أكدت الدكتورة جيهان جادو أستاذة في القانون الدولي بمصر لموقع الاتحاد الديمقراطي أن العالم العربي يشهد حراكاً سياسياً منذ فترة، ومازال هذا الحِراك ينبض بفعل عده أسباب أهمها على الإطلاق هي: سأم الشعوب العربية من الأنظمة المعتادة، فهم يريدون تحرراً أكثر وعيش أفضل، لذلك كانت غالبية الثورات العربية في بادئها تنادي بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية ثم التدخل الغربي في المنطقة العربية لإحداث خلل حقيقي يُبتغى من ورائه تفكيك الدول العربية والمجتمع العربي بأثره فأصبحت معظم الدول العربية حُطاماً بفعل الثورات التي بدأت مشروعها ثم انتهت بصورة درامية تم معها طمس الحضارات في العديد من الدول في المنطقة ثم التبس الأمر وتحول إلى صورة قاتمة بفعل التنظيمات والجماعات الإرهابية التي تم تصديرها من الغرب وبعض الدول الأخرى التي أصبحت راعية لهم، لهذا أصبح العالم العربي كل يوم في شأن مختلف.
وأضافت جادو: بكل تأكيد لم تبتعد كلاً من “تركيا وإيران” عن هذا المشهد الدرامي، لأنها أصبحت جزء من صناعته، فكلاهما يريدان السيطرة على العالم العربي من ناحية حدوده، بالإضافة إلى المفاعلات النووية ورعاية الجماعات الإرهابية، كون إنها مصالح اقتصادية بحتة لا ترغب أي منهما سوى الحصول على الأموال والسيطرة على بعض الدول بشكل أو بآخر.
وِأشارت جادو إلى أن إيران تتمتع بموقع استراتيجي في غاية الأهمية، فهي تربط بين الشرق والغرب وهذا الموقع جعلها مركزاً تجارياً خاصةً من ناحية “النفط” فأصبحت تُهيمن هيمنة كبرى على بعض الدول، حيث كلما كان اقتصاد الدولة قوي كان بإمكانها الاعتماد على ذاتها قدر الإمكان ولا تخضع للمساومة من الدول الكبرى مثل الدول الضعيفة، وتصبح مُضطرة للاعتماد على الدول الأخرى فتصبح في حالة تبعية، لذلك كان لإيران دوراً كبيراً في تحركات العالم العربي في الفترة الأخيرة.
ولفتت جيهان جادو إلى أن تركيا لا تميل إلى الشرق ولا الغرب، لذلك كل قراراتها غير مدروسة، بل تعد تهوراً كبيراً، فأصبحت غير مرغوب بها من قِبل الغرب بعد رفض الاتحاد الأوروبي انضمامها له، فوجدت تركيا نفسها منكفئة ومحاصرة حصاراً كبيراً، وبدأت في فرض سيطرتها على سوريا، وبات تدخلها سافراً ليس في سوريا فقط لكن أصبحت تتدخل في شؤون العديد من الدول العربية في محاولة منها بإيجاد دور لها في المنطقة.
أما عن سُبل وقف تدخل تركيا في سوريا قالت الدكتورة جيهان جادو أستاذة في القانون الدولي بمصر: أرى بأنه لا يتم ذلك إلّا إذا تم توحيد جميع القوى السورية والاتفاق على رأي وعلى قلب رجل واحد حتى يتم التصدي لأي تدخل سواء تركيا أو غيرها من الدول الأخرى.
