حواراتمانشيت

أسئلة جريئة وأجوبة شفافة، حوار ساخن مع آلدار خليل -1-

حوار وتقديم حسين فقه

إعداد مزكين حسن

في شؤون وشجون عفرين التي مرت على احتلالها من قِبَلِ الأتراك والمرتزقة الجهاديين ما ينوف عن ستة أشهر، وبعد المتغيرات الدولية والاقليمية المتسارعة، وبعد الكثير من ” الآسيتانات” و”السوتشيات” والكثير من المصالح الخبيثة بين بعض القوى الدولية والاقليمية، وبعد الكثير من الصمت الدولي حيال الانتهاكات في عفرين التي تم احتلالها من تركيا المارقة والخارجة عن كل شرعية وعُرفٍ دولي، وبعد الخيانات من بعض أشباه الكرد ” البعض من المجلس الوطني الكردي ” نموذجاً، وبعد كل الاتهامات للادارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي PYD وحركة المجتمع الديمقراطي TEV DEM بالتقصير في عفرين وتعريضها للاحتلال، بل إن البعض لمح لبيع عفرين والتنازل عنها وانحسار الإدارة الذاتية لشرق الفرات فقط، وبعد الكثير من القيل والقال والمناكفات المؤسفة وتبادل الاتهامات بين النشطاء والمثقفين الكرد، كان لا بد لنا من اللقاء مع الشخصية القيادية البارزة وعضو اللجنة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي ” سابقاً ” آلدار خليل ونضع أمامه أسئلتنا التي وقبل أن نطرحها قلنا أنها أسئلة قد تكون حَرِجَة، ولكن آلدار خليل علّقَ قائلاً ” إطرح ما بدا لك من الأسئلة “.

ولأن شعبنا الكردي في روج آفا وعفرين وفي مخيمات النزوح في الشهباء خصوصاً يستحق أن نكون شفافين معه ونجيب على كل التساؤلات، كان لا بد لنا من طرح كل ما من شأنه أن يلقي الضوء على ما حدث في عفرين، والتي أدت لاحتلالها على يد الاحتلال التركي والمرتزقة الارهابيين التابعين لها، حاولنا الدخول الى الكواليس بحرص المصداقية والكردايتي، وبمهنية من يبحث عن الحقيقة في دهاليز السياسة، ولأننا نعرف أين نجد تلك الحقيقة، التقينا مع آلدار خليل وأجرينا معه هذا الحوار.

ـ ما الذي حدث في عفرين كنا نعرف صعوبات المعركة واستحالة الانتصار فيه وفق التكنيك العسكري الذي استُخدم في عفرين ولكن بعد 58 يوماً من المقاومة في قرى عفرين لماذا انهارت المدينة رغم كل التحصينات؟

اولاً استذكر شهداء مقاومة عفرين وأنحني إجلالاً لذكراهم؛ حوالي 1500شهيد سقطوا دفاعاً عن عفرين وشعبنا قاوم إلى آخر لحظة، وكانت جميع الجهود منصبَّة حول كيفية حماية عفرين والدفاع عنها، وحقيقة ليس شعبنا الموجود في عفرين فقط، فشعبنا الموجود في المناطق الآخرى وخارج الوطن كلهم كانوا مستنفرين من أجل الدفاع عن عفرين وحمايتها والكل يستحق التحية والسلام والتقدير.

طبعاً هي مقاومة دخلت التاريخ وسُجِّلت في التاريخ ولا يمكن لأحد إنكار عَظَمَةِ هذه المقاومة، 58 يوماً في مواجهة أعتى قوة في المنطقة وثاني قوَّة في حلف الناتو مستخدمةً كل تقنيتها العسكرية وطائرات الكشف والاستطلاع المستمرة في سماء عفرين .

جغرافية عفرين مقارنة بجغرافية الدول كمساحة قد لا تمثل شيئاً، ولكن الجيش المهاجم والتقنيات المستخدمة بدءً من طائرات الكشف والاستطلاع وصولاً إلى الأقمار الاصطناعية وصولاً إلى التنسيق بين الدول العظمى وكأنه كان هجوماً على دولة، فالهجوم على عفرين لم يكن فقط بمبادرة من الجيش التركي، بل كان بناءً على اتفاق بين تركيا وروسيا بغض النظر عن القوى الدولية الآخرى، يعني الكل كان متفقاً حول ضرورة مهاجمة عفرين واحتلالها.

المقاومة طبعاً في ظل هذه الظروف كانت عظيمة، وقد لايخطر لأحد أو لا يمكن لأحد أن يتوقع مدى صعوبة المقاومة في ظل هذا الوضع الذي يفتقر إلى التوازن، ولكن ارتباطنا بعفرين وإصرارنا على حمايتها جعلنا جميعاً أن نقرر بضرورة أن نحمي عفرين وندافع عنها، حتى بالرغم من إن الكثير من الخبراء العسكريين والدول كانوا من اللحظة الأولى يقولون بأنه لا يمكن الشروع بالمقاومة، ولكن الحياة عبارة عن موقف، وكان لا بد من اتخاذ هذا الموقف وعدم السماح للجيش المحتل بدخول عفرين من دون مقاومة.

هنا أود أن استذكر مقاومة 300مقاتل من اسبارطة عندما قاوموا الفرس أثناء محاولة الأخيرة احتلال اليونان، 300 مقاتل كانوا يعلمون بأنهم لن يتمكنوا من مقاومة الأساطيل الفارسية التي جاءت لاحتلال اليونان ولكنهم أرادوا أن يقولوا للتاريخ بأنهم سيقاومون، وهذا ما حدث في عفرين وبالفعل قاوم شعبنا حتى آخر لحظة، ولكن المعارك والحروب لاتقتصر على الجانب العسكري فالعدو عندما هاجمنا عسكرياً في عفرين وهاجمنا دبلوماسياً، وسياسياً، وإعلامياً، وكان لديه منظومة إعلامية قوية ذات خبرة وتجربة وإمكانيات، ولديه مراكز حربه الخاصة المتخصصة في هذه الأمور، فأحياناً قبل أن تكسب المعركة على الأرض ـ  إن علمت كيف تتصرف وتتعامل مع الأمرـ  قد تتمكن من كسبها إعلامياً وسياسياً، والقوَّة التي هاجمت عفرين هي دولة ولديها تجاربها، وحاولت التأثير على معنويات المقاومين، ولكنهم فشلوا في التأثير على معنويات شعبنا في عفرين وعلى معنويات الوحدات المقاومة في عفرين ولم يتأثروا بها وقاوموا 58 يوماً. لو سألت خبيراً عسكرياً عن هذا الأمر سيخبرك بأنه لا يمكن استمرار المقاومة لأكثر من ثلاثة أيام كحد أقصى، ولكن الثلاثة أيام أصبحت شهرين وهذا ليس بالشيء القليل. ماحدث في عفرين طبعاً؛ هو أن كل التحصينات كانت مهيئة للمقاومة وكانت التحصينات في محيط عفرين، وتمكن العدو من ضربها والسيطرة عليها جواً قبل أن يسيطر عليها في الأرض.

وكانت 32 طائرة استطلاع موجودة في سماء عفرين، حتى إن القوات الموجودة في تلك المناطق لم يكونوا يستطيعوا التحرك خطوتين، وأستطيع أن أصف الأمر على الشكل التالي كل مقاتل كان يريد أن يخطو إلى الأمام ولكن عند أي حركة كان يتم استهدافه، و وصل الأمر بالمقاتلين في بعض المراحل إنه كان يوجد بينهم جرحى ويحاول المقاتلون الآخرون الوصول إليهم وإنقاذهم وهم لايبعدون عنهم سِوى 500 متر، و لم يتمكنوا من ذلك وعندما تحركوا صوبهم استشهد مجموعة أخرى، لأن مساحة المعركة ضاقت، وعندما تضيق مساحة المعركة يتم التحكم بتحرك المقاتلين، هنا قد يكون تم الخطأ (إن جاز التعبير) بأنه لو كنا نمتلك طُرُقاً للتحرك تحت الأرض مخفية عن الكشف والاستطلاع كان يمكن أن تستمر المقاومة عدة أيام آخرى، ولكن الافتقار إلى الأنفاق المخفية تحت الأرض بالرغم من إنها كانت موجودة ولكنها لم تكن تشمل كل مساحة عفرين فالتحرك في الكثير من الأماكن كان يتطلب أن تتحرك بطريقة مخفية طبعاً، هنا توجد مهمة وهي إن القوات العسكرية كانت حريصة على أن لايتضرر الشعب وعندما تكثف الهجوم على مدينة عفرين وأصبح المدنيون الموجودين في عفرين في خطر، وعندما رأوا قصف الطائرات للمشفى والأماكن العامة عَلِمُوا بأن الأتراك لن يتوانون عن ارتكاب المجازر، فكانت توجد هناك اتصالات عبر أجهزة اللاسلكي بين القوات التركية عندما وردتهم تعليمات بضرورة أخذ كل شيء بعين الاعتبار يعني مهما كانت النتيجة يجب أن تقصفوا، كانت هذه الجملة معروفة اقصفوا مهما كانت الأهداف و لاتفكروا بالنتائج، وهذا ما أثار خوف القوَّات الموجودة على الأرض من أن تُرتَكَبَ مَجَازِرَ كبرى بحق شعبنا في عفرين، وبطبيعة الحال فإن الحالة العسكرية كانت تشير إلى أن عفرين سيتم احتلالها، و لذلك ارتأت هذه القوات بأنه من المناسب أن يتم إنقاذ شعب عفرين، وما قامت به لغاية تلك اللحظة كان مشرفاً وعظيماً، ولكن بعد تضييق الخناق على المدينة وجدوا بأن الاستمرار لن يتسبب سوى بالمجازر، هذا من جهة، ومن جهة آخرى عملياً هناك أمور ساعدت على اتخاذ هذا القرار وهي إن بعض القادة وخصوصاً ثلاثة قادة أساسيين كانوا يقودون العمليات في عفرين استشهدوا خلال ساعة واحدة،  فالقائد الأساسي استشهد وبعده استشهد القائد البديل وبعد عدة دقائق استشهد الثالث وطبعاً استشهاد القادة الميدانيين هو عامل مؤثر جداً،  ففي تلك الأثناء كانت الدقائق والساعات لها تأثيرها طبعاً كان يوجد قادة آخرين في الطريق قادمين نحوهم لتلافي ماحدث أو لسد الثغرة الحاصلة، ولكن الدقائق كانت مؤثرة بل وحاسمة، والمهم في الأمر أنه يجب أن ندرك أو نراجع التاريخ و سنجد ملايين الحروب تم خوضها في الحياة البشرية وفي كل تلك الحروب تقريباً لم يكن ينتهي الأمر سلمياً، وإذا أخذنا ألف معركة كعينة فسيكون باستثناء 1 أو 2 بالمائة منها انتهت فيها المعارك باتفاق الطرفين المتصارعين سلمياً وانتهت الحرب وهذا نادر جداً، وهذا طبعاً لم يكن ليحصل في عفرين لأن الأتراك كانوا يرفضون أي نوع من أنواع المهادنة .

إن أخذنا نسبة الحروب الحاصلة في تاريخ البشرية سنجد إن 50 بالمائة منها إن استثنينا منها حالات الاتفاق السلمي وستكون الحالات المتبقية انتصار طرف وخسارة الطرف الآخر لميدان المعركة وخسارة خنادقه؛ نحن أيضاً منذ العام 2011 نعيش حالة حرب وعشنا آلاف المعارك وانتصرنا في أغلبها، وأستطيع القول بأننا انتصرنا في 99 بالمائة من المعارك التي خضناها، لكننا فقدنا عفرين وهي معركة مصيرية وأساسية ولكننا فقدناها ولم نتمكن من حمايتها وتمكن الأتراك من احتلالها، وهذا لايعني أن نحكم على كل شيء وعلى الثورة من خلال منظور معركة حصلت ومازالت مستمرة ونحن لم نقل بعد كلمتنا الأخيرة فيها .

هل كان هناك تعويل على حدوث تحولات في موقف النظام أو الروس ولذلك استمرت المقاومة حتى آخر لحظة ؟

حقيقةً الموقف الروسي كان واضحاً ولم يكن هناك أي تعويل عليه ولا على النظام، فلقد كنا نُدرِك بأن النظام لايستطيع التصرُّفَ خارج السرب الروسي أو خارج القرار الروسي، لذلك كان صعباً التوقع بأن يخطو النظام خطوة تتسبب في إفشال ما تم الاتفاق عليه بين الأتراك وروسيا، ولكننا حاولنا و كانت محاولة على الأقل لخلق حالة جديدة أو التأثير على موازين القوى بأي شكل من الأشكال .

أريد تقييمك بشفافية، فشعبنا يستحق ذلك، ماأخطاء الحركة في عفرين وماهي الأشياء الجوهرية التي سرَّعَتْ باحتلال عفرين؟

أولاً كنا دائماً نناشد ونخطط لموضوع الوصول إلى مستوى بناء مجتمعٍ محاربٍ مجتمع ثوري، وفي الحقيقة فإن مجتمعنا  مجتمع منظم ووطني وله تضحيات لا يمكن الاستهانة بها لكن من هذه الناحية لم نتمكن من الوصول إلى مستوى الشعب المحارب الثوري، و أنا لا أقصد هنا أن يحمل الجميع السلاح، ما أقصده هو كمنظور أو كمفهوم المشاركة في الثورة، ولكن لم تتوصل جميع شرائح وفئات شعبنا إلى هذا المستوى وهذا ما نعتبره نقصاً أو خطأ منا كتنظيم، ولا نُحمِّل الشعب مسؤولية ذلك، فمثلاً عندما تعيش حالة  ثورة وتنظم صفوف الشعب بكل شرائحه وفئاته في إطار الثورة عندها سيدرك الشعب تلقائياً ضرورات الثورة وظروفها، وسيدرك أنه سيتعرض إلى كل أنواع الهجمات، وسيتعرض إلى الجوع وقلة الإمكانيات، وأنه سيتعرض لفقدان أعزِّ الناس لديه، وسيتعرض للتشرد وللكثير من مثل هذه الأمور؛ هذه هي حقيقة الثورة، ولكن عندما نلاحظ  أن البعض لا يدرك بأننا نعيش حالة ثورة ومازال يطالبنا بأمور لا يجوز المطالبة بها في مرحلة الثورة، تلك الأمور يتم المطالبة بها بعد انتهاء أو نجاح الثورة عندها ندرك بوجود تقصير في تنظيم المجتمع والشعب، أحياناً عندما يطالبنا البعض بأمور حياتية تمثل الرفاهية هذه الرفاهية التي لا يمكن البحث عنها في مراحل الثورة، ولكن عندما نسمع أحدهم يطالبنا بها عندها ندرك بإننا مقصرين فكيف لم نسطتع إيصال فكرة أنه لا يجوز المطالبة بالرفاهية في زمن الثورة .

في عفرين بوجه خاص أتذكر بأننا قبل بَدْءِ الهجوم عليها كُنّا ندعو دائماً إلى ضرورة تقوية القوات العسكرية، وإلى ضرورة أن ينضم الشباب إلى الوحدات الكردية، وإلى ضرورة أن نستنفر جميع قواتنا وطاقاتنا لتطوير الحماية، وكنا نؤكد دائماً على ضرورة أن يشارك الجميع بحفر الخنادق والأنفاق وفي  التدريب على الحماية والدفاع، و لكن باستثناء قاعدتنا التنظيمية الخاصة بالحركة التي ضحت منذ عشرات السنين وقدَّمت أبناءها وبناتها ـ وهناك بعض العائلات قدموا أربع شهداء ـ باستثناء هذه الشريحة لم نستطع إقناع مجتمعنا بضرورة المشاركة قبل أن يأتي الخطر .

أتذكر عندما كان يتم تجنيد الشباب في خدمة واجب الحماية الذاتية كان الكثيرون يرفضون ذلك، وكنا نضطر إلى أخذهم عنوة إلى واجب الحماية الذاتية، الشباب كانوا يأتون، وأقصد بكلمة “عنوة ” أن الأهالي لم يكونوا يرضون بذلك، وهذا يشير إلى الضعف التنظيمي بأننا لم نستطع إقناع الشعب بأنه يعيش حالة ثورة وبأنه يجب أن يدافع عن نفسه هذا أولاً .

ثانياً أنا تحدثت عن الأنفاق تحت الأرض فأي مدينة عندما تشعر بالخطر يجب أن تتخذ تدابيرها، فلقد تم إقرار البدء بحفر الخنادق قبل البدء بمعركة عفرين بعام وفعلاً تم البدء بها قبل عام ولكن الجميع لم يشارك، يعني نحن لم ننظم جميع مؤسساتنا للمشاركة في هذا العمل ولهذا السبب سار العمل بوتيرة بطيئة، ولم يكن سريعاً وكأننا نعيش حالة طبيعية وحتى الدول عندما تقرر مشروعاً اقتصادياً فإنها تسلم تلك المشاريع لجهات تنفيذية وهذا ما فعلناه ولكن وتيرة العمل لم تكن تنسجم مع الحالة الطارئة التي كنا نعيشها في عفرين، نحن تصرفنا وكأننا في وضع عادي ولم نستعجل بالأمر إلا بعد التأكد بأن الهجوم سيتم خلال أيام،  وهذا طبعاً خطأ كبير.

الموضوع الآخر، قد يقول البعض : لماذا لم نتمكن من إقناع الروس أو الأمريكان أو القِوى الأخرى من المساعدة في منعِ حصولِ الهجومِ على عفرين، وهذا كان صعباً، فمثلاً روسيا لم تطلب منا شيئاً ورفضناه أو تسبب بأن يتفقوا مع الأتراك، بالعكس كانت علاقاتنا جيدة حتى آخر لحظة، ولم تكن بيننا خلافات لنقول بأننا قصَّرنا بها وتسببنا فيها بأن تتخذ روسيا هكذا موقف، بالعكس حتى إننا بعد احتلال عفرين التقينا بهم وسألناهم لماذا فعلوا ذلك، وسألناهم ماذا طلبتم منا ونحن رفضناه ليجعلكم تذهبون وتتفقون مع الأتراك؟، وهم قالوا : “بأنهم لم ولن يطلبوا منا شيئاً بل بسبب أن ما قدَّمه الأتراك لنا ” أي للروس ” ليس موجود عندكم، وما قدمه الأتراك لنا يساوي بأن نضحي بعشر عفرينات “، هذا ما قالوه بالحرف الواحد حتى إنهم ذكروا بأن ” مصالح روسيا أهم من كل شيء”،  لذلك المؤامرة كانت كبيرة.

ـ بمعزل عن الحالة العسكرية وتقييمكم للحاصل على الأرض أود أن أسأل شيئاً قد يكون مباشراً، فلقد تواردت الكثير من الأخبار ومن مصادر عدة عن وجود خونة في صفوف الحركة ويكاد يصل الأمر في بعض الأحيان للاشارة إلى بعض القادة العسكريين في عفرين، هل هذا صحيح وإذا كان صحيحاً فلماذا تم السكوت عنهم ؟

حقيقة هي دعايات مغرضة من مراكز الحرب الخاصة التي تديرها تركيا، القادة والمقاتلين في عفرين كانوا فدائيين، هم أبدوا مقاومة تاريخية عظيمة قد يكون هناك شخص أو مقاتل أو قائد مجموعة قصّر في مكان ما من القيام بواجبه، أو قد يكون أحدهم انتابه الخوف والهلع وأراد إنقاذ حياته وهرب من الجبهة، أحياناً تحدث هكذا أمور في الحروب، أحياناً عندما تحدث حرباً ما فقد يهرب بعض الجنود وقد يحاولون إنقاذ أنفسهم، ولكن توصيف مراكز الحرب الخاصة التركية بوجود قادة خونة عن قصد وعن دراية و خونة متعاونون مع العدو، فأنا أؤكد لك ولشعبنا  بأنه لا وجود لشيء كهذا وما يتم تداوله عبارة عن دعاية تشرف عليها تلك المراكز التي تحاول زرع البلبلة وشعور عدم الثقة بين شعبنا، فلقد كان المقاتلون والسكان المدنيون الموجودين على الأرض في عفرين  لايعلمون بأي لحظة سيستشهدون وكانوا جاهزين للقصف، ولم يكن القصف يستهدف مكاناً واحداً و يتجاهل مكاناً آخر، قد يكون بعض القادة أخطأوا في تقديرهم لمعركة ما، أو لم يتمكنوا من تنظيم ووضع خطة عسكرية مناسبة نتيجة الجو العام الموجود، أو أنهم قصَّروا في مهامهم أو ينظموا جبهتهم بشكل جيد، هذه الأمور قد تحصل في المعارك، ولكن موضوع ” الخونة ” هذا موضوع مدروس من يطرح هذا الأمر هو يطرحه بعناية ودراسة ويريد إتمام عملية احتلال عفرين بالتأثير على الحالة النفسية والتأثير على الحالة التنظيمية للحركة.

ـ ولكننا رأينا قادة بعض الفصائل لوحدات حماية الشعب فيما بعد وهم يقاتلون مع فصائل مرتزقة ما يسمى بـ ” الجيش الحر ” داخل عفرين بعد احتلالها ماذا تسمي هؤلاء؟

هؤلاء ليسوا قادة، والكثير منهم تم محاسبتهم، كان منهم بعض المقاتلين أي محاربين ضمن وحدات الحماية الذاتية وقد يكونوا من وحدات حماية الشعب، و قد يكون البعض من عناصر الأسايش، وقد يكون البعض من أعضاء المؤسسات المختلفة، فبعد حدوث حالة الاحتلال قد يدفع الخوف من محاسبة القوات المحتلة البعض منهم لانقاذ أنفسهم ـ بعد أن بَقَوا في عفرين ـ  من خلال التودد للقوات المحتلة، وقد يعمل البعض منهم كعملاء لكسب رضاهم، وقد يكون هناك قبل الاحتلال بعض المندسين أيضاً هذا يحصل في جميع الدول، ولكن ماأريد التأكيد عليه إنه على مستوى القادة أصحاب القرار لم يصدف أو لم نحصل على أي معلومة بهذا الخصوص تؤكد على هذا الإدعاء.

ـ قد يكون هذا سؤالاً غريباً ولكن تحدثت بعض الأوساط بأن أحد الأسباب التي جعلت تركيا تسرِّع في هجومها على عفرين واحتلالها بأنه كان هناك مشروع تم ترتيبه مع النظام وبعض القوى الثورية في لواء اسكندرون بقيام ثورة في اللواء بحيث تكون وحدات حماية الشعب وعفرين الظهير ومركز الإمداد لهذه الثورة وهذا مادفع الأتراك إلى الاسراع في الهجوم على عفرين، هل هذا صحيح؟

هذه أول مرة أسمع فيها بشيئ  كهذا، حقيقةً هذه أول مرة أسمع بها باعتبار إنه لاوجود لشيئ كهذا، قد تكون مراكز الحرب الخاصة كما ذكرت سابقاً يريدون إكمال ضربتهم العسكرية بضربة نفسية وضربة سياسية وضربة تنظيمية تستهدف حركتنا وتستهدف ثورة روج آفا، وعلى العكس من كل ذلك فموضوع الهجوم على عفرين، أساساً تركيا اتخذت هذا القرار أثناء احتلالها لجرابلس، عندما احتلت جرابلس واحتلت الباب آنذاك كانت تخطط لاحتلال عفرين، و كانت تنتظر الفرصة المناسبة، و لذلك كانت تقدم التنازلات تلو التنازلات لروسيا بغية القيام بهذه العملية، ويجب أن لاننسى بأنهم عندما سلموا حلب للنظام وسلموا الكثير من المناطق للنظام و تخلوا عن هذه المجموعات كان الهدف منه التحضير لاحتلال عفرين ولكسب الرضى الروسي من أجل البدء في الهجوم على عفرين.

يتبع……

زر الذهاب إلى الأعلى