تقاريرمانشيت

أردوغان يهدد بالاحتلال متناسياً المأزق الذي هو فيه

بمشاركة العشرات من الأكاديميين والباحثين والمُحللين السياسيين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبلدان العربية في منتدى دولي حول داعش والتنظيمات الإرهابية, والذي انعقد في مدينة عامودا التابعة لمقاطعة قامشلو بشمال وشرق سوريا، حيث تبين وبشهادات حية على جرائم تنظيم داعش وبالوثائق والأدلة القاطعة الدعم اللامتناهي الذي وفرته وما زالت توفره الحكومة التركية للتنظيم الإرهابي, وكل ذلك من أجل خلق نظام إسلامي إخواني في كافة الدول التي تتدخل تركيا في شؤونها, والهدف الأساسي لحكومة أردوغان من دعم الإرهاب هو وأد أي مشروع ديمقراطي يحقق تطلعات الكرد في دول الجوار, ونسف مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا, الذي حمل رايته حزب الاتحاد الديمقراطي PYD, وبه توحدت كافة مكونات المنطقة من كرد وعرب وسريان وآشور وتركمان تحت راية قوات سوريا الديمقراطية, والتي خلصت العالم من الإرهاب الأسود المتمثل بداعش, والذي صار تهديداً عالمياً, والقضاء على داعش عسكرياً.

أثار الهيستيريا لدى أردوغان وحزبه الحاكم, فبعد  فشله في ضرب استقرار المنطقة من خلال الخلايا الإرهابية النائمة والتفجيرات الإرهابية وخلق الفتنة بين العرب والكرد, وتشكيله لما يسمى مجلس العشائر السورية الذي لا يمثل سوى أشخاصاً موالين لتركيا وحكومتها, ولا تعترف بهم أيٌّ من مكونات شمال وشرق سوريا, ومهمة هذا المجلس هو إشعال فتيل الفتنة بين الكرد والعرب, ولكن كل هذه الأساليب والحيل لم تحقق أهداف حكومة أردوغان, لا بل تطور المشروع الديمقراطي في المنطقة وبات وشيكاً الاعتراف الدولي به, والشعرة التي قصمت ظهر البعير كان انعقاد هذا المنتدى الدولي الذي أوضح وبشكل قاطع دعم أردوغان وحكومته لداعش, حيث أكد جميع المشاركين في هذا المنتدى على وجوب إنشاء محكمة دولية في شمال وشرق سوريا لمحاكمة مرتزقة داعش, وهو ما قد يشكل تمهيداً للاعتراف السياسي بحقوق المكونات ومشروع الإدارة

لذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا, وهذا الأمر سيقطع الطريق على أطماع وخطط أردوغان باحتلال المنطقة.

وحول هذا الأمر فقد نشرت صحيفة (ديفينس بوست) الأمريكية مقالاً، أشارت فيه إلى أن هذا المنتدى سيجمع الأفكار والبرامج التي يتم تطويرها في شمال وشرق سوريا مع الأبحاث والمقترحات المُقدّمة من خبراء عالميين، وسيتم التعامل مع داعش كمشكلة عالمية تتطلب حلولاً عالمية.

كما لفت المقال إلى أن شمال وشرق سوريا ما زال يواجه تمرداً متزايداً من الخلايا النائمة لداعش، وعبء الآلاف من عناصره الأجانب وعائلاتهم في المخيمات، وكذلك الدعم المستمر لداعش بين قطاعات من السكان الذين تأثروا به خوفاً أو نتيجة تعرضهم لغسيل دماغ.

وحذرت الصحيفة من إرسال داعش، (الذئاب المنفردة) إلى أوروبا لتنفيذ المزيد من الهجمات في جميع أنحاء العالم, وشددت على أنه يجب اقتلاع داعش من المنطقة التي انطلق منها، حيث اعتمد العالم على شمال وشرق سوريا لقيادة النضال ضد داعش كقوة عسكرية، والآن يحتاج شمال وشرق سوريا إلى العالم لمساعدته في المرحلة الحاسمة التالية.

وكرد فعلٍ على انعقاد هذا المنتدى حصلت عمليات إرهابية وتفجيرات في الحسكة وقامشلو وريف دير الزور ومركدة, وتبنت خلايا تنظيم داعش هذه العمليات, والهدف منها هو إثارة الفوضى والخوف والفتنة بين مكونات المنطقة, وقد أشارت بعض التقارير إلى ضلوع تركيا في التخطيط لهذه الهجمات وتزويد منفذيها بالمتفجرات والعتاد, وذلك عبر نقاط التماس مع مناطق درع الفرات, وعبر أشخاصٍ يتعاملون مع الاستخبارات التركية, ومنذ أيام عاد أردوغان لتحشيد قواته على الحدود مع (كري سبي), والتهديد باجتياح المنطقة واحتلالها من أجل تصدير أزماتها الداخلية إلى الخارج, بعد تردي الاقتصاد التركي وهزيمة حزبه في الانتخابات الأخيرة وانخفاض شعبيته في الداخل الركي, وكذلك من أجل ممارسة الضغوطات على الغرب فيما يخص شرائه لمنظومة إس 400 من روسيا, وتنقيبه عن النفط في قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي.

فهل تنذر هذه المستجدات بطلاق بين تركيا والناتو؟

وهل ستفرض أمريكا والغرب العقوبات على تركيا من أجل s400؟

أم أن أردوغان لديه المزيد من الأوراق لتجنب ذلك؟

ومؤخراً أعلنت تركيا أن أية منطقة آمنة في شمال وشرق سوريا يجب أن تدار من قبلها, في ظل الرفض المطلق لأية مشاركة تركية بهذه المنطقة الآمنة من قبل الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا, وبدوره أعلن وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة (مارك إسبر) أن القوات الأمريكية ستبقى في سوريا ضمن القوات المختلطة التي ستتولى إدارة المنطقة الآمنة, ولم يتم الإشارة إلى أي دور لتركيا في تلك المنطقة, فهل بدأ العد التنازلي لانهيار التحالف الأمريكي التركي, وخصوصاً وأن رئيس الحزب الديمقراطي الليبرالي الروسي (فلاديمير جيرينوفسكي) قد أدلى بتصريحات مثيرة للجدل بشأن أردوغان,  حيث صرح (جيرينوفسكي) عبر موقع تيليغرام بأنه التقى أردوغان مرتين، وأن الأخير أبلغه باستعداد بلاده للخروج من حلف الناتو قائلاً:

تركيا تريد عضوية الاتحاد الأوروبي لكن الاتحاد لا يقبلها, وهي تلبّي طلبات الاتحاد لكن لا يتم ضمها إلى عضوية الاتحاد

زر الذهاب إلى الأعلى