الأخبارمانشيت

التغيير الديمغرافي… الوجه الحقيقي للاحتلال التركي

عفرين هي مدينة سورية لها تاريخ قديم وآثار عريقة لذلك يقوم المحتل بشتى أساليبه طمس المعالم التاريخية

والاجتماعية لهذه المنطقة من خلال عملية التغيير الديمغرافي في عفرين، وتوطين العرب والتركمان في منازل

الأهالي الأصليين لا يقتصر هذا فقط على كونه هاجساً يثير مخاوف السكان بعدما بل أصبح واقعاً دخل حيز

التنفيذ بشكل فعلي. ووفق مصادر محلية بمناطق متفرقة في عفرين فإن عملية التغيير الديمغرافي تجري على

أرض الواقع على قدم وساق.

ما هو الهدف من عمليات التغير الديمغرافي التي تسعى إليه أنقرة جرّاء هذه الأعمال الوحشية؟

يُمكن تصنيف الاستراتيجية التركية من خلال عمليات التهجير القسري والتغيير الديمغرافي على النحو التالي:

أولاً: التدمير المُمنهج للمناطق المحتلة مما يجعل الحياة الإنسانية فيها مستحيلة، كما يجعل إعادة بنائها صعبة

جداً في ظل الظروف الراهنة، وبالتالي عدم تفكير السكان الأصليين بالعودة اليها حتى لو انتهت الحرب الطاحنة

وتوقفت عجلتها القاتلة في سوريا.

ثانياً: تفكيك المجتمعات المحلية وعدم قدرتها على الصمود والبقاء، وعدم السماح بعودة أهالي تلك المناطق

بحسب مُكوّناتهم.

ثالثاً: إطالة أمد الحرب في سوريا وتعقيد الحل السياسي، الأمر الذي من شأنه أن يدفع المُهجَّرين إلى الاستقرار

في أماكن تواجدهم وأن تُصبح آمالُ عودتهم ضئيلة جداً أو مستحيلة.

رابعاً: الاستيلاء على المُمتلكات وخاصةً الأصول التي يمتلكها الكُرد كما يحدث في عفرين من خلال شراء

العقارات عن طريق شبكة سَماسرة يخضعون للاستخبارات التركية.

منذ قيام الدولة التركية مع مرتزقتها من شتى الفصائل الإرهابية باحتلال عفرين لجئت الى سياسة السرقة ونهب

خيرات عفرين كما وقامت بتغير ديمغرافي في عفرين بكافة الوسائل التي أتيحت لها اقتصادياً وسياساً ومدنياً

وتجسدت هذه الانتهاكات والسرقات من الناحية الاقتصادية مع بدء الاحتلال بنهب محصول القمح وادخال

الحصادات التركية عبر الحدود إلى أراضي المقاطعة وحصد محصول القمح وتهريبه إلى تركيا.

وفي نفس السياق باشر الاحتلال التركي عبر مرتزقته ومجالسه التي شكلها والتي تتكون من بعض العملاء

المحسوبين عليه بفرض قوانين جديدة تخص محصول الزيتون بشكل خاص في خطوة يفهم منها، بحسب الأدلة والبراهين.

أن الاحتلال التركي عازم على سرقة ونهب محصول الزيتون بشكل كامل وتهريبه إلى الأراضي التركية لما يشكله

هذا المحصول من قيمة اقتصادية كبيرة.

عمد الاحتلال التركي إلى تخفيض سعر شراء المحصول من الفلاحيين مقارنة بأسعار الإدارة الذاتية قديماً بنسبة

٧٥ % إضافة إلى الضرائب التي فرضها الاحتلال التركي من خلال مرتزقته ومجالسه على أشجار الزيتون

والتي قدرت بمبلغ ٢٠٠٠ ليرة سورية على الشجرة الواحدة أي أن عائدات الاحتلال التركي من محصول الزيتون بلغت ٨٠ مليون دولار حسب “صلاح ايبو” نائب رئيس هيئة الزراعة في مقاطعة عفرين المحتلة لوكالة فرات للأنباء ANF

ولم تقف سياسة الاحتلال التركي ومرتزقته هنا فقط بل واتجهت إلى تغير ديمغرافية عفرين، حيث قامت بتهجير

السكان وتغير أسماء المناطق والمحلات كما وقامت مرتزقته بصبغ المحلات التجارية بإعلام مرتزقة الاحتلال

التركي

التغير الديمغرافي الممنهج في عفرين بتاريخ 24 – 9 – 2018

وتفيد الأنباء الواردة من مدينة كوباني شمال سوريا، أن أعداد المُهجرين العفرينيين في تضاعف مُستمر، وأنه

لم تعد هناك منازل خالية في كوباني، ليضطر الأهالي هناك إلى نقل العائلات العفرينية إلى القرى الواقعة في

محيط “كوباني المدينة”…

هذه الانباء تتقاطع مع أخرى حول استمرار فرار العائلات الكُردية من عفرين إلى “شرق الفرات”، وهي

بطبيعة الحال نتيجة لفقدان الامن وسيادة عقلية العصابة والفوضى، وغياب القانون ضمن كامل المنطقة الكُردية

التي تحتلها تركيا بالقوة العسكرية حالاً…

تثبت هذه المعلومات مما لا يدع مجالا للشك، أن الغاية الأساسية للغزو التركي المدعوم بفصائل إخوانية

متطرفة تعرف بمسمى “الجيش الحر”، هي نشر “الإرهاب والفوضى”، نحو هدفها المنشود في “التغيير

الديمغرافي”…

الآن، تتعرض منطقة عفرين الكُردية إلى التطهير العرقي، والذي يجري بشكل تدريجي بعيداً عن رقابة

وسائل الإعلام والمنظمات الدولية، إضافة إلى تغيير معالم المدينة، ومحاولة تتريكها، عبر نشر اللغة التركية

على اللافتات، ونشر العلم التركي فوق الدوائر الرسمية…

يجري هذا في الوقت الذي تتخذ في المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان حالة من الصمت المريب، لتتجدد

الإشارة إلى أن المنظمات الصامتة مُتهمة بكونها راضية وشريكة فيما يتعرض له الكُرد داخل عفرين…

الاحتلال التركي يغير هوية الانتماء:

يواصل الاحتلال التركي سياساته الاستعمارية الهادفة إلى تغيير ديمغرافية مقاطعة عفرين المحتلة. فبعد

إصداره بطاقات شخصية تعرف ببطاقة اللاجئ للمواطنين الأصليين في المقاطعة تحت ذرائع مختلفة منها

الحصول على المعونات والخدمات الصحية، أصدر الاحتلال التركي مؤخراً بطاقات شخصية للمتعاملين معه

والموظفين من قبلهم في المجالس المحلية التي شكلها بعد احتلاله لمقاطعة عفرين.

كما تحتوي البطاقات الصادرة من الاحتلال التركي على المعلومات الشخصية لحاملها باللغتين التركية والعربية

وفي أعلى البطاقة يظهر العلم التركي بوضوح في إشارة إلى نية الاحتلال الصريحة باقتطاع جزء من الأراضي السورية وإلحاقها بأراضيها.

الهوية التي يعطيها الاحتلال التركي لسكان عفرين بغرض تغير ديمغرافيتها وهويتها

يجبُ التنويه على خطورة عمليات التغيير الديموغرافي الذي ترسمه تركيا وتُحاولُ فرضه على الواقع السوري

لما له من تَبعات مستقبلية خطيرة جداً تَخلقُ حالة من العدائية والفوضى والحقد والكراهية حتى وبعد انتهاء الحرب السورية، وتُؤسّس لحالة من الانقسام داخل المجتمع السوري وإحداث شرخ عميق في بُنية وتركيبة المناطق المحتلة من قبل تركيا.

وبالتالي لن يكون هناك من حل في عفرين بدون دخول قوات دولية، ووضع عفرين تحت الحماية الدولية

لوقف سياسات التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي التركي، والذي سيستمر ما دام العالم مستمراً في صمته!

فَخطورة التّغيير الديمغرافي أشد فَتكَاً من كل القذائف التي سقطت على سوريا طيلَة سنين الحرب لما تعكسُه من حالة تعصُّب وتَمَذهُب وضرب للتَّعايُش السلمي واللُّحمة الوطنية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الإدارة الذاتية الديمقراطية في روجآفا شمال سوريا –

الإدارة الذاتية في عفرين

لجنة توثيق وإعداد الملفات

روجآفا / شمال سوريا القامشلي – 26/9/2018

Emaild.k.derve.r.x@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى