آخر المستجداتالأخبارمانشيت

دافيد فيليبس: يمكن أن يساهم الزلزال في تسهيل العلاقات بين تركيا والكرد.

أشار الدبلوماسي الأمريكي السابق (دافيد فيليبس) في مقالة له إلى أن الزلزال الذي حصل في تركيا وسوريا والذي تسبب في دمار رهيب ومعاناة كبيرة بين الكرد الذين يشكلون الأغلبية في المناطق المتضررة من الزلزال, قد يصبح فرصة لصنع السلام بين تركيا والكرد, موضحاً أن الوساطة الأمريكية يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في بدء مرحلة جديدة من العلاقات التركية الكردية، والانتقال من الصراع المسلح إلى بناء السلام.

واستشهد فيليبس بالنزاع الإقليمي الذي نشأ بين تركيا واليونان على جزر صغيرة في شرق بحر إيجه عام 1996, وذلك  بعد أن جنحت سفينة شحن تركية في جزيرة إيميا، وقال:

نشأ نزاع بين البلدين على الجزر الصغيرة التي جزء من اليونان وعلى بعد أميال قليلة فقط من الساحل التركي, فقام كلا البلدان بنشر قوات العمليات البحرية والخاصة, وعلى الرغم من أن الدبلوماسية الأمريكية ساعدت في نزع فتيل الأزمة، إلا أن الصراع أدى إلى تصعيد التوترات, ولكن بعد بضع سنوات وفي 17 آب 1999 ، هز زلزال بقوة 7.6 درجة على مقياس ريختر جنوب شرق تركيا، مما أسفر عن مقتل 17 ألف شخص, وإثر ذلك هرعت اليونان ودول أخرى إلى إرسال الإمدادات والمساعدات لتركيا, وبعد أربعة أسابيع فقط هز زلزال أثينا واستجابت تركيا بالمساعدة.

وأضاف فيليبس:

وفي تلك الفترة بدأت دبلوماسية الزلازل بقيادة (جورج باباندريو) الذي كان وزير خارجية اليونان في ذلك الوقت، ونظيره التركي (إسماعيل جيم), ففي أعقاب تلك الزلازل تفاوضت تركيا واليونان على سلسلة من الاتفاقيات الثنائية حول القضايا البحرية وحماية البيئة ومكافحة الإرهاب, وأدت دبلوماسية الزلازل هذه إلى نزع فتيل التوترات، ومثلت مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين, ولعبت الولايات المتحدة أيضاً دوراً حاسماً في دفع البلدين إلى الأمام من خلال تحديد تدابير بناء الثقة وتشجيعهما على المضي قدماً.

وأشار فيليبس إلى أن زلزال تركيا الذي أثر بشكل مباشر على المجتمعات ذات الأغلبية الكردية يشكل فرصةً مماثلة للدبلوماسية, وأنه بمثابة جرس إنذار حول أهمية تحسين العلاقات بين تركيا والكرد

وقال فيليبس أيضاً:

أردوغان يؤمن بالحل العسكري للمسألة الكردية, وبالإضافة إلى المعاملة الوحشية للكرد في جنوب شرق تركيا، فهو يرسل القوات التركية عبر الحدود لملاحقة الكرد في سوريا, مما أدى إلى عسكرة المجتمع التركي ، واستقطاب الأتراك, كما قوض العلاقات الأمريكية التركية لأن الكرد في سوريا هم الحليف الأساسي لأمريكا في تحالف متعدد الجنسيات لهزيمة داعش, ولكن الزلزال هذا الذي حصل يوفر لأردوغان فرصة لإعادة تصور علاقات تركيا مع الكرد في تركيا وسوريا, ومن شأن مبادرة سلام جديدة أن تزيد من شعبية أردوغان خلال الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية  في تركيا المقررة في شهر أيار, ولكن من غير المحتمل أن يعكس أردوغان مساره فجأة ويظهر التوافق إلا إذا ساعدت إدارة بايدن في التوسط لإنهاء حرب تركيا على الكرد, ومن أجل ذلك يجب على الولايات المتحدة تعيين مبعوث خاص لإعادة إعمار تركيا وبناء السلام الإقليمي, ويجب أن تعمل مع أوروبا الاتحاد الأوروبي والمؤسسات المالية الدولية لعقد مؤتمر للمانحين لدعم التكاليف المادية لإعادة الإعمار من الدمار الذي خلفه الزلزال في تركيا, وأيضاً يجب أن توضح هذه المبادرة أيضاً أن الأموال الممنوحة مشروطة بمناقشات حقيقية بين الحكومة التركية والممثلين المنتخبين الكرد في تركيا، الذين يقبع العديد منهم في السجن بتهم إرهابية وهمية, ويجب أن تشمل المناقشة أيضاً الكرد في سوريا.

واختتم فيليبس مقالته بالقول:

مقعد تركيا على الطاولة الدولية كقوة ديمقراطية واقتصادية مقيدٌ بسبب صراعها مع الكرد وقمعهم, لذلك يمكن للولايات المتحدة أن تساهم في تقدم تركيا من خلال ممارسة نفوذها الدبلوماسي والاقتصادي لبناء السلام في أعقاب الكارثة الطبيعية التي حدثت هذا الأسبوع, كما أنه يمثل فرصة تاريخية لتركيا لتغيير مسارها.

زر الذهاب إلى الأعلى