حواراتمانشيت

عثمان شيخ عيسى: عفرين سورية ولابد للنظام حماية السيادة السورية

مضى أكثر من شهر وتركيا تشن عدوانها على عفرين تقصف المدنيين، وترتكب المجازر بحق العزل، وعليه وجهت الإدارة الذاتية الديمقراطية والـYPG  نداءً إلى دمشق فاستجابت الثانية، ونحن بدورنا أردنا تسليط الضوء على دخول قوات تابعة للنظام إلى عفرين عبر حوارنا التالي مع الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في إقليم عفرين عثمان شيخ عيسى، والبداية من:

– تركيا التي باتت بكل المشاكل مع بلدان الجوار وخاصة مع قبرص واليونان، كيف يمكن ربط ذلك مع عدوان الجيش الاحتلال التركي ومرتزقته ضد شعب عفرين ومشروع الخط الثالث؟

طبعاً بالرغم من محاولة الدولة التركية وتدخلها في الأزمة السورية منذ بداية الثورة، تركيا لم تحقق أي مكاسب على الأرض ووصلت إلى التدخل بشكل مباشر، ومقابل أهدافها في سوريا تحاول أن ترضخ إلى الشروط الدولية بمعنى أنها تقايض الدول المهيمنة والمسيطرة على سوريا، فقط في سبيل إفشال مخطط مشروع الخط الثالث الذي يتمثل بالإدارة الذاتية الديمقراطية، وثورة روج آفا وحقوق الشعب الكردي ومن هنا طبعاً تركيا من جهة تتعامل مع الأمم المتحدة ومن جهة أخرى مع روسيا الاتحادية ومع جميع الدول التي لها تأثير على القرار السياسي في سوريا وتتنازل عن بعض الملفات والقضايا مقابل بقائها في سوريا على حساب الشعب الكردي وعلى حساب المشروع القائم في الشمال السوري آلا وهو الإدارة الذاتية الديمقراطية والمشروع الفيدرالي في الشمال السوري.

– بناءً على طلب الإدارة الذاتية الديمقراطية ووحدات حماية الشعب دخلت القوات الشعبية التابعة للنظام إلى مدينة عفرين، فهل من الممكن أن تُحسم معركة عفرين قريباً؟ وما تأثير هذا الطلب على الداخل السوري؟ 

بالطبع مضى أكثر من شهر على المقاومة أمام أشرس دولة والتي تملك كافة أنواع الأسلحة المتطورة والتي تعتبر الدولة الثانية في حلف الشمال الأطلسي، عفرين وأبطالها ووحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية تصدت للهجمات الوحشية للدولة التركية التي تريد احتلال عفرين كما احتلت جرابلس والباب وإعزاز، وإعادة انتشارها في المنطقة ذو أهداف ومطامع كثيرة، وتريد تغيير ديموغرافية المنطقة من خلال تهجير سكانها الأصليين واستبدالهم بأهالي المرتزقة التكفيرين وداعش وجبهة النصرة.

حقيقة مقاومة أهالي عفرين بكافة مكوناتها ومقاومة أبطال حماية الشعب والمرأة أثبتت للعالم بأنها قادرة على إفشال التقنية الذكية التي تعتمدها الدولة، فإرادة الشعوب أقوى من الأسلحة المتطورة والحديثة لدى الدول بعد أن أثبت أهالي عفرين وقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة رغم الأسلحة التقليدية لديها لكنها صاحبة فلسفة إرادة قوية وتدافع عن الحق الذي لا يمكن استبداله بالباطل، لذلك وبعد كل الانتصارات المتحققة منذ بداية العدوان على عفرين ومناشدة الأطراف الدولية والإقليمية ومناشدة كافة مكونات الشعب السوري بما فيها النظام السوري، الذي لازال قائماً وشرعياً على المستوى الدولي والإقليمي فعليه حماية هذه الحدود وحماية السيادة السورية لأن عفرين جزء من سوريا، ونحن كإدارة ذاتية مدنية سياسية نعتبر الشمال السوري وعفرين جزء من الأراضي السورية، ويقع على عاتق النظام السوري القيام بواجبها الوطني والأخلاقي للدفاع عن الحدود السيادية للدولة السورية طبعاً تمت الاستجابة لهذه المناشدات ولو كانت متأخرة وأرسلت بعض القوات للتصدي للعدوان إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة، ونعتبرها خطوات إيجابية نحو إمكانية التفاوض أو الوصول لنقاشات ومسائل أخرى يجب أن يتم حلها عبر الحوار السوري- السوري، وفي سوريا وليس في بلد آخر، هذه القوات التي قدمت إلى عفرين من الممكن أن تضع حداً للهجمات الجوية على الأقل فالطائرات التركية والقصف الجوي الذي يدمر المدن والقرى ويستهدف المدنيين بشكل خاص والبنية التحتية، ونحن نأمل أن تكون بداية لمرحلة حل المسائل العالقة بين السوريين.

– هل يمكن اعتبار قصف الجيش التركي للقوات الشعبية التابعة للنظام السوري فشل تركي في عفرين؟

طبعاً تركيا لا تريد أي تقارب بين النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية أو وحدات حماية الشعب والمرأة فيما يتعلق بحماية المقاطعة، وتريد تركيا أن يكون النظام السوري طرفاً معها في محاربة قوات سوريا الديمقراطية لكن استهداف قوات وحدات الحماية الشعبية التابعة للجيش السوري هو استهداف للجيش السوري وللنظام السوري واستهداف للسيادة السورية وتدخله هذا هو تدخل سافر للسيادة السورية لأن تركيا دخلت الأراضي السورية وباحتلالها هذا فهي توجه ضربة للجيش السوري ومعنى بأنه تضرب النظام السوري وتضرب السوريين ككل، ومن هذا المنطلق نحن نعتبر أن هذا الاستهداف لوحدات الحماية الشعبية التابع للجيش السوري هو استهداف لكل السوريين وعلى النظام أن يأخذ ذلك على محمل الجد وأن يكون حازماً في حماية هذه المنطقة.

– بعد النداءات المتعددة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في عفرين للأمم المتحدة والمنظمات الدولية والتي لن تحرك ساكناً فما هي خطواتكم التالية؟

بالطبع عند شنت الدولة التركية ومرتزقتها غزوها على عفرين لم تشن عدوانها بغنى عن الموافقات الدولية، التي تعتبر علنية واضحة من خلال صمتها، ونحن نعتبر الصمت جزء لا يتجزأ من الموافقة، فالمجتمع الدولي يتحمل الجرائم التي ترتكب من قبل الدولة التركية بحق أطفال ونساء عفرين، لذا عليه تحمل مسؤولية خراب البنية التحتية وتدمير القرى في عفرين وعليه أن يأخذ قراراً واضحاً، لا سيما أن هنالك مؤسسات دولية لاتزال قيدّ الفعّالية ولها تأثير فعليها أخذ قرار بحق هذا الاحتلال لارتكابه المجازر بحق المدنيين العُزل وقصفهم بالكيماوي.

تركيا باتت خطراً على المجتمع الدولي حتى، وليس على الشعب الكردي فقط، لها أطماع في الاحتلال وتحلم باسترجاع الاحتلال العثماني وتوسيع مناطقها الجغرافية والسياسية والعسكرية، لذا ستشكل خطراً على المجتمع الدولي حتى المؤسسات الدولية وجميع دول العالم.

– في ظل المستجدات الراهنة ما هو مستقبل عفرين؟

عفرين وبعد ارهاب دام لأكثر من شهر منتصرة وستبقى منتصرة بمساندة شعبها وبقائهم على أرضهم لحماية زيتونهم وأشجارهم وأحجارهم وترابهم، عفرين صامدة ومنتصرة بمقاومة أبطالها من وحدات حماية الشعب والمرأة وستكون منبر الحرية والكرامة ونهاية رئيس المجموعات الإرهابية رجب طيب أردوغان وحكومة العدالة والتنمية لأننا نعلم جيداً أن اردوغان وأعوانه فشلوا في باقي أجزاء الشمال السوري من خلال مرتزقته واليوم عفرين تُفشل مخططات اردوغان، لذا عفرين منتصرة ومستمرة في انتصارها وستثبت بإرادتها الحرة المجتمعية والعسكرية الدفاعية أنها منبرُ لمقاومة العصر في كل العالم.

حوار: ميديا عبدو

زر الذهاب إلى الأعلى