مقالات

أيها القابضون على جمر الكردايتي

مصطفى عبدو

في وقتنا هذا حتى الأطفال أصبحوا يتحدثون بالسياسة، ولهم طريقتهم في تحليل العديد من القضايا السياسية، وصاروا يعرفون القوى السيئة في المجتمع والتي تقف في وجه تضافر الجهود للوصول إلى صيغة ولقاء يجمع شتات الكرد، ولا شكَّ في أنَّ الوحدة قوةٌ، فمَنْ الذي له مصلحة في إضعاف الصف الكردي؟ لا شكَّ هو نفسه الذي له مصلحة في عدم شمولية المؤتمر الوطني الكردستاني ليضم الجميع، وفي إضعاف الكرد في هذه المنطقة. سيما وأن بينَ الكرد من الروابط ما يصعب تحطيمه. وهذا النسق من الإضعاف هو استهداف للكرد، والعبث بالكرد ماضياً وحاضراً ومستقبلاً بالمقام الأول.

من المعلوم أن لكل فشل نُخبة متواطئة تواكبه وتنظّر له، وهي نُخبة تكره الآخر بطبيعتها، لأن تكوينها قائم ومستند إلى إرث ثقافي ملخصه التبعية للآخر. وهذه معضلة لا حل لها سوى باستكمال السير قدماً نحو تحقيق المؤتمر وترسيخه بسياسات اجتماعية واقتصادية تفتح المجال واسعاً لاستيعاب أوسع الأطراف السياسية في هذا المشروع الوطني، وبذلك فقط تُعزل هذه “النُّخبة المتواطئة” ويضعف تأثيرها المخيف.

الكرد, قوّة كامنة وشعبٌ حيّ يجعلان من التشتت والتفرقة ومن كل الوسائل التي تحاول الإساءة إلى وحدة الصف الكردي ظاهرة هامشيّة. فلا خوفَ إذن من استثمار الكرد ولا من أي من المشاريع الأخرى، وعلى الأحزاب والمنظمات والنقابات والمؤسّسات السياسيّة والثقافيّة والدينيّة الوطنيّة الكردية أن تسارع وبمسؤوليّة الكردستاني.

أننا نؤمن بأن قوتنا بوحدتنا، وقد عملنا جاهدين وبكافة المراحل على لم الشمل وجمع كافة الأطياف؛ لنصل إلى ترتيب الكل الكردي في إطار مؤتمر وطني كردستاني, بالرغم من محاولات التنصل من قبل البعض. إلا أن دقة المرحلة التي نمر بها تتطلب وحدة الصف؛ والجهوزية أمام الاستحقاقات، والمتانة في استخدام وفرض تنفيذ القرارات الأممية التي تخصنا، والتي سنحصل عليها قريباً.

من هنا نؤكد على ضرورة تكثيف الجهود من أجل إنهاء الانقسام الداخلي ومواجهة تداعياته. ونشدد على أن المواطن الكردي هو من يدفع ثمناً باهظاً جراء استمرار حالة الانقسام. ونطالب بضرورة زيادة فاعلية جهود تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام باتجاه إعادة بناء الجدار الكردي. وتدارك المأساة التي يعشها الشعب الكردي.

 يجب عدم الاستسلام لليأس ولا بد من الاستمرار في العمل الجاد والضغط على صناع القرار السياسي لإنهاء حالة الانقسام. فأخطر ما يهدد الكرد هو تفتيت الهوية الوطنية الجامعة, ومن هذا المنطلق ندعو الجميع لتحمل مسؤولياته التاريخية والوطنية، والدفع قُدُمَاً نحو تحقيق المؤتمر.

“المؤتمر الوطني الكردستاني” خطوةٌ نتفق عليه جميعاً أن لا درب يُسلكُ غير درب الوحدة، وأن الحرية والاستقلال لن يتحققا على يد فصيلٍ دون غيره، وإنما بتكاتف الكرد  كافة وتلاحمهم وتوحدهم على كلمة واحدة مهما اختلفت فصائلهم ومرجعياتهم الفكرية، وأننا ككرد قدرنا أن نعيش سوياً مهما اختلفنا، فخيرٌ لنا أن يبني الساعد مع الساعد. يكفينا مشاحنات وملاسنات بين أبناء هذا الفصيل وذاك، وليدرك الجميع أننا لا نرضى بغير وحدة الصف الكردي، وبأننا نرفض كل المحاولات المشبوهة من أي جهة أو فرد للوقوف في وجه هذه الوحدة وإفشالها، وأن الوحدة الوطنية مرجعيتها الشعب الكردي بكافة أطيافه، وأساسها حماية الحقوق الثابتة لهذا الشعب لا التفريط فيها. فأين أنتم من كل هذا أيها القابضون على جمر الكردايتي؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى