يمر عيد صوم إيزي المبارك الذي يصادف تاريخ اليوم والشرق الأوسط والعالم يشهد أحداث وتطورات متسارعة. شهد من خلالها الكرد الإيزيديين مجازر مروعة كانت أخرها من قبل تنظيم الدولة الإرهابي المدعوم من آلة الأنظمة الاستبدادية القوموية والدينوية؛ هذه المجزرة اعتبرت الرابعة والسبعين وحدثت في آب 2014 تعرّضت من خلالها شنكال الشعب والثقافة والأماكن المقدسة لدنس الإرهاب؛ الأمر الذي حدت الأمم المتحدة اعتباره بأنه الجنوسايد الإيزيدي. وعلى الرغم من المقاومة التاريخية التي أبدتها قوات الدفاع الشعبي ووحدات حماية الشعب والمرأة وباقي القوى الأخرى بإنقاذ عشرات الآلاف من الإيزيديين من الإرهاب؛ واليوم من خلال وحدات مقاومة شنكال/ سنجار وجميع المرابطين في الدفاع عن حقهم في العيش والعطاء وفق معتقداتهم الأصيلة؛ إلا أن الخطر ما زال محدقاً بهم وبالجميع، معرقلاً من ترسيخ المشروع الديمقراطي وحق المجتمع الإيزيدي من إدارة نفسه بنفسه وممارسة حق الدفاع المشروع من خلال إدارة ذاتية ديمقراطية تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية ليس فقط في شنكال إنما في جميع المنطقة. واعتبار ذلك ضامن أساسي كي لا تتكرر أية مجزرة أخرى ضد أقدم ثقافة مجتمعية في المنطقة. يصادف قدوم عيد إيزي في وقت بلغت فيه سياسات حزب العدالة والتنمية وتهديدات رئيس تركيا المستمرة ومشغّليه على إرادة الشعوب في شمال وشرق سوريا الذروة وبأنها مستمرة وهي أكثر الجهات الداعمة للتنظيمات الإرهابية كداعش والنصرة وغيرهما المرتبطة بالقاعدة الإرهابية، وهذا ما يفسر جوهر هذه التهديدات في أن تبقى هذه التنظيمات وأن تتقوض إرادة الشعوب وحريتها وسلمها وأمانها.
إننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD وبهذه المناسبة نهنئ شعوب المنطقة برمتها بكل أديانهم ومعتقداتهم وثقافاتهم وفي مقدمتهم الكرد الإيزيديين ونبارك لهم هذا العيد التاريخي الأصيل, وندعو جميع قوى السلام العالمية وجميع شعوب الشرق الأوسط للتكاتف وفق حقيقة ومبادئ والسبل القويمة المؤدية إلى العيش المشترك وأخوة الشعوب ووحدة المصير، والعمل سويّاً على طي صفحات الاستبداد بجميع أشكالها وبمختلف مرتكزاتها والتقدم سوية نحو تحقيق الشرق الأوسط الديمقراطي الذي يقبل فيه الجميع للجميع. ولنجعل عيد (إيزي) الذي آمن فيه الشعب بوحدانية الله ونبع من خلاله الأمل والتطور عيداً مجتمعياً للسلام والخير والديمقراطية.
14 كانون الأول 2018
المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD
