تقاريرمانشيت

​​​​​​ مسد، النظام… وتركيا؛ صراع جديد أم مهادنة

دوست ميرخان

احتلال تركيا لمدينتي سري كانيه، وكري سبي  أفرز واقعاً جديداً أخر على صعيد  الصراع والأزمة في سوريا وبشكلٍ خاص في شمال وشرق البلاد ونجم عنه فرز  وخلط العديد من الأوراق فمن جهة أدى انسحاب القوات الامريكية من نقاط تمركزها في القسم الغربي من شرق الفرات إلى تمدد النفوذ الروسي وتمركزها في العديد من القواعد التي سحبت منها القوات الأمريكية( منبج ، كوباني ، عين عيسى وتل تمر ومناطق أخرى)، وكما يبدوا فأن ملف التواجد  التركي في شمال شرق سوريا بات أيضاً بيد روسيا وبالتالي ما حدث بعد 9تشرين الأول 2019  ليس إلا تنفيذا لبنود اتفاق أستانا و بمشاركة أمريكية هذه المرة لكن يتسأل البعض وهل من مقابل. أم إنها فضلت الابتعاد عن مشاكل أردوغان ووضع روسيا في المواجهة.

من جهة أخرى فرض هذا الواقع على الادارة الذاتية الديمقراطية ضرورة مراجعة بعض حساباتها خاصة فيما يخص التعامل مع روسيا والتي خذلت الإدارة الذاتية في مقاطعة عفرين بمنح تركيا ومجاميعها الإرهابية المرتزقة الضوء الأخضر لاحتلال عفرين قبل عامين كما أنها لم تحقق أي تقدم فيما يخص الاتفاقية التي ابرمتها مع تركيا فيما يخص شمال وشرق سوريا على العكس تماماً الحرب التركية ضد الإدارة الذاتية الديمقراطية لازالت مستمرة وعمليات التغيير الديمغرافي تجري بكل يُسر وبمباركة روسية أمريكية ضمنية.

هذا ولم تتردد الإدارة الذاتية الديمقراطية في الاستمرار بمحاولة فتح أبواب الحوار والقنوات الدبلوماسية مع النظام السوري خاصة فيما يتعلق بضرورة الحفاظ على السيادة السورية وإن حل الأزمة في سوريا يبدأ من الداخل ، لكن الأخير وكما العادة فضل فتح أبوابه على النظام التركي، ولقاءات علي مملوك في مطار القامشلي و لقائه بحقان فيدان وبأشراف موسكو كان في إطار محاولة اعادة رسم العلاقات بين الطرفين.

وفي الوقت ذاته لم تقف مجلس سوريا الديمقراطية متفرجة ومكتوفة الأيدي هي أيضاً سارعت إلى تحريك ملف شمال شرق البلاد ومشروع إدارتها الذاتية عبر جولة دبلوماسية لعدة بلدان أوروبية وعربية كانت أبرزها مصر والتي ابدت دعمها السياسي للحل السوري ورفضت في أكثر من مناسبة التدخل التركي في سوريا تحت أي حجة كانت.

في ظل التطورات السياسية والميدانية تبدو الخيارات أكثر صعوبة والحسابة أكثر دقة هذه المرأة كون المرحلة الراهنة تتطلب توظيف كافة القدرات والامكانات السياسية في محاولة لمنع توسع الصراع في شمال شرق البلاد والدفع بقوة جديدة للتدخل ايجابياً ولصالح حل الأزمة سياسياً، في الوقت الذي بات واضحاً إن القوى الدولية الكبرى والتي تتحكم بمفاصل الصراع وتحركه بما يخدم مصالحها ليس فقط في سوريا وإنما في عموم الشرق الأوسط .

هذه المحاور ومحاور أخرى سلط عليها الضوء الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار في لقاءٍ مطول مع وكالة هاوار الاخبارية.

أوضح رياض درار بأن الاحتلال التركي وهجماته على مناطق شمال وشرق سوريا يأتي في إطار استمرار اتفاقات أستانا، وإن من بين أهداف الهجمات التركية على  شمال وشرق سوريا السيطرة على السجون التي ضمت الالاف من أسرى تنظيم داعش الإرهابي وذلك بهدف تحريرهم ووضعهم تحت سيطرته  وابتزاز المجتمع الدولي بهم كورقة سياسية يتلاعب بها.

كما وتطرق رياض درار إلى محاولات النظام السوري الأخيرة في المنطقة، كالاجتماع الذي عقده علي مملوك مدير مكتب الأمن الوطني، وأن النظام يهدف لفصل مكونات المنطقة عن بعضهم البعض، لإفشال المشروع الديمقراطي الذي تتباه مكونات المنطقة.

حول جولات ممثّلي شمال وشرق سوريا في مسد والإدارة الذاتية, وأبرز المواضيع التي طُرحت, ومواقف الدول الاوروبية، والعربية من المشاريع والسيناريوهات المطروحة, ودور هذه الزيارات وتأثيرها على مستقبل الأزمة السورية, وبالأخص مناطق شمال وشرق سوريا, أجاب الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار على أسئلة وكالة هاوار.

العدوان التركي فتح الأبواب الخارجية أمام مشروعنا للتعبير عن رؤيتنا لحل الأزمة السورية

قال درار: “الزيارات كثيرة ولا تزال مستمرة, لكن أهم الزيارات التي قمنا بها هي زيارة بروكسل، واللقاء مع مندوبي الدول الأوروبية, وحضور اجتماع مندوبي الدول الأوروبية الخاص بدعم شمال وشرق سوريا في بروكسل, لمناقشة الموضوع الراهن، وما تتعرض له المنطقة من عدوان تركي وآثاره”.

وأضاف درار”  أيضا في سياق الزيارات الهامة على صعيد الدول, قمنا بزيارة وزارات خارجية أوروبية وغربية, وبرلمانات دولية, ووزارات خارجية عربية, وأهم تلك اللقاءات كانت مع  وزير خارجية الفاتيكان, ووزير خارجية الدنمارك, وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اللقاء مع وزراء خارجية, حيث كانت النشاطات تحدث مسبقاً في إطار فعاليات وأطراف سياسية غير رسمية, ونحن الآن في أقوى مراحلنا في مجال الدبلوماسية الخارجية, وهم الذين يطلبون لقاءنا الآن، والعدوان التركي على مناطقنا منحنا زخماً دبلوماسياً، وفتح الأبواب الخارجية أمام مشروعنا للتعبير عن رؤيتنا لحل الأزمة السورية”.

مصر دولة رائدة وكبيرة وسنعتمد على دور مصر في المستقبل

وأوضح درار أن ممثّلي شمال وشرق سوريا قد التقوا بعدة دول وأطراف عربية, إلى جانب اللقاءات الأوروبية والغربية, وقال: “كانت هناك زيارات ولقاءات عديدة لنا في كل من “دولة الإمارات, السعودية, الأردن ومصر”, في مسعى منا لتوضيح الصورة الحقيقية للواقع السوري وما تتعرض له المنطقة من عدوان تركي, وبيان تأثيرها, إلى جانب مناقشة كيفية التعامل مع هذا العدوان, وهذا ما حصل خلال مشاركتنا بدعوة من وزارة الخارجية المصرية في مؤتمر وزراء الخارجية الذي عُقد لمواجهة العدوان التركي على الأراضي السورية والدول العربية الأخرى”.

وتابع “لاقت مشاركتنا في المؤتمر ترحيباً كبيراً من قبل الدول العربية, ونعتبر المؤتمر هو بداية إعادة توحيد المنظومة العربية من خلال هذا المشروع ومواجهة العدوان التركي.

 جمهورية مصر دولة رائدة وكبيرة، وقادرة على جمع الدول العربية, ونحن سنعتمد على دور مصر في المستقبل, وسُبل التعاون مع مصر حتى تكون مساهِمة في الحل السياسي السوري، ودعم الحل التفاوضي الحقيقي الذي يحقق النتائج، ويفضي الى حل الأزمة السورية”.

إنهاء العدوان التركي كان محور اللقاءات الدبلوماسية

وعن أهم المواضيع والنقاط الرئيسية التي  تم التركيز عليها خلال اللقاءات الأخيرة لمجلس سوريا الديمقراطية في جولاتها الدبلوماسية, أوضح درار: “كان أهم المواضيع الأساسية في زيارتنا هو العدوان التركي, وسُبل الحدّ من هذا العدوان وتداعياته, ومعالجة العدوان وتأثيره على المنطقة, واستعادة المنطقة, إلى جانب موضوع عناصر تنظيم داعش الإرهابي وعائلاتهم, كما وكانت إحدى أهم نقاط الحوار والنقاش هي تلك التي تمحورت حول تمثيل شمال وشرق سوريا في المسارات المستقبلية لحل الأزمة السورية, وتأثير نتائج اللقاءات على شمال وشرق سوريا وسوريا عامة في المستقبل “.

وأشار درار إلى مواقف الدول الغربية والعربية حيال الهجوم التركي على شمال وشرق سوريا, الذين عبّروا عن استيائهم حيال الهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا، وقال: “الجميع مستاء من العدوان التركي على شمال وشرق سورية, لكن تركيا لها تأثير كبير على الداخل الأوروبي, وفي نقاشاتهم معنا يركزون على الآثار السلبية للهجوم التركي على مستقبل المنطقة وعلى أوروبا, وسعيهم إلى إدانة المرتزقة وتصنيفهم كمرتزقة”.

عدة سيناريوهات في قضية محاكمة مرتزقة داعش

وحول ملف مرتزقة تنظيم داعش الإرهابي وعائلاتهم وموقف الدول الأوروبية, أشار درار الى مساعي وتحركات في هذا السياق وسناريوهات طُرحت من قبل تلك الدول، ومن قبل إدارة شمال وشرق سوريا, لكن دون التوصل الى اتفاق وتابع: “تمت مناقشة أكثر من سيناريو حول هذا الملف بالتحديد, أولها ضرورة محاكمة داعش دولياً في شمال وشرق سوريا, نظراً لتواجد كافة الدلائل والإثباتات, وطُرحت إمكانية محاكمات فردية لكل بلد, كما وطُرح سيناريو إمكانية محاكمة داعش في العراق, لكن كان ضعيفاً نظراً للكلفة المادية الباهظة التي ستترتب على الأطراف الفاعلة في هذا الطرح، ومحاكمتهم في العراق”.

وأكد درار أن جميع السيناريوهات لا تزال قيد المناقشة, دون الوصول إلى اتفاق نهائي لأي سيناريو من السيناريوهات المطروحة.

الفيتو التركي ضد شمال وشرق سوريا أصبح ضعيفاً ودورنا فاعل في أي مسار سياسي

وحول موضوع إشراك ممثلين عن شمال وشرق سوريا في المسارات المستقبلية لحل الأزمة السورية, أكد درار أنهم سيكونون جزءاً فعالاً في أي مسار مستقبلي حول حل الأزمة السورية بالقول: “في كل لقاءاتنا دعوْنا لضرورة  إشراك ممثلي شمال وشرق سوريا في مستقبل سوريا، وحل الأزمة السورية” لافتاً إلى أن الفيتو التركي ضد شمال وشرق سوريا أصبح اليوم أضعف من ذي قبل وأضاف: “نظراً لازدياد عدد خصوم تركيا في الغرب والشرق الأوسط, دورنا الآن فاعل في أي مسار لاحقاً, نحن الآن نخط المسارات المناسبة لنكون ضمنها في الوقت المناسب, بعد إقصاءنا عن “هيئة التفاوض, جنيف, وأستانة”.

وعن أهمية التحرك الدبلوماسي مؤخراً، والاجتماعات، والزيارات، واللقاءات، وتأثيرها على واقع الأزمة السورية، وبالأخص مناطق شمال وشرق سوريا, قال: “تعلمون أن كل دولة لها حساباتها بناءً على التقارير الواردة إليها وبموجبها تبني سياساتها المستقبلية, ونحن عبر زياراتنا اليوم واجتماعاتنا, تمكنّا من تغيير تلك السياسات, لأننا قدّمنا مشروعنا بشكل مباشر, بعيداً عن التقارير المغلوطة التي تصل من قبل بعض الأطراف الأخرى, والتي كانت تعكس صورة سلبية عن مشروعنا المطروح. ولاحقاً سنعمل على أكثر من فعالية سياسية ستدفع العديد من الأطراف السياسية المعارضة, والعديد من الدول لمراجعة سياستها حيال مشروعنا”.

رياض درار: الحرب ستُنعش القوى المتطرفة

أشار رياض درار أن مشروع أردوغان (العثماني) يتجاوز الاتفاقيات الدولية إلا أنه سيفشل، وسيؤدي إلى تقسيم تركية، ورأى بأن هناك حلف جديد برئاسة روسيا لإخراج القوات الأمريكية من المنطقة, محذراً من انتشار الإرهاب والتطرف في ظل استمرار الحروب.

شهدت منطقة الشرق الأوسط توتراً كبيراً خلال الفترة الأخيرة الماضية، وكان من أبرز الأحداث ممارسات تركيا التوسعية في الشرق الأوسط، ما أثار موجة من الغضب الإقليمي والدولي ضدها, تلا ذلك التوتر بين واشنطن وطهران على خلفية مقتل قاسم السليماني، ما أنذر بحدوث حرب جديدة لتعود الأمور للتهدئة.

مشروع أردوغان العثماني يتجاوز الاتفاقيات الدولية

درار استهلّ حديثه بالقول: “الحكومة التركية الحالية استفادت من المشروع العلماني الموجود في تركيا فصعدت بواجهة إسلامية, ولولا العلمانية لما استطاع شخص إسلامي أن يصل إلى الحكم في بلد مثل تركيا.

وأوضح: “أن المنظومة العلمانية تتيح للجميع وحتى الإسلاميين  الوصول إلى سدّة الحكم, وهذه إحدى الإيجابيّات الموجودة في المنظومة العلمانية, ومشروع العلمانية هو مشروع دولة، وعليه تركيا ملزمة بالبقاء ضمن حدود بلادها, لأنها وقّعت على اتفاقيات دولية رسمت حدود البلاد، لكن اليوم هناك محاولة لإحياء المشروع العثماني الذي يتجاوز الاتفاقيات الدولية, لذلك نرى تركيا تتحدث عن الاتفاق الملّي لمواصلة التمدد العثماني”.

وأضاف درار: “مشروع حزب العدالة والتنمية و أردوغان هو مشروع  جديد لاستعمار المنطقة باسم التاريخ, وهذا الأمر يهدّد كل المناطق المُحيطة بتركيا أولاً, ولاحقاً سينعكس على تركيا بالفشل والتقسيم, لأن مشروع أردوغان مشروع فاشل, ومصيره سيكون مصير صدام حسين,  والقذافي, إذا لم يتراجع عن أطماعه وسياساته الوهمية التي لن تدوم”.

الأوروبيون يخشون من الاندفاعات التركية

وحول تقييمه لموقف الدول الأوروبية التي زارها، قال درار: “الدول الأوروبية لا تعطي آراءها بشكل صريح خلال المناقشات واللقاءات, لكن كان هناك بعض التلميحات من قبلهم, فالأوروبيون متضررون جداً من هذه السياسات، ويخشون من الاندفاعات التركية تجاه أوروبا, كما أن هناك ملف اللاجئين في تركيا، وموجات الهجرة نحو الدول الأوروبية, وحروب تركيا على حدود دول جارة وبعيدة، جميعها ملفات تربك أوروبا وتؤثر عليها بشكل مباشر”.

أمريكا حاولت احتواء المشروع الإيراني والاستفادة منه

رياض درار تحدّث أيضاً حول الصراع الأمريكي الإيراني قائلاً: “أربعون عاماً من الخلافات بين أمريكا وإيران, لم تستطع خلالها أمريكا احتواء إيران, ولم تستطع إيران أن تنفّذ أجنداتها كما تريد في تصدير الثورة, ولكنها خدمت أمريكا عندما كان هناك اتفاق حول الملف النووي”.

وأضاف: “الإيرانيون أعدّوا أوراقهم في المنطقة, وتقدموا بشكل أكبر، مستفيدين من الفوضى فيها  إثر الربيع العربي, فاخترقوا اليمن ودخلوا سوريا من خلال دعم النظام, مع وجودهم في العراق منذ الحرب الأمريكية ضد صدام حسين وسقوط حكمه, وموجودون في لبنان عبر حزب الله, فهم ينتشرون في المنطقة تحت مسميات مختلفة, هدف ايران رسم الهلال الشيعي للسيطرة على المنطقة وصولاً إلى البحر المتوسط”.

وحول حقيقة هذا الصراع قال درار: “أمريكا هي التي ساعدت وقاربت الموقف الإيراني في هذا الموضوع, لكن أيضاً في أمريكا هناك سياسات مختلفة, والديمقراطية في أمريكا تنقلب من سياسي لآخر، ومن رئيس لآخر, لذلك تغيرت السياسة الأمريكية مع إيران, لكنها لم تحاول أبداً القضاء على المشروع الإيراني, بل العكس تريد احتواءه واستخدامه لاحقاً لمصالحها في آسيا, لأن أمريكا اليوم تفضل الإبقاء عليها في المنطقة لأجل حماية إسرائيل”.

وأضاف: “أمريكا اليوم لديها مشروع آخر في آسيا والصين, وإيران وجودها مهم جداً كحليف غير مقلق لهذا المشروع في تلك المنطقة, وإيران لديها طموح، وأمريكا يمكنها تحقيق ذلك الطموح على أن يكون طموحاً داخلياً وليس استعمارياً, وهو ذات الطموح التركي, وذلك بسبب ضعف الدول العربية ومشاريعها”.

حلف بغداد جديد بقيادة روسية لإخراج أمريكا من المنطقة

وحول التصعيد مؤخراً: “الصراع الذي حدث مؤخراً بين إيران وأمريكا هو محاولة إيرانية لإخراج القوات الأمريكية من المنطقة حيث تعتبر إيران الوجود الأمريكي عقبة في وجه الطموحات الإيرانية الخارجية, وذلك بعد أن أصبح موقف إيران أقوى بسبب إنشاء التحالف الروسي الإيراني التركي في كل من “أستانة وسوتشي”.

وأضاف: “هذا التحالف يمكننا تسميته بحلف بغداد الجديد, هدفه إخراج القوات الأمريكية من المنطقة, وهو مشابه لحلف بغداد القديم, والذي أُحدث حينها بين كل من “أمريكا وتركيا وإيران” لإخراج و محاصرة الاتحاد السوفياتي بقيادة أمريكا, واليوم انعكس المشهد ليكون الهدف  هو إخراج أمريكا من المنطقة لكن هذه المرة بقيادة روسيا”.

ورأى درار: “أن إسقاط إيران للطائرة الأمريكية, واستهداف الناقلات النفطية في البحر, واستهداف السفارة الأمريكية في بغداد, أصبحت كلها أوراق ضغط أمريكية على إيران، واعتبرتها دولة معتدية ومُدانة, واستهداف قاسم سليماني من قبل أمريكا كان بداية تصعيد أمريكي رداً على تلك الاعتداءات الإيرانية السابقة, ورسالة واضحة لإيران بأن أمريكا ستصعّد أكثر في حال لم تتوقف إيران عن التصعيد, والرسالة وصلت لإيران لذا شاهدنا استهداف إيران القوات الأمريكية في العراق بعدد من الصواريخ الوهمية, ثم الدخول في تفاهمات جديدة, ونستطيع أن نصف التصعيد الأخير بين الطرفين بـ”غزل الأعداء”.

الحرب العالميّة موجودة وليست لصالح أحد

وحول الحديث عن اندلاع حرب عالميّة جديدة أوضح درار: “الحرب العالميّة لن تصل إلى جميع المناطق في العالم, بل هي مشاركة الكثير من دول العالم بحرب في منطقة محدّدة كما نشاهد اليوم في سوريا ومناطق في الشرق الأوسط, حيث أن هناك صراع عالمي موجود في عدة مناطق, ويمكن أن ينتهي النزاع والصراع بتحديد نتائج تغيير شكل هذه المناطق، والاتفاق على تجزئتها أو تقسيمها حسب مصالح الأطراف المتصارعة, أو قد تمتد بعد ذلك إلى أطراف أخرى, لكن إلى الآن ليس هناك بوادر أو مخططات من شأنها توسيع رقعة الصراع, هناك إدارة للأزمة, ولكن ليس واضحاً إلى أي مدى قد تستمر, الأمر مرهون بمدى مشاركة الفعاليّات في المنطقة وتوسيع القتال فيما بينها, ومدى تضرر الدول الكبرى من هذا النزاع”.

وحذّر درار من تداعيات حدوث حرب جديدة قائلاً: “كلّما كان هناك حرب كلما كان هناك تطرّف و إرهاب, لأن القوى المتطرفة تنتعش في أجواء الحرب, وبالتالي تتوسع الحرب وهذا ليس في مصلحة العالم, وستنتشر في مناطق ليست متضررة, ويجب أن يساهم الأوروبيون والأمريكيون والروس في حلّ هذه المسألة, لأنه إذا استمرت الحرب قد تصل إلى مناطق كانت تحت إدارة الاتحاد السوفياتي”.

في شمال وشرق سوريا هناك مشروع سيؤدّي لتفاهم حقيقي بين شعوب المنطقة

وحول الوضع في مناطق شمال وشرق سوريا وتداعيات الصراعات الدولية عليه قال الرّئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية: “نحن في شمال وشرق سوريا علينا أن نجد حلاً لهذه المنطقة وفق قراءة صحيحة تؤدي لإنجاز تفاهمات بين أبناء المنطقة”.

وأوضح: “في المرحلة الراهنة هناك نظريات مطروحة, منها نظرية الشرق الأوسط الجديد والتي قد تقوم على إدارة الفوضى الهدامة, أو الفوضى الخلاقة, وفي الحالتين نحن نريد من هذه الفوضى التي تحدث أن تخلق منظومة جديدة أكثر توازناً من المنظومة التي أُحدثت في بدايات القرن العشرين, وأن تمنح للشعوب حقوقها التاريخية والوجودية التي لم تنلها, وهذا ما نتوقع حدوثه “.

مضيفاً “ما يجري حتى الآن هو رسم إدارات جديدة بسياسات جديدة, وقد يؤدي استمرار هذا المعارك الى نتائج وتفصيلات جديد في المنطقة, ربما تكون طائفية أو ربما قومية ولن يكون هذا لمصلحة أحد, أما مشروع أخوة الشعوب والأمة الديمقراطية هو المشروع الصحيح  الذي يفضي إلى إنجاز توافق حقيقي بين شعوب المنطقة”.

 نص لقاء وكالة هاوار مع الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار

زر الذهاب إلى الأعلى