الأخبارمانشيت

السلطة الرابعة : د . علاء الدين آل رشي . رداً على الائتلاف السوري المستترك حول بيانه ضد الاتحاد الديمقراطي

في زمن الانحدار السياسي السوري بات متاحاً لمن هب ودب أن يدعي تمثيل الشعب السوري، يستوي في ذلك القاتل والمقتول، الضحية والجلاد، الخائن والشريف…

كلٌّ يدعي الريادة والنضال والسورية وصد المؤامرة.

حتى رايات وأحزاب السلطة وميليشياتها التي تناسلت خلال مدة وجيزة من زمن الاحتضار السوري، أصبحت تسمي منتسبيها مناضلين وشهداء ووطنيين، فأصبحت كلمة وطني وشريف وشهيد تعني كل منتم أو منتسب لحزب مــا، فتساوى في النضال والوطنية والشهادة المعارض للسلطة والمنبطح، والمكافح القديم ومن لا تاريخ ولا مرجعية له، إنه زمن المسخ السياسي حقاً. كثر الأدعياء وعز الأصلاء الأصفياء…

فيما استمر صراع الإنسان السوريِّ مع الوثن السياسي في دمشق، استمر المعارضون في أكثريتهم في خدمة الممول والقيام بدور وظيفي وكالة عن المحرك البعيد عن الوطن دماً وتاريخاً وجغرافية.

حتى نكون واقعيين أليس من حق السوري أن يتساءل:

لماذا يرقص الائتلاف وهو أكبر جسم سياسي سوري معارض على أنغام غير سورية؟

لماذا لم يكن الائتلاف صخرة صلبة يقف عليها السوريون؟

لماذا وهو من المفروض أن يمثل الشعب السوري بات يمثل في جسد الشعب السوري؟

أهكذا يطلب من جسم دعمته في البداية الارادات الدولية، والتف حوله الملايين أن يصير خدماً لمن يصرف له رواتبه وأجور سكنه في تركيا؟

أهكذا يجازي الائتلاف الشعب السوري بإيقاد الفتن بين المكونات، وكان آخرها موقفه من الكرد وقواتهم المنظمة، عدَّ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في بيان له، أن “حزب الاتحاد الديمقراطي” وكل القوى الأمنية والعسكرية العاملة بالتنسيق معها تنظيمات إرهابية. في الوقت الذي استمرت فيه المعارك بين تنظيم “داعش” وقوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وبين تنظيم “داعش” الإرهابي وقوات النظام السوري، في مدينة الرقة.

وجاء في بيان عن الدائرة الإعلامية التابعة للائتلاف: “يعتبر الائتلاف الوطني السوري حزب الاتحاد الديمقراطي وفروعه الأمنية والعسكرية تنظيمات إرهابية، ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.

وأوضح البيان أن الجرائم التي ارتكبها الحزب: “تشمل عمليات قتل وتصفية خارج القانون، وتهجير​ ​آلاف السوريين من مختلف المكونات من بلداتهم وقراهم، واستخدام أساليب القمع والإرهاب بحق القادة السياسيين وناشطي الحراك الثوري في المناطق التي تحتلها مليشياته، واعتقال قسم منهم ونفي آخرين إلى خارج سوريا، في أساليب مشابهة لما يقوم به النظام والمليشيات الإرهابية”.

في هذا البيان الائتلافي التركي السوري يظهر مدى التناغم بين المصلحة التركية وطيف المعارضة المنخرط بالائتلاف، وبغض النظر عن التهويل الوارد في البيان والذي من الممكن أن يستخدم ضد الائتلاف ومكوناته التي لها علاقات مباشرة مع منظمات إرهابية، لا يخفى ذلك على أحد ويبقى السؤال الوطني السوري!

أهكذا يعامل الائتلاف المعارض المكون الكردي وأحزاب تفوقه في العمر مناكفة للنظام ممن دخلوا السجون بسبب رفضهم سطوة الأسد، يعاملهم بإملاء الاستخبارات التركية لا بواجب الضمير السوري؟ …

الائتلاف الوطني الذي كنا نتوقع أن يقوم بمصالحة واسعة مع الكرد وفي مقدمتهم الأحزاب المنطوية تحت قوات سوريا الديمقراطية، وأن يتواصل مع الزعامات الكردية عامة وفي مقدمتهم السيد صالح مسلم؟ وليس فقط التي لها صلات مع تركيا.

 هل عجز الائتلاف عن التواصل مع قوات كردية، مهما اختلف معها فهي أقل بكثير من خلافه مع النظام، وكذلك ليست شبيهة بأية تنظيم يناصره الائتلاف مثل جبهة النصرة؟

أليس الأولى بالائتلاف أن يصحح ما بدر، ويعمل على تجويد واقع فاسد كان هو جزءً كبيراً منه بل هو من صنعه؟  …

هل تذكر يا ائتلاف أن تسعة آلاف مقاتل كانوا يقاتلون تحت راية …لا يعرفون اسم صاحبها الحقيقي … ولا طريقة تمويله … ولا صورته حتى …!!

وتحرض يا ائتلاف أن يخرج الشعب في جمعة سميت: ( كلنا جبهة النصرة) في مظاهرات عارمة في تاريخ ١٤/١٢/٢٠١٢م، وهو لا يعرف من هذا الجولاني ولا صورته ولا اسمه حتى، وتحرض يا ائتلاف أعمدة في قيادات الجيش الحر والائتلاف السوري المعارض والمجلس الوطني السوري ليدافعوا عن تصنيف جبهة النصرة بأنها إرهابية في عام ٢٠١٢م … وهم لم يلتقوا بالجولاني ولا يعرفونه ولا يعرفون من وراءه …..

حارتنا ضيقة يا ائتلاف وقد ظهر من هو الإرهابي حقاً!

أليس عيباً أن يموت الشرفاء اختناقاً في بلد يقتله حاكم مجرم ومعارضة غبية لا تملك إلا أن تكون في دائرة المفعول به؟

يا ائتلاف هل كان صعباً عليك؛ وأنت تجالس بشار الجعفري وتجالس الممثلين عن النظام أن تجلس مع الكرد وأحزابهم بعيداً عن الإملاء التركي واجهزته؟

لقد وقعت في الفخ يا ائتلاف فأنت اعلنت تابعيتك تماماً، وبتَّ بوقاً إعلامياً لتركية التي نجحت في تصدير مشاكلها إلى الداخل السوريّ؟

كثيرةٌ هي التساؤلات التي لا ننتظر إجابة عليها. لكن لا تنسوا أيها الموظفون في تركيا أنكم تواجهون أبناء سوريا والتاريخ لن يرحمكم.

منذ متى نحن كسوريين ننظر إلى قوى كردية وقوى عربية إلا بعد أن فتنت يا ائتلاف بالدولار وبالليرة التركية، المعارض يا ائتلاف ليس فقط من يشتم النظام ويدعو إلى إسقاطه، ولا ذاك الذي يملأ الدنيا صخباً هنا وهناك، تارة مستنكراً وأخرى مندداً، ومرات أخرى متظاهراً وشاجباً.. نعم كل ذلك يدخل في باب المعارضة ولكن.. ما ذا بعد الشجب والتنديد والتظاهر و و؟؟

المعارض هو إنسان ابن وطن أولاً قبل أن يكون شيئاً آخر.. وليس صاحب حساب بنكي تديره أجهزة الاستخبارات … المعارض كائن يعلي من قيمة الإنسانية والتعددية والمصالحات إلى درجة التقديس الذي تستحقه.

المعارض هو الذي يوقف حياته على قضية الحرية بمعناها المجرد: حرية العقل والضمير واليد، حرية المعتقد والإيمان والممارسة..

المعارض يا ائتلاف لا ينفصل عن مجتمعه، ولا ينزوي أروقة الممول، بحيث يجعل منها سياجاً يطوقه .. ولا يستعلي على الناس بممارساته، ولا يعتقد أن العناية الإلهية قد اختارته لقيادة الأمة وزعامتها..

المعارض هو الذي يؤمن بأنه جزءٌ لا يتجزأ من المجتمع، بل هو ضمير المجتمع، الممثل لقيمه العليـا في أبهى صورهـا.. هو القدوة في الممارسة والسلوك، الموضح الشارح لقيم الحرية والعدالة والمساواة، هو الملهم للآخرين، وهو الذي يؤمن أن شعبه يستحق الأفضل والأحسن.

كنت أتوقع أن تقوم بمبادرة تصحيح وتصويب؛ وإنابة إلى الشعب بعد طول غياب واستلاب، فإذا بك يا ائتلاف تقوم بما لا يحقق إلا المزيد من ارتهانك لإرادة الدول الموظِفَةِ لك …

كيلا تختلط المفاهيم، ولا تلتبس الأدوار، شهادة للتاريخ والوطن، واستحضاراً لروح شهداء النضال الحقيقي وشهداء الوطن .. لا ننكر وجود أخطاء بل وانتهاكات من كل القوى السورية إسلامية وكردية وعربية وووو لكن؛ لماذا أنتم تطففون؟ لماذا كل ما يتعلق بأجندة تركيا السياسية وعلاقتها بالكرد تنتصبون حماة عن تركيا ولو على حساب كرامة الشعب السوري …

يا ائتلاف لو أنك صرفت ربع جهدك للتفاهم مع الأحزاب الكردية التي تصفها بما جاء في بيانك، لو أنفقت ربع جهدك وربع نفقاتك في المصالحة؛ كان أنقى وأرقى لك سمعة وتاريخاً وموقفاً سورياً مُشَرِّفَاً، ولكن إذا وضعتنا في خيار بين أن اكون عضواً في الائتلاف التركي أو أن أكون سورياً فاسمع الآتي:

الائتلاف السوري إرهابي ولا يمثل إلا الدول المُوظِّفة له.

اسمعها من كرديٍّ سوريٍّ آمن بسوريا أولاً قبل تركيا وقبل روسيا وامريكا …

أولاد الكرد من السوريين الشرفاء أصحابُ حقٍ وسينتصر الحق لا محالة، وسيصبح الائتلاف في خبر كان “صامدون صامدون صامدون…

السلطة الرابعة : ألمانيا : د. علاء الدين ال رشي :  مدير العلاقات العامة في المركز التعليمي لحقوق الانسان .

من صفحة الزميل سمير متيني

زر الذهاب إلى الأعلى