الأخبارمانشيت

الذكرى الـ46 لاستشهاد المناضلة ليلى قاسم

يصادف اليوم الذكرى الـ46 لاستشهاد المناضلة ليلى قاسم على يد نظام البعث العراقي المجرم.
ولدت المناضلة ليلى قاسم في مدينة خانقين بباشور (جنوب كردستان) في الـ 27 كانون الأول/ديسمبر عام1952 من أسرة متواضعة مؤلفة من ثلاثة أشقاء “عبد السلام وليلى وصبيحة”، وترعرعت على حب الوطن والشعب، درست الابتدائية في خانقين مسقط رأسها، إلى حين انتهاء دراستها الثانوية في عام 1972، وأكملت دراستها في كليه الآداب بجامعة بغداد وتخصصت في قسم علم الاجتماع.
كانت المناضلة ليلى معروفة بوطنيتها واهتماماتها السياسية والثقافية والاجتماعية، والتي أهلتها للدخول إلى صفوف اتحاد طلبة كردستان، ومع بداية التسعينات اشتد بطش النظام البعثي العراقي على منطقة خانقين والتطهير العرقي ضد الشعب الكردي، فاضطرت ليلى للجوء مع أسرتها إلى العاصمة العراقية بغداد، وهناك واصلت دراستها.

بدأت ليلى مشوارها النضالي والسياسي بعد تعرفها على الحزب الديمقراطي الكردستاني في الجامعة، عن طريق أحد زملائها من مدينة خانقين، وتميزت بنشاطها وكفاءتها وتفانيها الواضح وأصبحت من أنشط الوجوه الطلابية داخل الجامعة.
وعُرفت بشعورها العالي نحو قوميتها الكردية، وجمعت بين نضالها من أجل نيل الحقوق الكردية، ونضال المرأة من أجل حقوقها، واختارت طريق النضال وخاصة في المجال السياسي.
ولدفاعها عن قضيتها ومطالبتها بحصول الشعب الكردي على حقوقه المشروعة، قام نظام البعث العراقي بتاريخ ٢٤ نيسان (إبريل) عام ١٩٧٤ وفي منتصف الليل باعتقالها من منزلها، وتم وضعها في زنزانة انفرادية ومُنعت عنها الزيارة.
تعرضت ليلى لشتى أنواع الإرهاب والتعذيب، ورغم فقدانها لعينها اليمنى إلا أنها ظلت صامدة أمام أداوت الإجرام البعثية.
قبل إعدامها سمحوا لوالدتها وشقيقتها بزيارتها، وأوصتهما ليلى بإحضار زيها الكردي والمقص، وبعد إحضارهما، قصت خصلة من شعرها وأهدتها لشقيقتها لتكون شاهدة على نضالها، أما عن ملابسها فقالت ليلى “بعد أيام سأصبح عروسة كردستان لذلك أريد أن تحضني الأرض بكامل أناقتي”.
وجّه إليها النظام البعثي كل تهم الإجرام والانفصال، لكن المناضلة ليلى كانت ترد عليهم: “أنا لست مجرمة، إنما أنا مناضلة من أجل القضية المشروعة، وهي القضية الكردية، وسوف أفدي بروحي من أجلها”.
وعندما عجزوا عن نزع الاعترافات منها وكسر إرادتها، اقتادوها إلى حبل المشنقة وأعدموها دون محاكمة قانونية في الـ١٢ من أيار١٩٧٤ أي (بعد أسبوعين من الاعتقال)، وهي مرتدية زيها الكردي، وهي تهتف بأعلى صوتها باسم “كردستان”، لتكون بذلك رمزاً تحتذي به كل النساء الكرديات وعموم الشعب الكردي.
ودُفنت المناضلة ليلى قاسم في مقبرة وادي السلام في مدينة النجف، بعيدة عن موطنها وأسرتها.
أعدموا ليلى لكن روحها ستبقى حاضرة، فهناك اليوم الآلاف يَسرنَ على دربها  في ساحات المعارك وفي ميادين السياسة وتنظيم وتوعية المجتمع على قيم ومبادئ الإنسانية السامية.

زر الذهاب إلى الأعلى