الأخبارمانشيت

رئيس الحزب الاشتراكي المصري: فكر أوجلان يمثّل شريعة كاملة للخروج من أزمات المنطقة

عقد الحزب الاشتراكي المصري يوم السبت ندوة ضمّت عدداً من المثقفين والسياسيين ورموز اليسار المصري والفكر الاشتراكي التقدمي، وذلك تحت عنوان:

الحرية للسيد أوجلان بعد عشرين عاماً من الاعتقال.

حيث أكد رئيس الحزب الاشتراكي المصري المهندس (أحمد بهاء الدين شعبان) أن المؤامرة الدولية تضافرت فيها جهود أجهزة مخابرات دول النظام الرأسمالي؛ لأسر واحد من رموز النضال والتحرر في منطقة الشرق الأوسط ، مؤكداً أن الحزب عقد ندوةً اليوم, بمشاركة قوى وطنية مصرية وعربية من أجل الإعراب عن استنكار تلك الجريمة, وتأكيد تضامنه مع رفاقه في حزب العمال الكردستاني، والتعبير عن الاعتقاد اليقين بأن قضية الشعب الكردي قضية عادلة, وأن كفاحه من أجل التحرر من الشوفينية القومية التركية هو كفاحٌ عادل، وقدم خلاله التضحيات تلو التضحيات.

 وأضاف: إن اليسار المصري والاشتراكية المصرية تتضامن من عميق قلبها مع هذا النضال البطولي للشعب الكردي، وأن القوى الوطنية المصرية والعربية يهمها أن تتحقق طموحات وتطلعات الشعب الكردي في نيل حقوقه المشروعة، ضمن إطارٍ يحافظ على العلاقات العربية-الكردية، مؤكداً على أن المشروع التحرري الكردي يتفق مع آمال العرب في التصدي لهيمنة القوى الإقليمية.

كما شدّد شعبان على أن الشوفينية القومية التركية ليست بجديدة, وتقوم على اعتقاد وهميٍّ بمثالية خاصة للشعب التركي, واحتقارٍ أكيد لجميع الشعوب الأخرى، وتستخدم كل وسائل وأساليب العنف والترهيب والقمع والإرهاب في مواجهة حقوق الشعوب المختلفة, ولا تلجأ إلا لأساليب القمع.

 وتابع: رأينا خلال فترة الاحتلال العثماني كيف تمّ تجريف قدرات الشعب المصري، وفرض الإرادة التركية على شعبنا، مما أدى إلى تخلفنا في مصر والمنطقة لقرونٍ عديدة، وهذه العقلية الشوفينية المتطرفة مستمرةٌ على مدى قرون منذ العثمانية على حساب حقوق وأحلام وتطلعات الشعوب الأخرى، وبلغت إلى حدّ إعلان الاعتزاز بتراث السفاحين الذين أذاقوا العالم الويلات نتيجة للقومية التركية المتطرفة، لأن أصولهم كانت قبائل قتلة رُحّل, ويفاخرون بالشجاعة والعنف، ولكنها ليست سوى شجاعة قتل وإرهاب ولا تعبر عن المروءة.

وأشار شعبان إلى أنه خلال صراع القومية التركية مع الهوية الكردية ارتُكبت العديد من الجرائم التي شملت سياسة الدولة التركية للإبقاء على المناطق الكردية متخلفةً وتعاني من اختلال التنمية، وكذلك نهب ثرواتها والحرص على وجود شبكة عشائرية مرتبطة مصالحها بالدولة التركية، واستمرار سياسات التتريك وهو حكم عنصري، وبحسب المادة الثامنة من دستور 1995 في تركيا يُمنع أي اجتماع أو مظاهرة أو مسيرة أو أية دعاية مكتوبة أو شفهية تستهدف الوحدة التي لا تتجزأ للجمهورية التركية، مهما كان قصد أصحابها، مع السجن والغرامة لمن يقترف ذلك، بهدف التعسف وإجهاد إي تمردٌ للشخصية الوطنية الكردية، وأية فرصة لرد الحقوق إلى أصحابها، ومع ذلك لم يستسلم الشعب الكردي وقام بالثورات والانتفاضات، وكانت تركيا دائماً تواجه هذه الثورات بالقمع والإبادة السياسية.

وفي السياق قال شعبان: إن أوجلان تقريباً من عمر جيل المفكرين الاشتراكيين الذين وُلدوا في منتصف القرن الماضي، وسرد المفكر المصري ورئيس الحزب الاشتراكي المصري ومضاتٍ من حياة أوجلان وميلاده ونشأته، موضحاً أنه تمتَّع منذ صِغرهِ بصفاتِ القيادة والتمرد على سِمات القبيلة وتقاليدها، فضلاً عن المكافحة من أجل الدراسة والعمل ومساعدة الأسرة، واستطاع أن يكتسب منذ صِباه الثقافة والمعرفة الواسعة, واكتسب الثقافة الاشتراكية وتخلّص من العادات البرجوازية, وأصبح مؤمناً بالفكر الاشتراكي والثوري والماركسي، وكان يتميز بصفاتٍ نبيلة لمَسَها كل من تعاملَ معهُ، وبدأ فكره التحرري الديمقراطي في الانتشار، وكان ولا يزال هدفه الوحيد هو تحرير شعبه.

وأكد رئيس الحزب الاشتراكي المصري أن “الرفيق عبدالله أوجلان” ومن أجل تحقيق هذا الهدف المتمثل في تحرير شعبه، قد عانى الكثير من المواجهات من قبل قوىً ونظم وأجهزة معادية، بل ومُنع من أن يَجِدَ ملاذاً آمناً له في العالم كله، وكان هناك تآمرٌ واضح من قبل النظم والقوى المعادية، وتواطؤٌ كبير جداً أدى في النهاية إلى تسليمه للفاشية التركية، ومنذ ذلك الوقت واللقاءات مع أسرته ظلت في أضيق الحدود، حيث عاش لمدة عقدين في عزلةٍ كاملةٍ في جزيرة إمرالي، وهي تمثل عزلة للشعب عن قائده وليست فقط عزلة للقائد، ورغم ذلك استمرت ثورة الشعب الكردي والتضحيات لا تتوقف، ورغم ظروف السجن والاعتقال والتعسف والعزلة القسرية، استطاع أوجلان أن يَخرجَ بإبداعاتٍ فكرية عظيمة وإسهامات أيديولوجية ضخمة، ومجموعة كتابات عظيمة عن الديمقراطية.. أبرزها الأجزاء الخمسة لمانيفستو الحضارة الديمقراطية.. التي تمثل شريعة كاملة للخروج من أزمات المنطقة من خلال حلول عملية قابلة للتنفيذ, تنتقل بمنطقة الشرق الأوسط مما هي فيه كمنطقة صراعات وأزمات مختلفة.. إلى منطقة توافق وتعايش تزدهر وتتحرك نحو المستقبل الأفضل لشعوب هذه المنطقة، وهو ما يساهم في السلم العالمي.

زر الذهاب إلى الأعلى