الأخبارمانشيت

الهويدي: ذهنية التوسع لدى الدول الإقليمية فاقمت الأزمة السورية تعقيداً

أجرى موقع الاتحاد الديمقراطي لقاءً مع السياسي السوري محمد الهويدي حول التحولات البنيوية التي تشهدها العالم العربي، والدور الإيراني والتركي في هذه التحولات والأزمات، بالإضافة إلى التدخل التركي في سوريا والعالم العربي عموماً وسُبل وقف تركيا عند حدودها.

استهل الهويدي حديثه بالقول: تعود هذه التحولات لعدة أسباب وجوانب أبرزها: فكرية وذهنية، أي بمعنى “في بُنية أي مجتمع متعدد الأعراق والاثنيات مع رسم الحدود الجغرافية لها ستكون بؤرةً لصراعات متعددة دون الاكتراث للأعراق الفاعلة والمؤثرة اجتماعياً، ويعود سبب هذه الصراعات إلى نتاجات “اتفاقية سايكس – بيكو” التي تركت لهذه الدول والشعوب أرضيات خصبة لظهور صراعات قوية.

وأضاف الهويدي: من هنا نبدأ الحديث عن الدور التركي الذي كان اللاعب الأقوى في هذه الصراعات، حيث غذّت القومية التركمانية والتي تعود أصول أجدادهم إلى الدولة العثمانية مُحرضاً على الدول الوطنية ومحاولاً التقسيم وإلغاء الحدود الجغرافية بين التركمان والأتراك.

ولفتَ الهويدي إلى أن أغلب مَن تلقوا الدعم العسكري والسياسي تعود أصولهم لتركيا على سبيل المثال لا الحصر (الحج مارع) قائد لواء التوحيد وغيره من الأسماء؟، وإذا بحثنا عن أسماء بعض القادة والفصائل نجد أن أقوى قادة الفصائل هم من أصول تركية، هؤلاء الذين كانوا حصان طروادة لتركيا وعليهم يعتمد الجيش التركي بشكل مباشر.

وأشار الهويدي إلى أن تركيا كانت تستغل الصراع السني الشيعي في المراحل الأولى التي كانت تقوده عدة دول عربية وتدعم الايديولوجية الاخوانية “بالمال، السلاح والإعلام” وهذا مما مكّنت تركيا من رقاب السوريين لنشر التطرف بين المجتمع السوري ونشر هذه الأيديولوجية بينهم، والتي تُعتبر دخيلة على أفكار البسطاء، ورأى الهويدي أنه من منطلق أن المسلمين “أخوان” استخدمت تركيا هذه الايديولوجية لتكُون رأس الحربة في تمزيق المجتمع السوري، وذلك وسط الصمت السوري والعربي، وغياب الوعي الثقافي والفكري نجحت تركيا بفرض أجنداتها على شعوب المنطقة.

وفيما يخص الدور الايراني قال الهويدي: إيران بشكل مباشر اعتمدت على تصدير الثورة الايرانية منذ عام 1979 وذلك بعد سقوط نظام البعث تمددت في العراق، وتوغلت في المؤسسات الحكومية وفي البنية الاجتماعية لتعمل على إضعافها ونشر التطرف والتخلف والتمزيق.

وأردف الهويدي إلى أن إيران وعبر أدوتها من “العرب” استطاعت تفتيت وتغييب المجتمع العراقي عن الواقع، وإغراقه في صراعات دموية ومذهبية، وقامت بنشر الجهل والتخلف لتنتقل إلى سوريا، وكل ذلك لتدعم جميع الأطراف لمصلحتها الشخصية وكذلك تنشر الايديولوجية الفارسية المتخلفة بين أبناء الشعب السوري مُستغلة ضعف الحكومة السورية التي بدورها على استعداد أن تنبطح لجميع الحلفاء دون إيجاد قاسم مشترك بينها وبين الشعب السوري؛ الشعب الذي ثار على الظلم والاستبداد والفقر والفساد دون أن يدرك ما يعلم أصدقاء الشعب السوري المتناقضين (تركيا وايران) يعملون على تفتيت المجتمع السوري وأدلجتهم لمصالحهم السياسية والاقتصادية، ومن منطلق الشفافية أن المسؤول عن تمدد هاتين الدولتين “العرب” وهم يتحملون وزر ما يجري.

ورأى الهويدي أن شعوب المنطقة على موعد مع تحولات مهمة وخاصة في المسار الاجتماعي والسياسي التي تحكمت في المنطقة لعقود طويلة، ولا سيما بعد الحرب العالمية الثانية، وهنا علينا القراءة والتدقيق بشكل واضح بأن تلك التحولات في شمال -شرق سوريا في مسارها الحالي والتي ستكون حجر الزاوية لمرحلة مُقبلة ناضجة سياسياً واجتماعياً ومن وجهة نظري أن ما فعلته الإدارة الذاتية الديمقراطية بتثقيف الشعب سياسياً واجتماعياً، واستعدادها لهذا التحول القادم قد يشكل مفاجئات لدول المنطقة، وقد يكون حجر الزاوية لإنهاء الأزمة التي دامت أكثر من أعوام.

وفي سياق التدخل التركي في سوريا والعالم العربي عموماً وسُبل وقف تركيا عند حدودها قال محمد الهويدي: سأكون منطقياً في جوابي؛ التدخل التركي في سوريا فاقمَ الأزمة ونشر التطرف والإرهاب تحت بند (الأخوّة التركية السورية) هذه الأخوة التي كانت وباءً على كافة شرائح الشعب السوري بكل انتماءاته العرقية والـفكرية والمذهبية، والتبشير بخلافة عثمانية، وإذا ما قرأنا التاريخ نجد أن داعش يمتلك من “الرحمة والأخلاق والإنسانية مالم تمتلكه (الدولة العثمانية).

أما بخصوص كيفية سُبل إخراج تركيا من الأراضي السورية ومواجهتها ومنعها من التدخل؛ نحتاج إلى آلية واضحة تعمل على توافق سوري ــ سوري عبر إجراء مفاوضات جدية وايجاد حل سياسي واقعي منطقي لإنهاء الصراع السوري، وبحسب اعتقادي بأن هذا الأمر مستحيل مع تعنت الحكومة السورية بمركزية الحكم وعدم التنازل عن ذهنيتها السلطوية التي تؤدي إلى تفتيت سوريا، أما تدخل تركيا بالعالم العربي باعتقادي إذا لم تتحرك القنوات السياسية والإعلامية لدعم دور المعارضة التركية ودعم الكوادر في الحصول على حقوقهم التاريخية عبر إسنادهم في المحافل الدولية ووضع الكُرد في تركيا تحت حماية دولية لن يستطيع العرب إيقاف هذا التدخل أو التمدد التركي.

زر الذهاب إلى الأعلى