مقالات

19 تموز ثورة الحرية والديمقراطية

تمر علينا الذكرى السنوية السادسة لثورة 19 تموز ونحن ندخل مرحلة نضالية جديدة ترتكز على المنجزات والمكتسبات التي حققتها ثورة روج افا، حيث أنه ما يزال الحل السياسي بعيد المنال في سوريا ورغم أن جميع القوى تتحدث عنه بشكل يومي ولكن على الأرض ما يتم فرضه هو الحرب، وهذه الحرب توسعت وتطورت إلى مستويات إقليمية وعالمية بشكل صريح وواضح أكثر من السابق خلال هذه السنة.

ونحن كحزب الاتحاد الديمقراطي كنا وما زلنا نخوض نضال الحرية والديمقراطية ونهدف لتحقيق الحل الديمقراطي في سوريا ولكن الأطراف الأخرى المتصارعة لا تزال ترفض الوجود الكردي وترفض الحلول الديمقراطية وتُصر على الحلول العسكرية، وهذا يعني أنه يتطلب منا التحضير بشكل أكبر للمرحلة القادمة والتطورات التي ستنجم عنها، حيث إنه علينا التحضير بشكل أكبر وأوسع من السابق في مجال الحماية والدفاع، لأننا نواجه مخاطر كبرى ومن قبل العديد من الجهات التي تمارس سياسة الإبادة والإنكار بحق الكرد وعلى رأس هذه القوى هي الاحتلال التركي ومرتزقته.

والقضية لا تتعلق فقط بالموقف المعادي لنا من قبل تركيا، فأيضاً النظام ليس مستعداً لحل سياسي والقبول بالوجود الكردي بشكل صريح وواضح. إذًاً علينا الحذر والعمل بشكل جاد ودؤوب على حماية مكتسبات الثورة وتطويرها والسعي بشكل جاد لتحقيق الثورة الذهنية والوجدانية والأخلاقية في المجتمع السوري.

إننا حين بدأنا بالعمل الثوري والنضالي في روج افا ورغم كافة الظروف طرحنا الحل الديمقراطي ولكن في المقابل هناك طرف يرى الديمقراطية كُفر وإلحاد وطرف آخر يرى الديمقراطية خطر كبير عليه ويرفضها، إذاً علينا أن نعمل على تنظيم المجتمع بكافة مكوناته على أساس الفكر والذهنية الديمقراطية، وعلينا أن نتذكر دائماً إننا بتطوير النضال الفكري الحر وأيضاً بالاعتماد على الذات حققنا ثورة روج افا وتمكنَّا من تحطيم سياسة إنكار الوجود الكردي، واليوم أيضاً علينا أن نتابع ما قمنا به من عمل ثوري ونحقق الحل النهائي للقضايا الموجودة ولا يمكننا الفصل بين قضية الوجود الكردي والاعتراف به وتطوير الحلول لها وبين قضية الديمقراطية في سوريا، فمن دون حل القضية الكردية لن تتحقق الديمقراطية في سوريا.

ومن هذا المنطلق ما تزال الثورة مستمرة وتقع على عاتقنا الكثير من المهام الكبيرة التي يتطلب تأديتها في هذه المرحلة، وبدون تحقيق الحل النهائي الذي يتم فيه تعميم النظام الديمقراطي وحل القضايا الموجودة وعلى رأسها القضية الكردية لا يمكننا أن ننظر إلى الأمور ببساطة والتقرب كأن كل شيء يريده شعبنا قد تحقق وعليه فإن تحقيق الاستمرارية في العمل الثوري من كافة النواحي الفكرية والسياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية ضرورة من ضرورات المرحلة الراهنة، وعلينا أن نرى أنه بقدر تحقيقنا للتطورات والنجاحات فإن الرافضين للحل الديمقراطي سيسعون بكافة السبل وعلى رأسها أساليب الحرب الخاصة لخلق المشاكل والبلبلة بين المجتمع، فالنضال الثوري يعني مواجهة كافة أساليب الحرب والسياسات العدائية بتنظيم يستند إلى ذهنية حرة وديمقراطية.

زر الذهاب إلى الأعلى