شهداؤنا هم من بذلوا دماءهم فداءً في سبيل أن نحيا ونعيش بكرامة، فهم مشاعل الحرية التي تنير دروب السلام التي تسلكها الشعوب المتآخية، بهم نحيا أحراراً لبناء جيل معطاء للإنسانية، وبهم نستمر في الوجود، ولولاهم لما تحررنا من هذا الإرهاب السلفي التكفيري المتمثل بتنظيم داعش الإرهابي، ولذلك نحن لا ندفنهم في التراب بل ندفنهم في قلوبنا.
المناضل مصطفى محمد خلف الاسم الحركي أبو شواخ من المناضلين الأبطال الذين رووا بدمائهم تراب الوطن الحبيب.
وُلد المناضل البطل أبو شواخ في مدينة الرقة لعائلة من المكون العربي ربت أبنائها على حب الوطن والتضحية في سبيله، كما غرست في نفوسهم مبادئ وقيم العيش المشترك وأخوة الشعوب، درس المناضل في مدارس المدينة وبعد أن نال الثانوية العامة أكمل تعليمه الجامعي في كلية الشريعة والأدب العربي في جامعة حلب، وبعد التخرج زاول مهنة التدريس، تميز المناضل منذ صغره بعلمه وحبه لجميع رفاقه وأهله كما عُرف بالشجاعة والإيثار والنخوة الوطنية والروح الثورية المفعمة بالحرية والأمل، تزوج المناضل أبو شواخ وأنجب من زوجته ثلاثة أولاد.
إبان الأزمة السورية وظهور التنظيمات والمجموعات السلفية الإرهابية والتي حرَّفت مسار الثورة ففي عام 2014 سيطر تنظيم داعش الإرهابي على مدينة الرقة واتخذتها عاصمة لها، دمرت المدينة وشردت أهلها وعاثت فيها الفساد والدمار بأفكارها الداعشية الظلامية ومارست بحق أهلها جميع أنواع الظلم والاضطهاد، رفض المناضل أبو شواخ انتهاكات تنظيم داعش الإرهابي بحق أبناء مدينته مثله مثل جميع الشباب الذين عانوا من بطش وظلم وإرهاب داعش، وبسبب مواقفه الوطنية ورفضه لأفكار ومبادئ التنظيم تم سجنه عدة مرات في سجون تنظيم داعش، وبعد انطلاق حملة غضب الفرات التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية ” قسد” لتحرير مدينة الرقة، انتسب المناضل أبو شواخ إلى قوات قسد، وبعد أن خضع المناضل لعدة دورات تدريبية عسكرية وتنظيمية وفكرية وتعرف من خلالها على كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة، شارك في معارك تحرير مناطق الرقة ومحيطها مثل “السمرة، المشلب والحي القديم، وعند وصول المعركة لمركز المدينة، ذهب المناضل مع مجموعته لمؤازرة رفاقه في الجهة الغربية للمدينة، حينها قام قناصٌ من تنظيم داعش الإرهابي بقنصه في رأسه من الجهة الشرقية للمستشفى الوطني في مدينة الرقة، ما أدى إلى استشهاده، وذلك في ميدان العزو الفخار بالرقة، وانتهت رحلة حياته البطولية ليخلده التاريخ في صفحاته بعيداً عن طي النسيان والفناء، حيث تقول والدته أنا فخورة باستشهاده لأنه ضحى من أجلنا ومن أجل سوريا وليعيش أولاده في حرية وشموخ مرددة قوله كلنا فداء للوطن.
وثيقة الشهادة:
الاسم الحركي: أبو شواخ
الاسم الحقيقي: مصطفى محمد خلف
اسم الأم: فطومة
اسم الأب: خلف
مكان وتاريخ الولادة: الرقة
مكان وتاريخ الانضمام: الرقة 2017
مكان تاريخ الاستشهاد: 3/10/2017 الرقة
