PYDآخر المستجداتمقالات

اللامركزية حلٌّ للأزمة السورية

محمد أمين —

أكثر من 12 عام ولا يزال الوضع في سوريا يتجه نحو المزيد من التعقيد على الواقع السوري الحالي، ولا تزال الأزمة في تعمق أكثر فأكثر من أي وقت مضى؛ لا تزال الأزمة سياسياً، وعسكرياً، واقتصادياً، تعليمياً ومعيشياً مستمرة بقوة دون وجود أي رادع لها، أي لا حلّ يلوح في الأفق رغم التدهور الأمني و الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

والأكثر خطورة هو الوضع المعيشي للمواطنين، اليوم لقمة عيش الموطن السوري أصبحت في خبر كان، وبحكم موقع سوريا ولأسباب سياسية تحولت سوريا لساحة حرب عالمية ثالثة؛ حيث تدخلت الكثير من الجهات الخارجية في القضية السورية واحتلت البعض منها أجزاء من أراضيها، مما أدى إلى تشريد شعبها وتهجيره، فبات أكثر من خمسة ملايين ما بين نازح ومهجّر، ناهيكم عن أن الوضع الاقتصادي في سوريا متدهور وفي تراجع مستمر.

سوريا هي جزء هام من الشرق الأوسط الذي يعاني بأكمله من الأزمات البنيوية المعقدة؛ في مجملها تكمن في شكل الأنظمة التي تهيمن عليها وتدير الأمور بأنماط كلاسيكية لأجل حل هذه الأزمات بشكل عام وأزمة سوريا بشكلٍ خاص. يجب أن نقوم بخطوات لحل الأزمة لا لتعقيدها أكثر، وهنا التشخيص السليم لأصل المعضلة هام جداً.

أطلقت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا في 18 نيسان الفائت، مبادرة لحل الأزمة السورية، مؤلفة من 9 بنود، أكدت فيها أنه “ينبغي التوصل إلى حل ديمقراطي تشارك فيه جميع فئات المجتمع عبر الإيمان بالاعتراف بالحقوق المشروعة لسائر المكونات وتأسيس نظام إداري سياسي ديمقراطي تعددي لا مركزي يحفظ حقوق الجميع دون استثناء”، بغض النظر عن مستوى الاستجابة، الإدارة الذاتية من مهامها الطبيعية أن تقدم نموذجاً للحل الوطني.

12 عاماً على معاناة الشعب السوري ، واليوم ما تشهده الساحات العامة في السويداء و درعا وباقي المناطق التي تسيطر عليها سلطة دمشق، والشعار “بالحق بالدين بدنا المعتقلين”.. محتجون في مدينة السويداء يطالبون بالإفراج عن المعتقلين بسجون النظام السوري.

نحن أمام مرحلة مهمة جداً من تاريخ سوريا، في ظل فيتو روسي إيراني و تواجد الاحتلال التركي و مرتزقته الإرهابيين.

وعلى المجتمع الدولي تحمل المسؤولية الكاملة والعمل على عقد حوار سوري سوري على مبدأ المساواة والعدالة الاجتماعية والإدارة الديمقراطية اللامركزية وتوظيف هذا المشروع لأجل سوريا المستقبل. أيضاً على الأطراف الدولية في الملف السوري ونخص بالذكر جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي تبنى لغة الحل

والحوار كمبدأ أساسي استراتجي، وأن تكون هذه الأطراف الضمان الحقيقي للشعب السوري و تطلعاته.

القادم سيكون أصعب وعلى الجميع تحمل المسؤولية أمام كل قطرة دم سوري.

الحل في اللامركزية لأجل سوريا ديمقراطية.

زر الذهاب إلى الأعلى