الأخبارمانشيت

سيهانوك ديبو لآدار برس: نرحب بالخطوة البريطانية، ونعتبرها خطوة مسؤولة ومقاربة واقعية تصب في خانة اختراق الأزمة السورية”.

سيهانوك ديبو مستشار الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي في حوار لآدار برس.

مؤتمر سوتشي على الأبواب، مترافقاً دائماً تصريحات تركية عن رفض مشاركة “حزب الاتحاد الديمقراطي” في المؤتمر”، هل تتوقعون أن تنجح تركيا في ذلك؟

“الضجّة الهائلة التي تسبق بداية كل اجتماع أو مؤتمر مُتعلق بحل الأزمة السورية، له الجانب الكبير المتعلق للتغطية على إضمار الهدف، فتحل محل الهدف الوسيلة ذات المفاد بمن الذي يحضر ومن الذي لا يحضر، ويعتبر ذلك أحد أشكال التغطية في إطالة الأزمة السورية، ومن خلال ذلك يتم تمرير الأجندات الفئوية”.

“من المهم أن يتفهم القائمون على تنظيم اجتماع سوتشي ذلك أن حضور حزب الاتحاد الديمقراطي وأيضاً الإدارة الذاتية الديمقراطية وممثلي القوى السياسية في شمال سوريا ألا يكون حضورنا على حساب الهدف؛ التغيير الديمقراطي هو هدفنا المتمثِّل بدوره بتحقيق نموذج سياسي ديمقراطي في سوريا؛ نرى بأن ذلك يتم في صيغة جمهورية سوريا الاتحادية أو الاتحاد السوري الديمقراطي”.

“مع العلم بأن حظوظ حضور الإدارة الذاتية والقوى السياسية ومن ضمنها حزب الاتحاد الديمقراطي باتت مرتفعة لحضور سوتشي؛ لكن تبدو حظوظ تأجيل سوتشي مرتفعة في ظل تحريك النظام التركي لأوراق تهدد العملية السلمية في سوريا برمتها، الآستانا انتهت، وجنيف على المحك وسوتشي لا يُنبأ بأن معها سيكون الحل الديمقراطي”.

“نعتقد بأن الأهم يجب انشاء منطقة آمنة في عموم شمال سوريا، وليس فقط في شرق الفرات، حينها تبدو فرص عزل تركيا عن سوريا وتحجيم أخطارها في متناول اليد السوري، كم مرة يجب على العالم أن يدرك بأن تركيا تهدد خطراً مباشراً على دول الجوار برمتها، خاصة أن رئيسها يتحدث اليوم عن توسعيّة واضحة، مُنطلقاً بما يسميها بالميثاق الملي.

مؤخراً قال البرلمان البريطاني بضرورة مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي في العملية السياسية بشأن حل الأزمة في سوريا، كيف نربط بين تلك النداءات الرفض التركي لذلك؟

“توجد فكرة قديمة حديثة في أن بريطانيا تحمل التوقيع الأخير حيال كل صيغة جديّة في الشرق الأوسط، ربما يكون ذلك له العلاقة فيما يحدث في سوريا أيضاً، الثقل البريطاني وتأثيره على عموم السياسة الدولية موجود رغم هموم البريكزيت”.

“لقد تم الاجهار على الرجل المريض بدور كبير لبريطانيا العظمى حينها، السلطان العثماني الجديد أردوغان تحسس ذقنه مرة أخرى حينما سمع بأن مجلس العموم البريطاني يدعو إلى ضرورة مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي بالحل في سوريا”.

“إن ما يحدث من تكثيف للدعوات بخصوص حضور حزب الاتحاد الديمقراطي تحمل في جانب مهم من العلاقات الدولية بأن تركيا بات يُنْظر لها بأنها دولة مارقة، من جانبنا نرحب بالخطوة البريطانية، ونعتبرها خطوة مسؤولة ومقاربة واقعية تصب في خانة اختراق الأزمة السورية”.

حسبما تتداول وسائل الإعلام هناك صفقات قد تجري في منطقة إدلب، بين تركيا وروسيا، بهدف اجتياح عفرين من قبل الحكومة التركية… ما قراءتكم لذلك؟

“القراءة الحقيقة هنا تبدو بأن عفرين مُحَصَّنة من أي اعتداء بما في ذلك من قبل النظام التركي، السبب يعود في ذلك إلى المشروع الديمقراطي وحالة التنظيم المتقدمة مجتمعياً والحاضنة الشعبية التي يحظى بها المشروع الديمقراطي الأخير، والذي بات الشطر الأصعب في المعادلة السورية، ومن خلاله بتنا على علاقة متقدمة مع راعيي حل الأزمة السورية كلٌ من واشنطن وروسيا وعموم التحالف الدولي العربي بقيادة أمريكا”.

“نلاحظ بشكل يومي تزايد في أعداد النازحين من إدلب، إضافة إلى مئات الآلاف الموجودين في عفرين على فترات متلاحقة، عفرين هي الملاذ الآمن بما تمتلكها من قوة أمن ذاتيّة وعلاقات خارجية متقدمة، والمسألة تقترب من الوضوح بمفاد أن مشاركة جماعية تحدث في الإخراج التركي المتسلسل من سوريا”.

“يجب أن نتوقع خروج تركيا في منتصف العام الحالي من عموم المناطق التي قامت باحتلالها في شمال سوريا، وقسم مهم من تحرير إدلب سيكون على عاتق قوات سوريا الديمقراطية”.

أمريكا الصامتة حيال ما يجري في إدلب وعفرين… ماذا تتوقعون من رد فعل لها على كل ما يجري؟

“المتابع لما يحدث على الأرض وكذلك التصريحات التي تدلي بها كل من واشنطن وموسكو يصل بيسر إلى شكل مناطق النفوذ الذي يهمها بشكل أكبر، شرقي الفرات وغربه، وهذا الشكل يبدو أنه بمتناول التوّسع في أن تغدو نواة متوَسِّعة لتشمل مناطق أخرى حتى يتم الوصول إلى شكل الحل النهائي الذي لا يبدو أنه سيشرق هذا العام أيضاً”.

 

“لكن نعتقد بأن الطريقة المثلى للنظر بعين كلية إلى الأزمة، والتركيز في الوقت نفسه على التموضعات السابقة من الأفضل أن يتم توسيع التحالف الدولي وتبدو في هيئة الحرب العالمية الثالثة على الإرهاب”.

“كان هناك حديث في فترة سابقة من قبل المتحدث الرسمي للرئاسة الروسية بأنه بالإمكان لأمريكا وحلفائها أن يكونوا جزءً مهماً في الحرب ضد التنظيمات الإرهابية في إدلب، نرى لو حدث ذلك سيكون بمثابة الخطوة الأهم نحو الحل النهائي للأزمة السورية، لكن تبدو التجاذبات والمفارقات حيال الملفات العالمية المُشتعلة الأخرى وذات الارتباط والربط مع الملف السوري لا تزال تلقي ظلالها على كل تفصيل من تفاصيل الأزمة السورية”.

هل الاحتجاجات التي تحدث في إيران حالياً سيكون لها تأثير سلبي أو أم إيجابي على الأزمة السورية والكردية بشكل خاص؟

“بكثير من الحيادية؛ فإن النتيجة التي تظهر حتى اللحظة بأن الشعوب في إيران غير راضية عن نظامها السياسي، وهي قد أوصلت رسالة مهمة إلى النظام الإيراني وبلدان الإقليم والعالم بأن تغييراً ديمقراطياً لا بد منه ويستحقه شعب إيران، ويبدو في الوقت نفسه منسجماً مع تاريخ إيران ومع مستقبله”.

“أردوغان يتحدث اليوم عن مما يسمى بالميثاق المللي التوسعي، وإيران تتحدث أيضاً عن طرق حرير بنفحة قومودينية، كلا المقاربتين خاطئتين لا حظ لهما من التجسيد العملياتي على الجغرافية السورية”.

“من المؤكد بأن تأسيس نظام ديمقراطي في إيران يؤثر بشكل كبير في سوريا، كما أن تحقيق سوريا كدولة فيدرالية ستكون بأفضل النتائج على تركيا، من أجل ذلك تبدو تركيا اليوم بأنها ستحرق نفسها على يد نيرون العصر الحديث/ أردوغان، كما أن ما يحدث في إيران وإذا ما كتب لها الديمومة والاستفادة من التجربة السورية، فمن شأنها أن تسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها وليست في إيران فقط”.

زر الذهاب إلى الأعلى