مانشيتمقالات

الرابع من نيسان ١٩٤٩ يوم ميلاد القائد آبو

منان عمر ــ

ماذا يعني يوم ميلاد القائد آبو بالنسبة للشعب الكردي والشعوب المؤمنة بالمبادئ الانسانية والديمقراطية؟

كما هو معلوم في صفحات التاريخ الانساني والتي تشهد على ظهور القادة العظام في كل مرحلة صعبة؛ عندما يشتد القهر وضياع حقوق الشعوب من قبل ملوك وحكام مستبدين، وعندما تتراجع قيمة الانسان إلى أدنى مستوياتها من منظور السلطة الحاكمة المعتمدة على الثقافة الطبقية.

لذلك أمام جبروت الطغاة وقوى الشر عبر التاريخ ظهر قادة مناضلون حولوا مسيرة التاريخ نحو عنصر جديد ولا زالت بصماتهم منقوشة في ذاكرة التاريخ والإنسانية؛ يعني أن القادة العظماء هم الذين صنعوا التاريخ المشرق للإنسانية وليس الملوك والحكام المستبدين.

ومن عظماء عصرنا الحالي هو ظهور القائد آبو وفلسفته الإنسانية على الساحة الشرق أوسطية في وقت زادت فيه صراع الأفكار والأيديولوجيات بين قطبين مضادين، وكذلك الصراع بين الحركات الدينية والقوموية في المنطقة، ومن جانب آخر ظهور القائد في مرحلة صعبة كان يمر بها الشعب الكردي من جميع النواحي “الفكرية والأيديولوجية”. تمكَّن القائد في وقت قصير من قلب المعادلة والموازين الفكرية للشعب الكردستاني في كل مكان باتجاه خط الوطنية والإرادة الثورية.

والجوانب الأخرى هي قدرة القائد آبو على تحويل حالة الضعف والضياع التي كانت سائدة في المجتمع الكردستاني الى قوة وتنظيم جماهيري مفعم بروح المقاومة الوطنية والثورية.

عندما نقول عظمة القائد آبو؛ لأن جميع صفات القيادة في شخصيته من قوة التحليل والتفسير والنظرة السياسية والاستراتيجية والرؤية المستقبلية للناس والمجتمعات وامتلاكه الجرأة والجسارة والروح الوطنية الثورية والمعنوية العالية والشخصية الجذابة والنضال الدؤوب والصبر والحكمة والإرادة وروح المقاومة والنظرة الإنسانية.

نضال القائد على مدى خمسين عاماً أدى الى بناء منظومة فكرية وايديولوجية وفلسفة إنسانية عصرية مبنية على أسس أخلاقية وثقافة ديمقراطية لإرادة الشعوب لذاتها، وتمكن القائد آبو من صنع المعجزات في تاريخ الشعب الكردستاني المعاصر؛ التحول من أمة ضعيفة إلى مجتمع مقاوم يرفض العيش بالذل ولا يقبل بحياة رخيصة، ووضع حداً لسياسة الإنكار والإبادة الثقافية التي كان يتعرض لها شعبنا الكردي.

تمكن القائد من توحيد أجزاء كردستان فكرياً وايديولوجياً على خط الوطنية والثورية.

تمكن القائد من ترسيخ ثورة ذهنية وتحررية في ضمير المجتمع الكردستاني.

تمكن من بناء تنظيم أيديولوجي ثوري عصري وأوصل صدى القضية الكردية الى كافة أنحاء العالم رغماً عن أنف العدو والفاشية.

استطاع بناء شخصية كردستانية ثورية بكل المقاييس يندر مثيلها في هذا العصر.

القائد بذل جهود كبيرة لتحرير المرأة الكردستانية من القيود الاجتماعية ووصولها الى درجة المناضلة الثورية في جبهات القتال وفي جميع الساحات الأخرى وصولاً الى بناء جيش من المرأة، ونقده للاشتراكية المشيدة والدولة القوموية وصولاً الى النظام الرأسمالي وإيجاد بديل أصح وهي العصرانية الديمقراطية، وأكمل مسيرة الحياة التي لم تستطع الفلاسفة والحكماء الذين سبقوه من تصحيح هذا المسار.

٤ نيسان يوم فخر جديد وإشراقة مضيئة لحرية الشعب الكردستاني وللشعوب التي تبحث عن الحرية والديمقراطية، الرابع من نيسان يوم وحدة الشعوب والتآخي والنضال.

ولادة القائد ليس فقط ولادة الأم؛ بل ولادة الحزب والاستمرار في امرالي.

القائد ليس كفرد وإنما يمثل المجتمعية، ولديه صفات كل القادة (سياسي، مفكر، عسكري)

وفي الختام نقول: عاش القائد آبو في عيد ميلاده الخامس والسبعين.

زر الذهاب إلى الأعلى