مانشيتمقالات

اردوغان ومعركته الأخيرة

عبدالباسط أوسو

أردوغان الذي عاث في تركيا منذ أكثر من عشرين سنة ظلماً واجراماً ورعباً وإرهاباً، وجعل من تركيا أن تكون من أكبر الدول التي تُرتكب فيها انتهاكات حقوق الانسان.
أردوغان الذي استأثر بالسلطة التنفيذية وتجاوز على سيادة القانون والقيم الديمقراطية واستقلال القضاء والحريات الأساسية، وخاصة حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة وملاحقة الصحفيين واعتقالهم تعسفياً.
أردوغان الذي مارس ومن خلال حكومته كل أشكال الضغط على الشعب الكردستاني وحركته السياسية، وعمل على انتشار العنصرية وممارسة خطاب الكراهية و كافة أشكال التعذيب الممنهج ضد النشطاء السياسيين والحقوقيين في عموم تركيا، وباكوري كردستان خصوصاً، يستعد بكل قوته وثقله السياسي واحتكاره لمؤسسات الدولة ونهبه للمال العام في المشاركة بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة والمزمع اجراؤها في 14 أيار من هذه السنة الجارية،
وقد عمل أردوغان وحزبه وبعناية فائقة على إعداد قوائمه للانتخابات القادمة واختيار المرشحين من الشخصيات البارزة في حكومته الحالية، أمثال سليمان صويلو وزير الداخلية، وخلوصي أكار وزير الدفاع، ومولود جاويش أوغلو وزير الخارجية وغيرهم، بالإضافة إلى اختيار مرشحين من الوسط الفني والرياضي مثل ملكة الجمال وعارضة الأزياء التركية سيدا ساريباش ولاعب كرة القدم التركي المعروف عالمياً مسعود أوزيل من أجل استقطاب أصوات مختلف شرائح المجتمع في مواجهة تحالف الأمة الذي يضم أشهر أحزاب المعارضة التركية بقيادة منافسه الأقوى “كمال كليجدار اوغلو” زعيم حزب الشعب الجمهوري الذي تعهد بإلغاء النظام الرئاسي الذي أسسه أردوغان، وإعادة تركيا إلى الديمقراطية البرلمانية وسيادة القانون وتحسين الوضع الاقتصادي وإعادة تفعيل البنك المركزي في محاربة التضخم ومعالجة أسباب انهيار الليرة التركية.
ولا يخفى على أحد قوة الصوت الكردي الذي يمثله حزب الشعوب الديمقراطي، وقد أعلن عن موقفه بأنه لن يتقدم بمرشح للانتخابات الرئاسية، وأبدى استعداده ضمنياً لدعم المعارضة المتمثلة في تحالف الأمة الذي يقوده كمال كليجدار اوغلو ضد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
الكل يترقب بشغف وينتظر نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في موعدها المحدد في 14 من شهر أيار المقبل، ومدى تأثير هذه النتائج على وضع تركيا داخلياً وموقفها السياسي خارجياً وخاصة من الأزمة السورية المتفاقمة منذ عام 2013 وإعادة النظر في علاقتها مع الفصائل المسلحة في شمال غرب سوريا، وإمكانية إعادة العلاقات رسمياً مع حكومة دمشق بقيادة الرئيس السوري بشار الأسد إذا فاز اردوغان في الانتخابات المقبلة،
وفي المقابل، إذا تمكن مرشح المعارضة كمال كليجدار اوغلو من إلحاق الهزيمة بالرئيس الحالي رجب طيب اردوغان، فهل ستتحرك أنقرة مباشرة في عهده إلى تطبيع علاقاتها مع دمشق وما هي تداعياتها على علاقاتها مع المعارضة في شمال وغرب سوريا، ومستقبل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، نحن بانتظار سماع دوي سقوط أردوغان وإن غداً لناظره قريب.

زر الذهاب إلى الأعلى