الأخبارمانشيت

أكاديمي عراقي: فقط الدول الاستبدادية ترى الخطر عليها من فكر أوجلان

 

بعد ما أثبت فكر وفلسفة القائد الكردي عبد الله أوجلان بأنه فكر يهدف إلى إيجاد الحل لمشاكل وظلم واضطهاد كافة الأقليات والشعوب في العالم، ويهدف إلى العيش المشترك وأخوة الشعوب، والقضاء على الاستبدادية والمركزية في الحكم من خلال الفيدرالية ونظام الأمة الديمقراطية، لذلك بات ذلك القائد عدواً وانفصالياً وحتى إرهابياً في نظر تلك الامبراطوريات والديكتاتوريات الفاشية ومنها الدولة التركية، وبهذا الشأن قال أكاديمي عراقي أن شخصية عبدالله أوجلان شكلت خطراً كبيراً على الدولة الاستبدادية التي تتخذ من القهر والظلم وكبت الحريات أسلوباً لها, وقال “دول الاضطهاد لا تريد أن يكون في العالم ميندلى أو هوشيمن”.

وأشار الأكاديمي العراقي ومدير المعهد العراقي للدراسات الكردية في بغداد “جواد كاظم البيضاني” لوكالة روج نيوز: “إن مفاهيم القائد الكردستاني عبدالله أوجلان باتت محور اهتمام الأكاديميين والكُتّاب والشخصيات ليست الكردية فحسب، بل العربية والعالمية التي تتعقب كل نمط إداري جديد ومفاهيم مبادئ حل الأزمات وقضايا العالم”.

وعن البحث في مفاهيم أوجلان وأهدافها وأهميتها، وعوامل العزلة المفروضة عليه في جزيرة إيمرالي، أوضح مدير المعهد العراقي للدراسات الكردية “جواد كاظم البيضاني” إن قضية عبدالله أوجلان تجاوزت الإطارات الضيقة لتتعداها إلى أفق أوسع، فهي ليس قضية حزب العمال ولا قضية الكرد في شمال كردستان (كردستان تركيا) بل هي قضية إنسانية لا يمكن التغاضي عنها، أو إدراجها في مجهولات الإعلام”.

البيضاني برر رؤى أوجلان التي تختلف عن جميع الأنماط القديمة، موضحاً أن “أوجلان مناضل ومفكر خط طريقه الشائك وفق رؤية تختلف عن الأنماط الكلاسيكية التي سار عليها المناضلون في الحقب الزمنية التي سبقته, حيث جمع بين الإنسانية والنضال، وبين القومية والأممية، وامتلك الإيثار والحرص”.

ونوه الأكاديمي البيضاني إلى أن هدف أوجلان الأسمى يتمثل بوقف الظلم  ومحاربته، ولأنه مؤمن أن المناضل لن يتخل عن إنسانيته، فهو مناضل لأنه إنسان، هكذا وجد نفسه فحمل الإنسانية عمقاً, وناضل من أجل البسطاء”.

ووصف جواد البيضاني آراء قائد الشعب الكردي  عبدالله أوجلان بـ”آراء المفكر قبل أن يكون مناضل”, وأضاف “أنه يناضل ليس لأبناء قومه بل لكل شعوب الشرق الأوسط، لأنه يعرف جيداً أن هذا الشرق هو نسيج اثني معقد، وهذا التعقيد يدفع المناضل للتفكير بالآخرين وصياغة القاعدة التي تجمع هذه الإثنيات، وأن يكون الجميع شركاء توحدهم مفاهيم الإنسانية وقيمها العليا، فالإيثار يجب أن يتوافق مع مدلولات الحرص على الهوية الوطنية”.

ولفت البيضاني إلى أن الدولة الاستبدادية التي تعتمد على القهر والظلم وكبت الحريات؛ هو الأسلوب الأفضل لها في فرض إرادتها على الشعوب المضطهدة، إذ ترى شخصية أوجلان خطراً كبيراً على مخططاتها، “لذلك دول الظلم والاستعباد تكتم على عبدالله أوجلان وتعمل على محو آرائه وعقيدته الثورية من عقول الشباب في دول العالم ومن ذاكرة الإنسانية”.

وبيّن البيضاني، أن فرض العزلة على أوجلان، كون هناك من لا يريد أن يرى (ميندلى) أو (هوشيمن) جديد في العالم  في إشارة منه إلى دول تعاني من أفكاره ويضر بمصالحها ومخططاتها الاستعمارية.

وأنهى مدير المعهد العراقي للدراسات الكردية، جواد كاظم البيضاني حديثه بالقول: “إن الحقيقة التي يجهلها هؤلاء أن هناك ألف أوجلان تربوا على منهجه وهم يسيرون على خطاه، فإن سجنوه جسداً لم يستطيعوا تقييده فكراً فانتصر أوجلان. وحريٌ بالعالم المتحضر أن يعيد قراءته وأن يبعد هذا المناضل عن الحيف الذي وقع عليه”.

زر الذهاب إلى الأعلى