مقالات

المرأة من الجاهلية إلى الإسلام (مروراً بداعش) ودورها في الإدارة الذاتية

محمد غرزاني

المرأة والرجل ركنان لاستمرار الجنس البشري، ولا يمكن للحياة أن تستمر دون امرأة ورجل، فهما المحوران لنشوء الأجيال، ولكل منهما دور في نهضة المجتمع لا يقل أحدهما عن الآخر، والمرأة لا تختلف عن الرجل بأهميتها في كافة ميادين الحياة.

المرأة قبل مجيء الإسلام كانت تُعد متاعاً كأيّ متاع، فكان زوجها يُقامر بها، وكانت المرأة إذا توفي زوجها تُورث إلى أبنه الأكبر كالمال، وكانت تُعامل على أنها مجرد خادمة لا حقوق لها ولا مكانة، وقد عاشت أبشع حياة، وكانوا يعتقدون أنها تجلب العار، وينظرون إليها نظرة ذُل واحتقار، وكان أحدهم إذا ولدت زوجته مولودة أنثى يشعر بالغم خشية العار ويبدأ سخطهم وشرهم نحوها إلى درجة أنهم كانوا يدفنونها حية خشية الفقر والعار، على الرغم من أنها هي التي تّلد وتُربي وتصنع الرجال، وقد بقيَ حال المرأة هكذا حتى جاء الإسلام ورفع من شأن المرأة وأعطاها كامل حقوقها، فكانت المربية والتاجرة والوزيرة والمقاتلة في ساحات المعارك، وأول شهيدة في الإسلام كانت أم عمار (سمية بنت خياط) وهكذا سوى الإسلام بين الجنسين في التكليف والتشريف.

يقول القرآن الكريم (مَن عمِل صالحاً من ذَكَرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم بأحسن ما كانوا يعملون) سورة النحل الآية 97

ويقول رسول الله (النساء شقائق الرجال).

والآيات القرآنية والأحاديث النبوية كثيرة في هذا الباب، وهذا يدل على المكانة العظيمة للمرأة في المجتمع.

ولكن المرأة بعد وفاة الرسول “مُحَمَّد” افتقدت حقوقها شيئاً فشيئاً حتى وصل بها الحال إلى جعلها مفرخة للأولاد والاهتمام بهم،

وعندما ظهرت التنظيمات المتشددة ومنها (داعش) كان دور النساء منحصراً في الزواج من مقاتلي داعش والعناية بالبيت وولادة مقاتلي المستقبل للتنظيم،

فمعظم العمليات يديرها رجال ولا يتجاوز دور المرأة عن مراقبة نساء رهينات، وترتبط مرتبة المرأة داخل التنظيم بزوجها، فكلما كان الزوج قيادياً كبيراً في التنظيم، كانت مكانة المرأة وأدوارها أهم داخل التنظيم النسائي الموازي.

وهنا يقودنا الحديث إلى حقوق المرأة ودورها في الإدارة الذاتية الديمقراطية، إذ تتمتع المرأة في هذه الإدارة بكامل حقوقها كشريكة للرجل بدءاً من الرئاسة المشتركة في كافة مؤسساتها ومشاركتها في ميادين القتال دفاعاً عن الأرض والعرض ومكافحة الإرهاب، وأبدت شجاعة لفتت أنظار العالم، كما أنها تعمل في ميادين الثقافة والبحوث العلمية، وأزيلت كافة العقبات من طريقها في كافة الميادين، فلها الحقوق الكاملة في ممارسة إمكانياتها لولا بعض الأعراف العشائرية التي تشكل عقبات تَحُولُ دون تقدمها الطبيعي مما يؤثر سلباً على فعالية المرأة ودورها في إدارة المجتمع بكافة مؤسساته على قدر المساواة.

لذا على المرأة أن تُجٍدَّ في العمل ولا تتهاون في النيل من كافة العلوم والامكانيات التي تزيل كل العقبات من أمامها.

زر الذهاب إلى الأعلى