الأخبارمانشيت

عبدالله : الوقت حان للوحدة الوطنية سورياً وكردستانياً

تحريرُ الرقة سيعكس الواقعَ ويغيّر الموازين في سوريا، و ما تقوم به دولةُ الاحتلال التركي من تهديدٍ وتحشّد وهجمات على منطقة الشهباء ومقاطعة عفرين سيكون له تبعات وأبعاد على الصعيد السوري والإقليمي والدولي. هذه القضية وقضايا أخرى جاءت في لقاء أجرته فضائية روناهي مع الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD آسيا عبدالله.

 نصّ اللقاء :

ذكرت الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي آسيا عبدالله في لقاء لها على شاشة فضائية روناهي، إن تركيا ومنذ اليوم الأول من الثورة السورية تعمل على دعم الإرهاب، وتهدد كل مساعي الحل السياسي الديمقراطي في سوريا، قائلةً: ” نعلم بأنّ المشاريعَ والمخططاتِ التي تعمل عليها الدولة التركية منذ بداية الثورة السورية تدخل في إطار احتلال سوريا وهدم النسيج الاجتماعي السوري. التهديداتُ  والتحشدات التركية الأخيرة هي محاولةٌ للهجوم على مناطق الشهباء و مقاطعة عفرين في هذا التوقيت له مدلولاتٌ، بداية نعلم والعالم أجمع يعلم بأن الهدفَ الأساسي للدولة التركية هو الوقوف بوجه مشروع  الحلّ السياسي الديمقراطي الذي يقوده الكرد والقوى الوطنية  في سوريا، كما أن تركيا تدرك بأن نهايةَ داعش قد اقتربت على يد قوات سوريا الديمقراطية والقوى الثورية، وهذا الأمرُ لا يخدم النظام التركي الداعم  الأساسي لداعش في سوريا، كما هي قطر الداعمة للإرهاب على المستوى الدولي والإقليمي، لذا سيحاول بشتى الوسائل التدخل لفك الحصار عن داعش وإيجاد طريقة لجمعهم في مكان آخرَ يفتح بهم جبهة جديدة ضد قوات سوريا الديمقراطية والتي حققت الانتصارات  الكبيرة في وجه تنظيم داعش، لذلك تركيا تستميت في سبيل إفشال أي مشروع أو انتصار يحققه الشعب السوري في روج آفا  والشمال السوري وفي عموم سوريا”.

وأضافت عبدالله إلى ما ذكرته قائلة:” بعد أن احتلت تركيا جرابلس  و من ثم الباب، تحاول التوجّه  الآن صوبَ منطقة الشهباء لتحتلها، وبذلك  ستفرض حصارها على مقاطعة عفرين لخنقها على كافة الأصعدة  وعزلها عن روج آفا وسوريا، لكن المقاومة التي أبداها أبناءُ مناطق الشهباء والقوى الثورية التي دافعت عن المنطقة وتدافع عنها لن تسمحَ للدولة التركية ومرتزقتها بأن تحتلّ أرضها، كذلك فإن المقاومةَ التي تبديها وحداتُ حماية الشعب YPG ووحدات حماية المرأة YPJ ضدّ الجماعات الإرهابية المرتبطة بتركيا، ومقاومة سكان عفرين للحصار والتهديدات والقصف التركي المتكرر لتلك المناطق   سيكون الرادعَ الأكبرَ بوجه أي تدخّل عسكري تركي، ورغم ذلك فإن ما تقوم به تركيا من تحضيراتٍ وتحشّد ينذرُ بالخطر، وعلى شعبنا أن يكون على أتمّ الاستعداد للمقاومة، كذلك على القوى الدولية والتي تحارب الإرهاب أن تعي مسؤوليتها وواجبها تجاه التهديدات التركية”.

أبناء الشمال السوري وروج آفا سيدافعون عن عفرين  وعن مناطق الشهباء كما دافعو عن مقاطعة الجزيرة وكوباني وتل أبيض وحرروا منبج والطبقة

عبدالله قالت:” إنّ كل التصريحات التي أدلت بها القوى الثورية وقوات سوريا الديمقراطية بكل تكويناتها العسكرية والسياسية، تصبّ في خانة الوقوف بوجه أي تهديد أو هجوم يقومُ به الجيش التركي على أي منطقة في الشمال السوري، إلى جانب المعركة التي تقودها هذه القوات الثورية ضد داعش في الرقة.  وأكدت عبدالله إن الدفاعَ عن عفرين ومناطق الشهباء واجب وطني ومطلوبٌ من الجميع الوقوف صفاً واحداً بوجه الغزو التركي وبوجه كل من يحاول العبث بمكتسبات الشعب في الشمال السوري”.

على الأطراف الدولية أن تحدد موقفها بوضوح من التهديدات والمخططات التركية

عبدالله ذكرت في حديثها، إن على التحالف الدولي وروسيا والقوى الدولية التي تحارب الإرهاب أن تتحملَ مسؤوليتها تجاهَ التدخلات التركية في سوريا.

 إن قواتِ سوريا الديمقراطية ومن ضمنها وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة هي القوى التي تحارب داعشَ على أرض الميدان، وتقدم التضحيات في سبيل خلاص الشعب السوري من التنظيم الإرهابي، وهي اليوم مستهدفة من الدولة التركية، لذا على التحالف الدولي والذي يساند هذه القوات أن يقفَ بوجه التهديد الذي تشكله الدولة التركية على القوى المحاربة ضدّ الإرهاب، وعلى هذه القوى أن تُبعدَ تركيا عن التحالف الدولي كونها تناقضُ الهدفَ الذي بُني من أجله  التحالف الدولي، والنظام  التركي يخدع التحالف ويتلاعب على التناقضات الدولية، ومن هنا فإن أي  هجومٍ على عفرين سيكون له أبعاد وتأثير كبير. كما سيكون لتحرير الرقة تأثيرٌ كبير على الصعيد السوري والدولي بشكلٍ عام، وندعو هذه القوى بأن تكون واضحةً في سياساتها عملياً ونظرياً تجاه الاعتداءات التركية وسياساتها التي لا تخدم الحلّ والاستقرارَ في سوريا وعموم المنطقة.”

هذا وبنفس الصدد ذكرت عبدالله، إن الدولة التركية تعيش أزمة داخلية حقيقية وعلى كافة الأصعدة، وبسياساتها هذه تحاول تصدير أزماتها، لذا على تركيا أن تهتم بشأنها الداخلي لأن المرحلة التي تمرّ بها خطيرة للغاية، وقابلة للانفجار في أية لحظة، وهذا الأمر سيشكل كارثة على الصعيد الداخلي التركي وعلى الصعيد الإقليمي والدولي.

هذا وأكدت عبدالله أن حجّة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أنه يعمل لصالح حماية أمنه القومي ويحمي حدود دولته عبر ممارساته لمثل هذه السياسات الخاطئة، ليس إلا خداعٌ وسياسة أغرقت به تركيا بالأزمات.

عبدالله أشارت أن الوقت قد حان للعمل من أجل الحل في سوريا.

القرار الذي اتخذته ألمانيا لا يعبّر عن مواقف الشعب الألماني المساند والداعم للديمقراطية وللقوى التي تحارب داعش

ذكرت آسيا عبدالله أن القرارَ الذي أصدرته الحكومة الألمانية والذي ينصّ فيه منعَ رفع علم وحدات حماية الشعب وعلم وحدات حماية المرأة وعلم حزب الاتحاد الديمقراطي، صادرٌ عن طرفٍ خاضع لتأثير النظام التركي، عبدالله قالت:” نحن نحارب داعش، ونحن جزء أساسي من مشروع الحل السياسي في سوريا، والشعب في ألمانيا عبّر عن تأييده ودعمه لاستراتيجيتنا هذه، لذا على الدولة الألمانية أن تراجع قرارها هذا، وعلى كل الأحزاب والقوى المجتمعية الألمانية أن تضغطَ على مَن اتخذ هذا القرار الذي لا يقع  في إطار السياسة الألمانية التي تحارب داعش وهي دولة في التحالف الدولي ضد داعش”.

تحرير الرقة سيجلب الحرية للشعوب التي كانت تعاني من الظلم والترهيب على يد دعش

عبدالله  أكدت في حديثها على إن الخلاص من داعش هو الهدف الأساسي الذي يسعون إليه قائلة: “طالما بقي داعش على الأرض السورية لنَ يكون هناك حلٌ سياسي مطروحٌ على الطاولة. شعبنا في سوريا بحاجة للخلاص والأمان والعيش بسلام، وبطبيعة الحال على السوريين أن يتحاوروا، ونحن كحزب مستعدون لأن نقدّم كل الوسائل الممكنة في سبيل أن نجتمعَ على ما يخدم شعبنا، ومستعدون للحوار مع أي طرف وطني، كذلك يمكن لكل الأطراف الوطنية السورية أن تكون جزءاً من المشروع الفيدرالي الديمقراطي الذي نؤسس له، لأن هذا المشروعَ غير حكرٍ على فئة أو طرف بحد ذاته، المشروع الفيدرالي كحل لسوريا يشمل كل السوريين”.

على المجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية أن يقدم المزيد من الدعم والمساعدة للمناطقة المحررة من تنظيم داعش

عبدالله وفي حديثها دعت  كافة المؤسسات والمنظمات الإنسانية أن تولي اهتماماً أكبرَ وتقدم المزيدَ من المساعدة والخدمات للنازحين في الأماكن المحررة، قائلةً:” إن سكانَ هذه المناطق بحاجة ماسة إلى المساعدة ،ورغم إن مؤسسات الإدارة الذاتية تقدم كافة الإمكانيات المتاحة لديها، في مجال تقديم الخدمات لشعبنا في المخيمات وفي المناطق المحررة لكن تبقى ضئيلة وغير كافية، وعلى المنظمات الإنسانية أن تساند مجلسَ الرقة المدني وتقدم له كل الإمكانات المتاحة “.

الكرد هم القوى الريادية للحلّ والديمقراطية في الشرق الأوسط

ذكرت عبدالله إن دعوةَ المؤتمر الوطني الكردستاني KNK بشأن وحدة الصف الوطني الكردستاني مهمٌ للغاية قائلةً :” إن لـ KNK تاريخٌ حافل بهذا الصدد وفي أصعب المراحل، نحن كحزب نُثمّن كل الجهود القيمة التي يبذلها الـ KNK ونرحب بالحملة الحوارية والتشاورية التي يقوم بها على المستوى الوطني الكردستاني، إن هذا الأمرَ من أولوياتنا الاستراتيجية كحزب، ونحن مستعدون لتنفيذ كل ما يقع على عاتقنا”.

ما تروج له بعض وسائل الإعلام يُدار من قبل دائرة الحرب الخاصة ضد شعبنا وحزبنا

عبدالله وَرَدَّاً على ما تناقلته بعض وسائل الإعلام وبعض الأطراف الهشّة حول تلفيق تصريحات للحزب بتسليم مناطق للنظام السوري، قالت عبدالله:” نحن نعلم أن سياسة التشويه والتزييف تنشط عند إفلاس بعض الأطراف الإقليمية والداخلية المرتهنة للخارج في مشاريعهم، خاصة عندما يحقق الشعب والقوى الوطنية الانتصارات والمكاسب على الأرض.

إن الترويجَ الإعلامي(البروبوغندا) جزءٌ من سياسة هؤلاء، وهذا يُدار من دائرة الحرب الخاصة، ومركزها الدولة التركية التي تُجند كافة وسائلها وفروعها في سبيل الوقوف بوجه تحرير الشعوب. للإعلام أخلاقياته كما للسياسة أخلاقها، نحن كحزب سياستنا واستراتيجيتنا واضحة وجلية للعموم، نحن مسؤولون أمام كل قراراتنا، ومحاولة التأثير على شعبنا وعلى سياستنا لن يثنينا في المضيِّ قُدُمَاً نحو تحقيق أهداف وآمال شعبنا وبكل مكوناته في الحرية والسلام والاستقرار والديمقراطية “.

نقدر ونحترم إرادة الشعب في إقليم باشور كردستان

وعن موقف حزب الاتحاد الديمقراطي  PYD من الاستفتاء في باشور كردستان، عبدالله قالت بهذا الصدد :”نحن نحترم ونُقَدِّرُ كل قرارٍ يختاره ويتخذه الشعب في باشور كردستان. نحن إلى جانب كل ما يخدم شعبنا”.

وفي ختام حديثها قالت الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطيPYD  آسيا عبدالله:” نحن كحزب منفتحون على كل الأطراف والأحزاب والقوى الوطنية الساعية لإنقاذ سوريا من أزمتها.

استراتيجيتنا وسياستنا للحوار بهذا الصدد واضحة للعيان، الوقت حان لكل الأطراف الوطنية أن تتكاتفَ وتتوحّد حولَ آمال وإرادة الشعب في سوريا”.

زر الذهاب إلى الأعلى