مقالات

سوريا، تركيا، روسيا، وأمريكيا–تقارب مصالح أم محاور جديدة

%d8%aa%d9%86%d8%b2%d9%8a%d9%84-1حسينة عنتر –الصديق لا يدوم صديقاً والعدو لا يبقى عدواً دائماً، هذه هي لغة السياسة والتي باتت واضحة على أنها مصلحة علنية، والتغيير الذي لوحظ على الساحة التركية داخلياً وخارجياً وخصوصاً التقارب التركي الروسي – التركي الأمريكي قلب موازين السياسية والعسكرية وكذلك الأجندات المتقاربة والمتباعدة، والتي باتت على حد سواء في الساحة، فإذا أردنا أن نعرف ماذا يجري على الساحة الدولية والأقليمية لمنطقة الشرق الاوسط علينا أن نعرف ماذا حصل بين بوتين وأردوغان وماذا نتج عن الاجتماع الروسي والامريكي

 بل ماذا قدم أردوغان لبوتين من اعتذارات شفهية وكتابية وحتى بللغة الروسية، وما حجم التنازلات الباهظة التي قدمها اردوغان حتى أدت إلى تغيرالعلاقات الروسية التركية، بالإضافة إلى سماح للطيران الروسي باستخدام قاعدة أنجرليك التركية بعد أن فشل أردوغان فشلاً ذريعاً في إقناع الامريكان بعدم دعم الكرد. فسياسة الدولة التركية باتت اليوم واضحة أكثر بعد الانجازات والتقدم والانتصارات التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية ووحدات الحماية الكردية في الشمال الغربي السوري ضد جميع التنظيمات الارهابية ولمنع هذه القوات من التقدم والانتصارات. وهذا ما أكدته تحركات تركيا وتدخلها واحتلالها السافر للأراضي السورية وانتهاكها للسيادة السورية غير مبالية بالأعراف والقوانين الدولية والمواثيق الدولية الشرعية بالإضافة الى التغيرات التي حصلت في ما يسمى بفصائل المقاومة كجبهة النصرة التي غيرت مجرد اسمها الى جيش فتح الاسلام (جفش).

ودعم تركيا لهذه الفصائل وخاصة الهجوم الذي حصل على مقاطعة عفرين، و الاعتداءات على قوات الحماية الشعبية في الآونة الأخيرة وعلى الشريط الحدودي السوري التركي، لطالما طالبت تركيا بإقامة منطقة عازلة على طول الحدود بذريعة إقامة مخيمات للاجئين والضغط على دول الاتحاد الأوربي حول هذه المسألة لا من أجل اللاجئين بل هم تركيا الوحيد هو منع التقدم الكردي وربط مقاطعات روج أفا بعضها الببعض، لذلك نرى التغيير الواضح في سياستها وتقاربها المفاجىء من الدول الإقليمية والتي لعبت دوراً ريادياً حيال الأزمة السورية ودعمها المباشر لما يسمى بدرع الفرات من أجل الدخول إلى الأراضي السورية بصورة مباشرة أوغير مباشرة ومحاولة الاقتراب من النظام الاسد سواء جهراً أو علناً أمام أنظار جميع القوى العالمية والاقليمية وربما هذا ما دفع الاسد إلى محاولة استعادة حلب وبمساعدة روسية وبشتى الوسائل التي هي حلقة الوصل بين المحافظات السورية، ولكن الشيء المكتمل له نواقص حتماً تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وتتفاقم الأزمة السورية وتتفرع الحلول والاقتراحات ولكن الأجدرأن يكون الحل سياسياً وداخل الأرض السورية وبمشاركة جميع الأطراف ومكونات المجتمع من كرد وعرب وسريان وآشوريين، لأن الحل إذ لم يكن سورياً فسوف ينجرف الى محور جديد لربما يطول أمده أو يقصر حسب الدول التي ترعى مصالحها وتناضل من أجلها على حساب الدم السوري والايام القادمة جديرة بأن تحبط الاتفاقيات وتكشف المستور.

 

زر الذهاب إلى الأعلى