الأخبارمانشيت

روح الشهيد خبات لم تغادرنا، بل لا تزال حيّة تحرك فينا روح التحدي

في ذكرى الحادية عشر لاستشهاد خبات ديرك أصدرت قوات سوريا الديمقراطية بياناً  

نص البيان

يصادف الرابع عشر من شهر كانون الثاني الذكرى السنوية الحادية عشر لاستشهاد مؤسس وحدات حماية الشعب YPG وباني المنظومة الدفاعية وثقافة الدفاع الذاتي في مناطق شمال وشرق سوريا خبات ديرك؛ بداية نستذكر الشهيد خبات ورفاقه العظماء ونجدد عهدنا بمواصلة السير على دربهم حتى تحقيق أهدافهم التي استشهدوا من أجلها.

كان الرفيق خبات ديرك ومنذ نعومة أظفاره خير من مثل في شخصيته، أسطورة الكردي المقاوم بأبرز أشكالها، وهو من أبناء عائلة كادحة. تكونت شخصيته المقاومة في ظروف الظلم والقهر، حيث مثلت مسيرة الشابات والشباب الكرد الذين كبروا بين التناقضات، وتقلبات الأوضاع المحدقة بالوطن المستعمر من كافة الجهات، ولكنه استعاد هويته الضائعة، ووجد طريق الحق والحقوق مفتوحاً أمامه وهو يضم يده، لأيدي الثوار الممدودة له في معترك حياة الشقاء والضياع. وكانت بداية العهد الذي قطعه ليكون من ثوار الوطن الحاملين على عاتقهم قضية الوطن المجزأ والشعب المستعبد.

مع انطلاق الأزمة في سوريا وتوجه الأوضاع نحو نقطة اللاعودة، لم يتوانى الشهيد خبات عن إدخار أكبر قدرٍ من الجهد في سبيل تعزيز جسور الثقة مع مكوّنات المنطقة من الكرد والعرب والسريان وبشكل خاص عوائل الشهداء، حيث عقد أولى اجتماعاته معهم وتبادل معهم خطط التنظيم الاجتماعي والسياسي، وكذلك نظّم الشباب والشابات وعقد معهم الكثير من الفعاليات التوعوية التي كانت اللبنة الأساسية لإنشاء المنظومة الدفاعية في روج آفا مع انهيار الأوضاع في سوريا والتوجه نحو خيار العسكرة من قبل الأطراف المتصارعة، لذا شكّل ورفاقه أولى المجموعات العسكرية وأشرف على تنظيمها وتدريباتها مع اقتراب المليشيات المسلحة التي اختارت الارتزاق للدولة التركية، حيث أصبحت تلك المجموعات التي شكّلها الشهيد خبات أمثولة في التنظيم الجماهيري الذاتي التي اعتمدت على امكاناتها وتحوّلت إلى اللبنة الأساسية لبناء وحدات حماية الشعب YPG وقادت أولى معاركها في حلب وسريه كانيه/ رأس العين وعفرين ضد المجموعات المرتزقة وحققت الانتصارات على الرغم من إمكاناتها البسيطة، إلا أن التزامها بالخطّ الثوري القائم على روح التضحية وعدم التردد في تقديم الغالي والنفيس لحماية الناس والمنطقة وتعطّش أعضائها لفكر الحرية شكّل دافعاً للاستمرار وزيادة التلاحم مع أهدافها الثابتة.

بعد سنوات من الكفاح البطولي لوحدات حماية الشعب ضد التنظيمات الإرهابية، وتصديها للفكر الإجرامي التي حاولت القوى المحتلة فرضها على شعوب شمال وشرق سوريا، تعاظمت دور الوحدات في حماية سكان المنطقة، حيث تلقت العديد من النداءات من عشائر وأهالي مناطق الهول والشدادة وتل أبيض والشهباء وغيرها، وعلى أساسها انطلقت لتحريرها من الفكر الظلامي وأصبحت رمزاً للتلاحم بين مكوّنات المنطقة القائم على بذل الدماء والتضحية بين رفاق السلاح مستندة إلى درب مؤسسها القائد خبات ديرك الذي ارتقى إلى مرتبة الشهادة غدراً عبر مؤامرة قذرة بتاريخ 14 كانون الثاني 2012 إلا أن الإخلاص والوفاء لذكراه الخالدة بقيت حيّة بما غرسه من روح التفاني والفداء والثقة بحتمية النصر في نفوس مقاتليه، لذا، كانت تضحيات الوحدات مصدر إلهام لكافة شبان وشابات المنطقة من كافة المكوّنات الذين لم تثنيهم الصعوبات وضراوة المعارك التي خاضوها شبراً شبراً في مساحات واسعة من المناطق التي كانت تحتلها التنظيمات الإرهابية، حيث شكّلت تلك التضحيات الخطوة الثابتة للتوجه نحو بناء قوّات سوريا الديمقراطية واستكمال بناء المؤسسات العسكرية التي نالت الاحترام المحلي والدولي بانتصاراتها وتضحياتها.

لقد ارتقى روح الشهيد خبات ديرك على درب النصر الحتمي، وقرار وحدة مكوّنات المنطقة ضد الظلم والاحتلال، والكفاح دون تردد وبكلّ إخلاص لحماية أرواح الناس والمنطقة، حيث تشكّل تضحياته ومشاريعه الدفاعية أعلى درجات الفخر المليئة بالشموخ لسكان المنطقة وبشكل خاص للشبان والشابات الذين لا يزالون يستمدون القوّة من الإرث التاريخي للمقاومة في مواصلة مسيرة الكفاح المسلّح بمواجهة كافة القوى المعادية.

الرابع عشر من كانون الثاني، أصبح يوم الالتزام بالمبادئ والاعتماد على الذات والكفاح دون ملل أو كلل رغماً عن جميع الظروف، والثقة بالنصر بمواجهة كافة محاولات بث اليأس والتردد، حيث منح روح الشهيد خبات ورفاقه الحياة لملايين من الناس، وأصبحت أفكارهم وتضحياتهم خالدة في انضمام الآلاف من الشابات والشبان إلى صفوف الثورة وإثبات أنفسهم بقواعد السلوك الثوري التي ميّزتهم عن باقي الأطراف المسلحّة وشكّلت منظومة أخلاقية متكاملة خلقت العشرات من القيم السامية لأهالي المنطقة وثوارها.

وعلى هذا الأساس، فأننا في الوقت الذي نستذكر فيه الشهيد خبات وقيادته الرشيدة، فأننا نجدد عهدنا بمواصلة المسيرة التي أسس لها حتى تحقيق جميع الأهداف وفي مقدمتها تحرير المناطق المحتلة، كما ندعو كافة شبان وشابات المنطقة إلى الانخراط بشكل أكبر في صفوف الثورة بمؤسساتها العسكرية والأمنية والامتثال الصادق لمبادئ وقيم الشهداء.

روح الشهيد خبات لم تغادرنا، بل لا تزال حيّة في الأجيال وتحرك فينا روح التحدي بمواجهة كافة المصاعب، واستكمال مسيرة الكفاح العسكري.

زر الذهاب إلى الأعلى