الأخبارمانشيت

صفعة الغاز القبرصية لأردوغان بحماية أمريكية

أخذ الصراع حول الغاز في منطقة شرق المتوسط بين تركيا واليونان وقبرص اليونانية ومصر طريقاً جديداً بعد دخول لاعب دولي بحجم أميركا، الأمر الذي عرقل من طموح أردوغان في مواصلة ابتزاز قبرص.
أشارت تقارير يونانية إلى أن قبرص استعانت بحماية أميركية للتنقيب عن الغاز في المتوسط وأن سفناً حربية تتبع الأسطول الأميركي سوف توفر الحماية للحفارات التي تنقب عن الغاز في المياه الإقليمية لنيقوسيا، فيما عاد أردوغان للتهديد مرة أخرى، قائلا عقب عودته من فرنسا أمس الثلاثاء، :”لا تضايقونا ولا تأزموا الأمور أكثر من ذلك… إن مصالحنا جميعا تتركز في شرق المتوسط”. وتابع أردوغان قائلاً : “نحن نعلم أن هناك تعاوناً يونانياً قبرصياً مع شركة أكسون موبيل الأميركية، لكن يجب عليكم تحديد الأماكن التي ستقومون فيها بالبحث”، لافتا إلى أن ” تركيا سيكون لها حفاران تحملهما سفينتان للبحث عن الغاز في شرق المتوسط والبحر الأسود، كما وحذر أردوغان مهدداً “سنحسم القضية لصالحنا باتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامتهم، وفي النهاية أريد أن أقول لأصدقائنا لا تستنفدوا صبرنا ولا تستخدموا أساليبكم الملتوية”.
أطلق أردوغان لجنونه العنان بعد علمه برحلة حفارات شركة أكسون موبيل الأميركية والذي ستبدأ العمل خلال أيام، وكأنه لا يدرك أن الولايات المتحدة قادرة على حماية مصالحها، بينما يستطيع الاتحاد الأوروبي حماية حدود قبرص واليونان.
وفقاً لمعلومات موثوقة من المتوقع زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون موارد الطاقة فرانسيس فانون إلى نيقوسيا عاصمة قبرص يوم الجمعة المقبلة لمتابعة المشهد عن كثب، تزامنا مع قيام سفن حربية أميركية بعمل دوريات في المنطقة حسب ما ذكرته جريدة “توفيما” اليونانية اليوم.
استبعدت صحيفة فيليليفسيروس القبرصية إعاقة تركيا لحفار أكسون موبيل لعدة أسباب بينها حماية السفن الحربية للحفار الأميركي، في حين من المتوقع أن ترسل أنقرة حفارها “الفاتح” على شريط الحدود البحرية القبرصية لإثارة المزيد من التوتر، بينما في حال اكتشاف كميات كبيرة من الغاز الطبيعي في المنطقة وشعرت تركيا أنها أصبحت خارج اللعبة وتفقد طموحها في أن تصبح مركزاً للطاقة فقد تلجأ إلى استفزاز الجيران.
منح دخول أميركا في دائرة النزاع بعداً جديدا، خاصة أن أنقرة تتجنب في الوقت الحالي استفزاز واشنطن بعد أن جربت رد فعلها الشرس عقب أزمة القس برونسون، ما يشير إلى أن أردوغان سيعتمد على سياسة الصوت العالي دون التصدي لمحاولات قبرص اليونانية في التنقيب عن الغاز.
تعاني قبرص انشطار شقيها الجنوبي والشمالي منذ السبعينيات، بعدما شجعت أنقرة القبارصة الأتراك على المضي بالانفصال، وعلى الرغم من جهود توحيد الجزيرتين إلا أن تركيا تشجع الشماليين على موقفهم، ما يعرقل محاولات الوحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى