مقالات

ألم يحن وقت انهيار النظام التركي بعد!

دوست ميرخان

لا ينفك رئيس النظام التركي أردوغان بالقول: بأنه سيعمل على توسيع نطاق مستعمرته في غرب الفرات ليخرج في صباح اليوم التالي بتجديد تهديداته تلك بالانتقال من مدينة سورية إلى أخرى ممتطىً خذلان وصمت المجتمع الدولي بتوسيع نطاق غزواته إلى شرق الفرات بعد أن احتل جيشه المدعوم بآلاف المرتزقة من بقايا تنظيمات القاعدة والتي يستخدمها النظام التركي في غزواته وتحقيق أجنداته داخل الأراضي السورية، وكانت آخرها “غزوة الفتح” على مدينة عفرين التي وقعت تحت سطوة الاحتلال التركي وبقايا مجموعات القاعدة التي مارست كطبيعتها أعمال سلبٍ ونهبٍ وتخريب لممتلكات سكان المدينة.

أردوغان وكعادته خرج أمام الآلاف من الممسوخين والمتسولين التابعين له، ليتفاخر بعمليات السلب والنهب والقتل التي قامت بها مرتزقته في مدينة عفرين التي اضطر سكانها لمغادرتها خوفاً من الانتهاكات اللاإنسانية التي كانت ستُرتكب بحقهم والتي يشتهر بها الغُزاة الأتراك وجماعات الارتزاق وقطاعي الطرق المعاصرين.

أردوغان خرج ليقول للمجتمع الدولي الذي منحه براءة الذمة في القتل والإجرام بأنه مستمر في عملياته الإجرامية وغزواته الهمجية، وبأنه سينطلق بجحافله صوب منبج وكوباني ورأس العين وقامشلو وصولاً إلى شنكال وموصل وكركوك، وكأنه في حالة هذيانٍ يعيد بها أمجاد أجداده الغزاة.

 لكن ماذا لو فعلها أردوغان خاصة أن حلفاً كحلف الناتو قد بدأ عليه الذعر والنكوص، ومجلساً دولياً كمجلس الأمن الذي تم تأسيسه أصلاً لتكريس سلطة قوى الهيمنة الكبرى والتي تستخدم أذرعها الصغرى كأدوات في تحقيق وترسيخ سلطتها وعلى حساب أي اعتبار قانوني وأخلاقي وإنساني فالمهم بالنسبة لها توسيع رقعة الهيمنة.

 يتساءل البعض هل سيواجه أردوغان حليفه في الناتو على الأرض السورية وبالتالي سيكتب سيناريو النهاية لنظام أردوغان على غرار نظام صدام حسين البعثي؟ أم أن سياسات اردوغان مجرد ارتدادات يهدف بموجبها مكتسبات يرسخ بها دكتاتوريته في الداخل التركي. بطبيعة الحال ستكون القوات التركية ومرتزقتها أمام مواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية بدءاً من منبج وانتهاء في الموصل في حال لو نفذ أردوغان ما يَعِد به أنصاره ومجلس الأمن الدولي.

أردوغان وأمام أنصاره يقول بأنه أحبط اللعبة الخفية التي كانت تقوم بها قوة خفية وقصده هنا الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي الذي غض الطرف عن عمليات تجنيد وتأهيل أردوغان لآلاف المرتزقة من بقايا داعش ومجموعات القاعدة لغاية تدركها إدارة واشنطن.

يتساءل البعض، وأين قوات سوريا الديمقراطية من تهديدات أردوغان، بالطبع قوات سوريا الديمقراطية الحليف الميداني بالنسبة لواشنطن وللتحالف الدولي، وهذا هو محور الصراع والخلاف التركي –الأمريكي، من المعلوم لم يكن هناك أي تواجد أمريكي في عفرين يمنع تركيا من استخدام طيرانها في أجواء عفرين على الأقل، لذا فقد استغلت تركيا هذا الغياب واستخدمت شتى وسائل الدمار والتدمير في عفرين، وقوات سوريا الديمقراطية قاومت حتى اللحظة الأخيرة من انسحابها.

من هنا نرى بأن أي عملية تركية في منبج أو في شرقي الفرات ستكون حافلة بالمخاطر وستكلف النظام التركي الكثير، والزيارة الأخيرة لوفدٍ من الخارجية الأمريكية لمدينة منبج ولقائهم مع مسؤولين في الإدارة الذاتية الديمقراطية وتأكيدهم على إنهم لن يسمحوا بأي توغلٍ أو احتلال تركي للمدينة ربما يكون جواباً على مجمل التهديدات التركية بشأن شرق الفرات، كذلك فأن نبرة خطاب المسؤولين الأتراك كانت شديدة اللهجة خلال الأيام الأخيرة الماضية تجاه التحالف الدولي وأمريكا ووجودها في المنطقة، وهذه الشدة في الخطابات جاءت بعد إقالة تيلرسون والذي كان يعول عليه الأتراك كثيراً على عكس ما يتكهنونه تجاه وزير الخارجية الجديد بومبيو، كذلك فأن الردود الأوروبية المستنكرة تجاه عملية الاحتلال التركي لمدينة عفرين والتغيير الديمغرافي الذي يمارسه النظام التركي في الشمال السوري بدأت تظهر وبدأت الرؤية الأوروبية تتبلور شيئاً فشيء تجاه السياسات التركية-الروسية في المنطقة عموماً، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل سنشهد مواجهة تركية- أمريكية على الأرض السورية؟ خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية قد بدأت بتغيير ملامح المواجهة في الصراع السوري والإقليمي والدولي، القادم من الأيام كفيل بالإجابة على هذا السؤال وهذا ليس من باب التعويل.

زر الذهاب إلى الأعلى