الأخبارمانشيت

إدلب: أردوغان فاسق ويريد أحياء الخلافة العثمانية

تجربةُ الاحتلالِ التركيِّ لمدينةِ جرابلسَ والمناطقَ الشماليةَ من حلب، كانتْ بمثابةِ الطعنِ من الخلفِ لكلِّ مكوناتِ الشعبِ السوريِّ في تلكَ المناطق، ويبدو أنَّ تلكَ التجربةَ أثبتتْ أنها كانتْ بمثابةِ احتلالٍ في نظرِ الشعبِ في مدينةِ إدلب، ولم تكن تحملُ صفةَ المنقذِ أو المخلصِ للشعب.

فقد علمَ المرصدُ السوريُّ لحقوقِ الإنسانِ من عددٍ من المصادرِ الموثوقةِ، أنَّ خطباءَ مساجدَ في ريفِ إدلب، وجهوا خطبهم يوم الجمعة للحديثِ حولَ التحركِ التركيِّ للدخولِ إلى إدلب، بعمليةٍ مشابهةٍ لما جرى في ريفي حلبَ الشماليَّ والشماليَّ الشرقيّ، والتي سُميت بـ (درع الفرات) وسيطرتْ خلالها القواتُ لتركيةُ والفصائلُ المقاتلةُ والإسلاميةُ المدعومةُ منها على مساحاتٍ واسعةٍ ممتدةٍ من جرابلسَ إلى مدينةِ البابِ وصولاً إلى بلدةِ الراعي.

المصادرُ الموثوقةُ أكدتْ للمرصدِ السوريِّ لحقوقِ الإنسانِ أنَّ خطباءَ المساجدِ في عدةِ مناطقَ بريفِ إدلب، نعتوا الرئيسَ التركيَّ رجب طيب أردوغان بـ “الفاسق”، وأنَّ ما يقومُ بهِ مع قواتهِ العسكرية، إنما هو “مشروعٌ استيطاني” في سوريا، وهو “إحياءٌ للخلافةِ العثمانية”، وأنَّ على السوريين مواجهةُ هذا المشروع، فما انقسم المصلونَ في تلكَ المساجدِ بينَ محايدٍ ومعارضٍ ومؤيدٍ لهذا التدخلِ التركيّ، فيما يسودُ تخوفٌ بينَ أبناءِ وقاطني إدلب من حدوثِ اقتتالٍ داخليٍّ بين الفصائل، على خلفيةِ هذا التدخل التركي.

ونشرَ المرصدُ السوريُّ لحقوقِ الإنسانِ بعد ظهر يوم السبت/ 13 / مايو – أيار/ 2017، أنَّ مجموعةً من المشايخِ بدأوا بتوزيعِ بيانٍ على علماءِ دينَ سوريين متواجدين في تركيا، ومقربينَ من السلطاتِ التركية، وعلماءَ دينَ موجودينَ داخلَ الأراضي السورية، وذلكَ من أجلِ إعطاءِ “فتوى شرعية” لدخولِ القواتِ التركية، والمشاركةَ مع فصائلَ معارضة من أجلِ السيطرةِ على محافظةِ إدلب، وإنهاءِ تواجدِ المجموعات الجهادية فيها من “هيئةِ تحريرِ الشامِ ومجموعاتَ أخرى جهادية”، ويأتي هذا التحركُ بعد الاتفاقِ التركيِّ – الروسيِّ – الإيرانيّ، من أجلِ إنشاءِ مناطق آمنة لـ “تخفيفِ العملياتِ القتالية”، ولم يلقِ هذا التحركُ حتى اللحظة الترحيبَ الكبير، فيما تذرعَ البيانُ بدخولِ القواتِ التركيةِ لـ “حماية السوريين من قصفِ طائراتِ النظامِ، وتمكينِ المواطنينَ من إدارةِ مناطقهم”، في حينِ يُشارُ إلى أنَّ القواتَ التركيةَ دخلتْ مع فصائلَ مقاتلة وإسلامية إلى الأراضي السورية تحت مسمى عملية (درع الفرات)، في الـ 24 من آب / أغسطس الفائت من العام 2016 المنصرم، وسيطرتْ على مساحةٍ ممتدةٍ من جرابلسَ إلى الباب، ومن البابِ إلى منطقةِ الراعي، والتي كانَ يسيطرُ عليها تنظيمُ “الدولة الإسلامية” في وقتٍ سابق.

كما نشرَ المرصدُ السوريُّ لحقوقِ الإنسانِ صباح يوم السبت / 13 / مايو – أيار / 2017 أن توتراً يسودُ الريفَ الشماليًّ لإدلب، بالقربِ من الشريطِ الحدودي، إثر قيامِ حركةِ أحرارِ الشامِ الإسلاميةِ باعتقالِ قائدِ تجمعُ فاستقم كما أُمِرتْ، وتطويقها لمقراتِ التجمع، ترافقتْ مع الاستيلاءِ على أسلحةِ التجمعِ والعتادِ الموجودِ لديها في باب سقا بريف إدلب الشمالي، حيثُ أكدتْ مصادرَ موثوقة للمرصدِ السوريِّ لحقوقِ الإنسانِ أن هذا التحركَ من قبلِ حركةِ أحرارِ الشامِ الإسلامية جاءَ كتصرفٍ استباقيٍّ لاحتمالِ قيامِ هيئةِ تحريرِ الشامِ بمصادرةِ أسلحةِ “تجمع فاستقم كما أمرت” وتجمعاتَ وفصائلَ أخرى عاملةً في الريف الإدلبي، ضمنَ إطارِ المعلوماتِ التي حصلتْ عليها هيئةُ تحريرِ الشامِ عن تحضيرٍ من قبلِ فصائلَ حُلَّت سابقاً بالتحضيرِ لعمليةٍ عسكريةٍ ضدَّ هيئةِ تحريرِ الشامِ بدعمٍ إقليمي.

المصدر: المرصد السوري لحقوق الإنسان

زر الذهاب إلى الأعلى