على ذلك).
وحول قراءته للانسحاب الأمريكي من الشمال السوري أكّد (الزيات) بالقول:
لا شك في أن بعض جوانب الانسحاب العسكري تتعلق بالحرص الأمريكي على تحجيم التقارب (التركي-الروسي)، وسحب تركيا إلى المظلة الأمريكية، والتضحية بقوات سوريا الديمقراطية /قسد/ في صفقة تبادلية تُكفل أن تعود تركيا فاعلاً رئيسيّاً في الأزمة السورية، وحامية للمصالح والرؤية الأمريكية، وتساهم في إرباك السياسة والحضور الروسي بأقل تكلفة.
وفيما يتعلق بتداعيات قرار الانسحاب العسكري الأمريكي على تطورات الأزمة السورية، وقدرة الولايات المتحدة في التأثير على مساراتها القادمة، قال(الزيات) مبيناً:
نشير للاعتبارات التالية:
من الواضح أن الأزمة السورية سوف تشهد نوعاً من إعادة الهيكلة، خاصةً أدوار بعض القوى الفاعلة، حيث سيتزايد الدور التركي، وربما يتأثر بصيغة الحل من خلال مؤتمر سوتشي، وسيشهد التحالف الثلاثي الروسي التركي الإيراني اهتزازات سوف تسعى واشنطن لتعميقها, كما أن الدول المنخرطة في الأزمة عسكريّاً وخاصة الأوروبية، وتلك التي تقدم دعماً مادياً للأطراف، سوف تراجع مواقفها للبحث عن صيغة تبرر بها هذا الانخراط بعد الإعلان الأمريكي عن نهاية داعش.
