حواراتمانشيت

الكردُ من وجهة نظر المثقّف المصريّ

في لقاءٍ مع محسن عوض الله، الكاتب والصحفي والمهتم بالشؤون الكردية في مصر لصحيفة الاتحاد الديمقراطي، وضّح لنا بعضَ النقاط الأساسية من وجهة نظر المثقفين المصريين.

في البداية تحدثنا عن أنه ما وجهات التقارب الفكري ( الكردي – المصري) تجاه الأدلجة الإسلامية (الشوفينية منها)؟

أجاب عوض الله: أعتقد أنّ هناكَ مقاربة كبيرة في التعاطي المصري والكردي تجاه قضية التطرّف والإرهاب بشكل عام، ففي مصرَ تعتبر الجهاتُ المسؤولة وقطاع كبير من المصريين أنّ جماعة الإخوان التي تأسّست في عشرينات القرن الماضي هي الوعاء الذي خرجت منه جميع تيارات العنف السياسي المنتسبة زوراً بالإسلام، كما أن هناك دعوات مستمرة في مصرَ لتجديد الخطاب الديني، بلغت ذروتها بدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لما أسماه ثورة دينية في الفكر الإسلامي. على الصعيد العسكري تشنّ القوات المسلحة المصرية عمليات عسكرية على خلايا داعش الموجودة بشبه جزيرة سيناء، وهو نفس ما تفعله قوات سوريا الديمقراطية التي تواجه التنظيم بمعقله الرئيسي بمدينة الرقة السورية واستطاعت أن تحرّر العديد من المدن السورية مثل منبج وكوباني والطبقة من عناصر التنظيم الإرهابي

 وأكد عوض الله النظرة السائدة تجاه محاربة داعش، سواء في العراق أو في سوريا من قبل المثقف المصري. قطاع كبير من المثقفين المصريين يعزو هذه النظرة للنجاحات التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية في مواجهاتها مع داعش، حيث نجحت “قسد” التي لم يمر على انشائها سنوات أقل من أصابع اليد الواحدة. وأحدثت طفرة في محاربة الإرهاب بالمنطقة وتحقيق ما عجزت عنه دول التحالف قبل ظهور قوات سوريا الديمقراطية .

وتطرق الحديث مع عوض الله عن وجهة النظر تجاه قضية المرأة بشكل عام وتجاه المرأة الكردية بشكل خاص , ومدى أخذها لدورها في بناء المجتمع؟

قال عوض الله: إن المرأة في المجتمع حصلت على كامل حقوقها بنسبة كبيرة، حيث يوجد لهم تمثيل كبير بالبرلمان ويشترط القانون الانتخابي وجودهم بالقوائم الانتخابية، كما وصلت لمنصب محافظ إقليم، فضلاً عن وجود أكثر من وزيرة بالحكومة٠

أما المرأة الكردية تعتبر حالة خاصة في الشرق الأوسط،  فالكرديات يعتبرن نموذج مختلف يصعب تطبيقه بالدول العربية خاصة مع تشكيل قوات حماية المرأة ضمن الفصائل العسكرية للكرد بالإضافة لوضع نساء كرديات كمتحدثين لعملية عسكرية كبيرة مثل جيهان شيخ المتحدث باسم غرفة عمليات غضب الفرات. على المستوى السياسي يعتبر نموذج الرئاسة المشتركة أكبر تجسيد للدور الكبير الذي لعبته المرأة الكردية في بناء المجتمع.

وأضاف عوض الله في حديثه عن السبب وراء عدم تسليط الضوء على القضية الكردية بشكل عادل من خلال الإعلام المصري؟

القضية الكردية أحد القضايا المجهولة بالنسبة للمصريين نتيجة لضعف التغطية الإعلامية الخاصة بها والصورة الذهنية المترسخة في ذهنهم للأسف بأن الكرد يريدون تقسيم الوطن العربي لصناعة دولة خاصة بهم؛ وأعتقد أن الكرد يتحملون جزءاً كبيراً من هذه الصورة المغلوطة، لعدم سعيهم لتعريف أنفسهم للشعب المصري من خلال قناة فضائية تعرض الثقافة الكردية والمصرية معاً وتخاطب المصريين وتلفت انتباههم بالدراما الكردية، كما تفعل دولٌ مثل الهند وتركيا التي لا تخلو قناة مصرية من أعمال درامية لهم.

التجاهل الإعلامي للقضية الكردية يرجع لعدم إدراك وسائل أعلام مصرية بطبيعة القضية الكردية وتبنيهم مواقف مسبقة عن الكرد فضلاً أن وسائل الإعلام المصرية في معظمها ممولة من أنظمة لا تحمل مواقف إيجابية تجاه الكرد، وهو ما يعزز الحاجة لفضائية كردية باللهجة المصرية .

ومن ثم انتقلنا في الحديث إلى أين تتجه سوريا عامة والمنطقة الكردية بشكل خاص في ظل التعنت التركي والتأزم الدولي القائم؟

أعتقد أن مسألة رحيل بشار الأسد أصبحت وقتية، فقريباً ستتخلى عنه موسكو وفق اتفاق مع واشنطن يحفظ للروس مصالحهم بالمنطقة؛ وقد يكون هذا التجاوب الروسي دعماً للرئيس الأمريكي ترامب الذي تواجه إدارته اتهامات بشان علاقتها بموسكو .

وأضاف بعد رحيل الأسد سيتم تقسيم سوريا تحت غطاء فيدرالي يعطى القوميات والأقليات إدارات ذاتية تشبه الحكم الذاتي، تخضع هذه الإدارات للدول المتحكمة في الأزمة السورية مثل تركيا وروسيا وإيران وأمريكا .

ونوه عوض الله أن مسألة تقسيم سوريا أو فيدراليتها قد تثير لغط داخل الشارع العربي ودوائر الحكم بالمنطقة .

وفيما بعد سألنا ما هي وجهة نظر المثقف المصري تجاه ما يحدث في تركيا هل هو انقلاب على الشرعية الدستورية أم تعبئة شعبية لسلطة فردية أم اقتراع ديمقراطي حر لإرادة الشعب؟

قطاع عريض من المثقفين المصريين ينظرون للاستفتاء التركي الأخير على أنه رِدّة تركية لزمن السلطان العثماني؛ فأردوغان جمع كل السلطات بيديه وأصبح الآمر الناهي. أعتقد أن سياسات أردوغان الداخلية من اعتقالات وتسريح موظفين بزعم انتماءهم لحركة كولن أو قتالهم لكونهم كرد لن تدعم استقرار تركيا التي تحتاج لمصالح وطنية شاملة أهم بنودها الاعتراف بحقوق الكرد .

زر الذهاب إلى الأعلى