الأخبارمانشيت

أبو بكر البغدادي في تركيا؟!

مصيرُ الكذب أن يُكشف؛ فحبلُ الكذبِ قصير دائماً، وأخبارٌ مزخرفّة بالوهمِ لا يمكن لها أن تضيّع الحقائق، هذا ما يحصلُ فعلاً في تحديد مكان أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الأرهابي.

من الموصل إلى الرقّة، تتناقل أخبار تواجد الإرهابي الأول في العالم، وبعدَ أيامٍ قليلة من تحريرهما معاً بالتتابع، نجد إن أبو بكر البغدادي لم يكن موجود أصلاً في كلتيهما. فالاستخبارات العراقية والسورية لم تجد ما يشير إلى تواجده هناك، على أقلِ تقدير في أيام التحرير.

العكس تماماً حصل في مدن عدة، قيادات الصفّ الأول من داعش تقهقرت بين القتلِ والسجن، وهذا الأمر يقودنا إلى تحليلٍ عميق يدرس جغرافية المنطقتين، فكلاهما [قُبيل حرب التحرير] كانتا محاصرتين بشكلِ طوقٍ أمني غير قابل للاختراق، الأمر الذي رفضته الولايات المتحدة الأمريكية، بحجة إن التنظيم سيستقتل للدفاع عن البغدادي، مفترضة تواجده في المدينتين.

حتى الذباب الداعشي قُتِلَ في المعركتين، لكن البغدادي أختفى، تصديق التكهنات أصعب في الحالة العسكرية من غيرها، فإن تكهن أحد بأنهُ كان موجود أصلاً في الموصل أو الرقّة، فلماذا لم يجد له أحد طريقاً، على عكس كل الوثائق التي أدت إلى القبض على كبار الإرهابيين وأعضاء حزب صدام حسين في وقتٍ مضى.

هل هو أذكى مثلاً؟ لا تشير أي معلومة عن تواجد البغدادي في المدينتين، لم يلتقيِ به كل من القيّ القبض عليهم، لم يعمل في خدمتهِ أحد، كل التحقيقات تشير إلى إن البغدادي زار الموصل، لكنهُ لم يمكث فيها طويلاً.

تركيا البلد القريب من كلي المدينتين، والمروِّجُ لتواجد البغدادي فيهما، فتقليبٌ سريع للصحف التركية تجد إنها أول من يطلق الشائعات حول مكان تواجد البغدادي، ومقتله، في محاولات لدفع التهمة أو التغطية على جريمة دولية لا يمكن لأي أنسان أي يغفرها.

تصريحات أردوغان ورجال نظامه لم تأت ولو مرة على ذكر الإرهاب الداعشي، فكل ما يهمهم هو تنظيم فتح الله غولن وانقلابه، التهمة التي وقفَ عندها اردوغان كثيراً في تصفية خصومه، لتمتلئ المعتقلات والسجون بآلاف الضباط والقضاة والصحافيين، لكن هل سمعتم بإلقاء القبض على داعشيٍّ واحد!

*ناجي غنام / كاتب متخصص بالشؤون الاردنية والفلسطينية والمصرية

زر الذهاب إلى الأعلى