تقاريرمانشيت

مكونات شمال وشرق سوريا ترفض التهديدات التركية

ما زالت فعاليات خِيَم الاعتصام والرفض للتهديدات التركية على شمال وشرق سوريا مستمرة, وجميع مكونات شمال وشرق سوريا تعبِّر عن رفضها للتهديدات التركية, لأن تركيا لا تريد أن يعمَّ الشعب السوري بالأمن والسلام, والمشروع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا الّذي تبنته مكونات هذه المنطقة يشكل سداً في وجه الأطماع الاحتلالية العثمانية, لذلك يحاول أردوغان نسف هذا المشروع بكافة الحجج والوسائل.

إن من أوجد أعتى المنظمات الإرهابية الدولية(داعش والنصرة)  يتهم من حاربهما بالإرهاب, يتهم من قدَّم آلاف الشهداء بالنيابة عن الإنسانية بالإرهاب, يتهم من خلّص العالم من شرور داعش وكسر شوكة هذا التنظيم بأنهم إرهابيون, فهل من يحرر أرضه ويدافع عنها ويطالب بحقوقه إرهابي؟

كيف يطالب أردوغان بانسحاب أصحاب الأرض من أرضهم؟

لماذا يعجز المجتمع الدولي عن إدانة أردوغان ومجموعاته الإرهابية؟

هل اصبحت الدّيمقراطية والتعايش السلمي المشترك بين المكونات إرهاباً؟

هل الديمقراطية تشكل خطراً على الأمن القومي التركي؟

أم أن أردوغان يخشى من رياح الديمقراطية أن تعصف به؟

رغم التهديدات التركية بالهجوم على شرق الفرات يستمر اعتصام مكونات إقليم الجزيرة على الحدود التركية في ناحية (سري كانيه) رفضاً واستنكاراً لهذه التهديدات, وقامت صحيفة الاتحاد الديمقراطي بأخذ بعض الآراء من المعتصمين حول التهديدات التركية.

كلنا سندافع عن هذه الأرض الطاهرة

التقت صحيفتنا مع الشيخ فايز الشيخ نامس من عشيرة السادة الأشراف (البوسلامة) ومن مجلس أعيان مدينة الحسكة, وحول التهديدات التركية بالهجوم على شرق الفرات, أوضح قائلاً:

نحن كعشائر في إقليم الجزيرة نقف صفاً واحدً ضد كل الهجمات المتوقعة من قبل الاحتلال التركي العثماني, الذي احتل لواء الاسكندرون والآن جرابلس والباب وعفرين واليوم يهدد باحتلال مناطقنا, ولكن الشعوب هنا ستدافع بكل ما تملك عن هذه الأرض, فنحن قدمنا الشهداء من كل الطوائف, وامتزج التراب بدم الكردي والعربي والسرياني والإيزيدي والآشوري, وكلنا سندافع عن هذه الأرض الطاهرة.

نطالب مجلس الأمن الدولي بردع هذه التهديدات والوقوف إلى جانب المظلومين.

أما المحامي إدريس عيسو مسؤول حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في ناحية (سري كانيه) فقد قال:

نحن هنا اليوم بين شعبنا في خِيَم المقاومة لمواجهة  التّهديدات التركية لكل مكونات ومناطق سوريا, ونؤكّد أن الاحتلال التركي لن يَهزِمَ إرادة الشعوب في شمال وشرق سوريا, ولن نسمح للمحتل التركي بدخول أراضينا وسنقاوم بإرادة شعبنا وبقواتنا (قوات سوريا الديمقراطية), وسنتصدى لأي هجوم مهما كلفنا الثمن, ولن نتنازل عن حقوقنا أبداً.

ووجه عيسو نداءً إلى المجتمع الدولي قائلاً:

نهيب بالمجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب حقوق الإنسان والقوميات, والوقوف بوجه هذه التهديدات, وعليه أن يتحمل مسؤولياته القانونية من خلال مجلس الأمن الدولي الذي مهمته هي حفظ الأمن الدولي, فأين هذا المجلس من الاعتداءات والتهديدات التركية لدولة أخرى؟

نطالب مجلس الأمن الدولي بردع هذه التهديدات والوقوف إلى جانب المظلومين.

شعوب شمال وشرق سوريا لن ترضخ للتهديدات التركية

وبدوره أوضح طلعت يونس عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD بخصوص هذه التهديدات قائلاً:

سياسة الفاشية التركية هي ضد إرادة شعوب سوريا بشكل عام, خاصةً في روج آفا وشمال وشرق سوريا, ومازالت هذه السياسة مستمرة من خلال التهديدات والهجمات, والفعاليات التي ينظمها شعبنا من اعتصامات ومظاهرات وغيرها ماهي إلا رسائل واضحة إلى الفاشية التركية ومرتزقتها, التي طالما حاولت كسر إرادة الشعوب في سوريا, ودائماً يهاجمون مكتسبات شمال وشرق سوريا, وهذه الرسائل فحواها هو أن شعوب شمال وشرق سوريا لن ترضخ للتهديدات التركية وإنما اختارت المقاومة كخيار وحيد منذ بداية الأزمة السورية وحتى الآن.

وتابع يونس:

هذه التهديدات هي محاولة لضرب الأمن والاستقرار في مناطقنا, ونسف مشروعنا الديمقراطي, ومن خلال هذه الفعاليات وبمشاركة جميع المكونات في شمال وشرق سوريا نبين للجميع بأن مشروعنا الديمقراطي يناسب سوريا ككل.

واختتم يونس حديثه بالقول:

نحن باقون على أرضنا التي حررناها من الإرهاب بدماء الآلاف من بناتنا وأبنائنا, وسندافع عنها حتى النهاية, وطالما نحن متمسكون بالمقاومة وبإرادتنا بالتأكيد سننتصر.

سياسة أردوغان ستقود تركيا وشعبها إلى الانهيار

محمد رشاد حج خليل من قرية (فقيرا) قال:

منذ بداية الثورة السورية لم تتوقف تهديدات أردوغان, وقام بإدخال كافة المجموعات الإرهابية إلى الأراضي السورية, ونحن مكونات المنطقة ومنذ اليوم الأول من الثورة نكافح ونحارب الإرهاب, وعندما بدأنا بمحاربة الإرهاب اعتمدنا على أنفسنا وليس على الدعم الأمريكي, وسندافع عن أرضنا ونقاوم حتى النهاية, فالخطر التّركي مسلَّط علينا منذ ثماني سنوات ونحن مازلنا نقاوم, ومستعدون للمقاومة لعشرين سنة أخرى.

وتساءل حج خليل قائلاً:

ألا يدرك الشعب التركي بأن سياسة أردوغان ستقود تركيا وشعبها إلى الانهيار؟

هذه التّهديدات ليست على الكرد فقط وإنما على كافة مكونات شمال وشرق سوريا من عرب سريان وإيزيديين وغيرهم, وأردوغان يريد معاقبة هذه المكونات لشراكتها مع الكرد في مشروعهم الديمقراطي.

واختتم حج  خليل حديثه بالقول:

هذه المكونات التي قدمت آلاف الشهداء لهذه الأرض لن تتركها للمحتل التركي, وبإرادتنا ومقاومتنا سننتصر.

كلمة المحرر:

كافة مكونات شمال وشرق سوريا وكافة الشعب السوري يرفض الاحتلال التركي لأي شبر من الأراضي السورية, ولكن أردوغان يحاول تفصيل الشعب السوري على مقاسه, ويريد أشخاصاً وشعوباً مبايعة له تجاوره, فهو يحلم بالدولة العثمانية, ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هو:

إلى متى سيتحمل العالم تصرفات أردوغان؟

إعداد: عامر طحلو 

زر الذهاب إلى الأعلى