PYDآخر المستجداتمقالات

ثورة ال19 من تموز والبعد الاستراتيجي في بناء نظام بديل للأنظمة الاستبدادية

محمد ايبش – 

الثورة من المنظور الفكري والفلسفي تعني الانتقال من مرحلة الى مرحلة متطورة اكثر من خلال بناء مؤسسات قادرة على تنظيم المجتمع وبناء الانسان القادر علي أسس فكرية سليمة وحرة غير خاضعة لأي مفاهيم خاطئة، وعندما نتحدث عن الثوري لايعني الشخصية الصلبة الراديكالية؛ بل الشخصية المرنة في اطروحاته الفكرية والتي تتناسب مع جميع فئات المجتمع، ومن هنا عندما نتحدث عن ثورة ال19 من تموز، فأنها قفزة نوعية مبنية على فكر وفلسفة عصرية تحمل في طياتها حلولاً لجميع مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وتمنحها هوية مجتمعية جامعة، ولكن نجد في المصطلح التقليدي للثورة بأنها تهدف الى تغيير النظام السياسي القائم في البلدان والتي نعتت ثورتهم بثورة الربيع العربي، ولكن بعد التدخلات الإقليمية والدولية وسرقة الثورة من أصحابها الحقيقين، كانت هناك قراءة للمشهد العام قراءة موضوعية ومعتمدة على الذات، ولها خطها المستقل (الخط الثالث) مما منحها القدرة على التعامل مع جميع الأطراف حتى مع الذي يعادي مشروع الادارة الذاتيةَ الديمقراطية. لذلك الثورة بمفهومها العلمي والفلسفي هي القدرة على مواجهة كل الاحتمالات وجميع السياسات التي لاتتلائم مع طبيعتها. الانسان يعشق الحرية بينما هذا العشق لايتحقق الا بادراك الذات، ولكن ما تتميز به ثورة التاسع عشر من تموز هي أنها حملت اسماً جديداً، أي ثورة المرأة التي تمثلت في شخص وحدات حماية المرأة YPJ هذه المرأة التي غيرت المعادلة القائمة ليس في سوريا فحسب، بل أثرت على الأوضاع الاقليمية والدولية وحازت على احترام وتقدير معظم الشعوب المحبة للسلام والديمقراطية، وبفضل نضالها حققت الحياة التشاركية الندية في شمال وشرق سوريا.
فثورة ال19 من تموز ليست مجرد حِراك شعبي، بل سَعَت في أول خطوة من خطواتها إلى بناء الإنسان على أسس فكرية سليمة تمنح الديمومة لمسيرة الثورة عبر محاربة المفاهيم الخاطئة التي تشوه حقيقة الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا وجعلها كنموذج للحل والحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً وقطع الطريق أمام سياسات الإنكار والإبادة وعلى كافة الصعد، لذلك نرى بأن ثورة شعوب شمال وشرق سوريا وانطلاقاً من مفهوم الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب والعيش المشترك جعلت من مناطق شمال وشرق سوريا مرتكزاً للسلام بالرغم من محاولة الأطراف الإقليمية وبعض الأطراف الدولية العبث بأمن المنطقة آخذة مصالحها فوق كل اغتبار.
إلا أن الثورة مازالت مستمرة وستستمر لحين الوصول لهدفها الاستراتيجي في تحقيق كونفيدرالية شعوب الشرق الأوسط.

زر الذهاب إلى الأعلى