الأخبارمانشيت

لجنة صياغة الدّستور هل ستحل الأزمة السّورية أم ستزيدها تعقيداً؟

آراء سياسيّة

بعد فشل العديد من المؤتمرات والاجتماعات الّتي عُقدت من أجل إيجاد صيغة توافقيّة تحل أو تساهم في حل الأزمة في سوريا, نتيجة انتقاء الدول الضّامنة لهذه الاجتماعات أو المنظّمة لها وللأطراف الّتي حضرتها واستبعاد الأطراف الّتي يتعارض حضورها مع مصالح تلك الدول, وتواجدها سيبشّر بانتهاء الأزمة( وهذا ما يتعارض مع مخطّطات بعض الأطراف السّاعية لإطالة أمد الأزمة السّوريّة تماشياً مع مصالحها), برزت في الأفق ونتيجة التّوافقات والمتغيّرات على الأرض فكرة( إعداد لجنة سوريّة لصياغة دستورٍ جديدٍ لسوريا يُنهي الصّراع فيها), وعملياً يجب أن تضمّ هذه اللجنة جميع أطراف ومكونات وأطياف الشّعب السّوري, ولكن على ما يبدو فإنّ مصالح وأجندات بعض الدّول وفي مقدّمتها تركيا تتعارض مع مشاركة ممثّلي (مجلس سوريا الدّيمقراطيّة), والّذي يشكل المنصّة السّياسيّة لقوّات سوريا الدّيمقراطيّة الّتي حرّرت ما يقارب أكثر من ثلث مساحة سوريا من الإرهاب, وأطلقت مشروع الإدارة الذّاتيّة الدّيمقراطيّة في تلك المناطق, هذا المشروع الّذي يضمن حقوق كافّة المكوّنات والأطياف ويستند على أخوَّة الشّعوب والتّعايش المشترك.

وقد برزت آراء بعض السّياسيّين والمسؤولين البارزين من شمال شرق سوريا بصدد لجنة صياغة الدّستور المقرّر إنشاؤها, وكانت تلك الآراء كالآتي:

باستبعادنا ستتفاقم الأزمة السّوريّة

(حكم خلو) الرّئيس المشترك للمجلس التّشريعي في إقليم الجّزيرة قال:

لأنّنا لم نكن حاضرين في سوتشي وآستانا وجنيف, فنحن لم ولن نكون ملزمين بتنفيذ القرارات الصّادرة عن هذه الاجتماعات والمؤتمرات, وكذلك نحن في مناطق شمال وشرق سوريا لا نعطي هذه القرارات أيّة شرعيّة.

وتابع خلو: من دون مشاركتنا (ممثّلو مجلس سوريا الدّيمقراطيّة) لن يكون هناك إعدادٌ أو كتابةٌ لدستورٍ حقيقيٍّ يساهم في حلّ الأزمة السّوريّة حلّاً ديمقراطيّاً يلبّي ويأمِّن طموحات وحقوق جميع مكوّنات وأطياف الشّعب السّوري, وبالتّالي ستتفاقم الأزمة السّوريّة ويستعصي حلّها.

حلّ الأزمة السّوريّة يبدأ من شمال وشرق سوريا

وبدوره قال (سيهانوك ديبو) مستشار الرّئاسة المشتركة لحزب الاتّحاد الدّيمقراطي PYD:

إنّ عدم حضور ممثلي مجلس سوريا الدّيمقراطيّة  المؤتمرات والاجتماعات الّتي عُقدت لحلّ الأزمة السّوريّة أدّى إلى تفاقم الأزمة وازديادها تعقيداً, ويعلم الجّميع بأن هذا سيؤدّي إلى تقسيم سوريا, لأنّ هذا يعني منع أكثر من  ثلث الشّعب السّوري من تقرير مصيره.

وتابع ديبو مؤكّداً:

إنّ حلّ الأزمة السّوريّة يبدأ من شمال وشرق سوريا, وبتبنّي المشروع الدّيمقراطي الموجود في تلك المنطقة.

لسنا تابعين لأحد وإرادتنا نابعةٌ من دعم شعبنا ومن حريّتنا

وفي نفس السّياق قال (صالح مسلم) عضو الهيئة الدّبلوماسيّة في حركة المجتمع الدّيمقراطي( TEV-DEM ):

صياغة دستورٍ جديد هو أمرٌ ضروريٌّ للشّعب السّوري الّذي يتطلّع إلى مستقبلٍ أفضل تتحقّق فيه أهدافه وطموحاته, وخصوصاً وأن الأزمة ما زالت مستمرّة في سوريا منذ ثماني سنوات.

وعن إبعادهم عن المؤتمرات الّتي عُقدت من أجل حلّ الأزمة في سوريا, أوضح مسلم قائلاً:

هناك العديد من الأطراف الّتي منعت مشاركتنا في جنيف وغيرها, وتحاول الآن إبعادنا عن لجنة صياغة الدّستور, ليس فقط لأنّنا كرد, بل لأنّهم لا يريدون نظاماً ديمقراطيّاً في سوريا.

وتابع مسلم:

نحن نريد دستوراً جديداً, لأنّ الدّستور السّوري الحالي لا يلبّي تطلّعات كافّة مكونات الشّعب السّوري ولا يحفظ حقوق هذه المكوّنات, وإنّما هو موجّهٌ إلى قوميّةٍ واحدةٍ ودينٍ واحد, كما يجب إزالة كلمة العربيّة عن اسم الجّمهورية السّوريّة, لأن سوريا مكوّنةٌ من العديد من المكوّنات والأعراق والأديان, ونحن ككرد لم يعترف بنا النّظام وكذلك الائتلاف المعارض, وكلاهما لا يريدان نظاماً ديمقراطيّاً, بل يريدان نظاماً ذا قوميّةٍ واحدةٍ ودينٍ واحدٍ وتهميش باقي قوميّات وأديان الشّعب السّوري.

كما أشار مسلم إلى أنّ العقد الاجتماعي الّذي أقرَّه مجلس سوريا الدّيمقراطيّة ووقّعت عليه جميع مكوّنات شمال وشرق سوريا هو دستورٌ لهذه المنطقة, وهو الأساس للدّستور السّوري الّذي نطالب به وأهمّ فقراته هو الاعتراف بالقضيّة الكرديّة في سوريا, وكذلك مشروع الإدارة الذّاتيّة الدّيمقراطيّة لشمال وشرق سوريا هو أساس لسوريا المستقبل, ويجب أن يطبّق في كافة المناطق في سوريا( دمشق ودرعا والسّويداء واللاذقيّة وغيرها), أي الوصول إلى نظام ديمقراطي تعدّدي لا مركزي.

وعن المفاوضات مع باقي الأطراف في سوريا أكّد مسلم قائلاً:

أبوابنا مفتوحةٌ للجّميع, ونحن مستعدّون للتّحاور مع جميع الأطراف سواء كان النّظام أو روسيا أو المعارضة أو أيّ طرفٍ سوريٍّ آخر, مع ضمان مصالح شعبنا في شمال وشرق سوريا والحفاظ على مكتسباتنا والتّمسك والإصرار على مطالبنا, ونحن لسنا تابعين لأحد وإرادتنا نابعةٌ من دعم شعبنا ومن حريّتنا.

وتابع مسلم:

لا علاقة لنا بالخلاف الأمريكي الإيراني, فنحن سوريّون ولدينا مطالبنا ولسنا أتباعاً لأحد, فإذا اتّفقنا وتقبّلنا بعضنا نحن السّوريّون( مكوّنات وأطياف الشّعب السّوري) لن يقدر أحدٌ على التّحكم بمصيرنا أو زرع الفرقة بيننا.

واختتم مسلم حديثه بالقول:

من أجل نجاح صياغة الدّستور يجب أن تتألّف اللجنة من كافّة الأطراف السّوريّة لكي تتفق على الدّستور الّذي يناسبها.

هل ستشهد الأيّام والأسابيع القادمة بوادر انفراجٍ للأزمة السّوريّة؟

بالتّأكيد إذا لم يتواجد ممثّلو شمال وشرق سوريا في لجنة صياغة الدّستور ستفشل كما فشلت جنيف وآستانا وسوتشي, وستستمر الأزمة السّوريّة وسيصبح حلّها أكثر تعقيداً, وربّما تتجه سوريا نحو التّقسيم.

المصدر: صوت أمريكا. 

زر الذهاب إلى الأعلى