الأخبارمانشيت

يونس: بالمقاومة ستنتصر شعوب شمال وشرق سوريا

تسير الأوضاع في سوريا نحو مرحلة حاسمة, فإما أن تُحل الأزمة السورية أو تزداد تفاقماً, فبعد هزيمة تنظيم داعش والانفتاح الدولي على الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا, والحراك الدبلوماسي لممثلي هذه الإدارة في الدول المؤثرة على الأزمة السورية, برزت هناك مؤشرات على إشراك ممثلي الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في المفاوضات الدولية من أجل الحل.

مع تزامن استلام تركيا لمنظومة  S400 الروسية وتهديداتها بالهجوم على مناطق شمال وشرق سوريا, وكذلك تفاقم الأزمة الداخلية التركية والتلويح بعقوبات غربية على تركيا, وغرق تركيا في مستنقع إدلب, وشبه التوافق الدولي على عدم وجود دور تركي  في المنطقة الآمنة المزمع إقامتها في شمال وشرق سوريا.

التقت صحيفة الاتحاد الديمقراطي مع (طلعت يونس) الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في إقليم الجزيرة بالإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا, للحديث عن هذه المستجدات على الساحة السورية, والذي بدأ حديثه بالقول:

منذ بداية الثورات في الشرق الأوسط وخاصة في سوريا اتبعت تركيا سياسة احتلالية وبذهنية تعتمد على استغلال الفوضى في الدول باحتلال وقضم أراضيها, وفرض سياساتها وأجنداتها على تلك الدول وخاصة في سوريا, وبسبب ذهنيتها الاحتلالية فقد دعمت تركيا المجموعات الجهادية المسلحة التي تقتضي مصالحها وديمومتها استمرار الفوضى والنزاع, وساعدتها على احتلال أجزاء من سوريا وتتريكها من أجل تقسيمها, ولذلك فقد وظفت تلك المجموعات وفقاً لمصالحها وأجنداتها, وعلى هذا الأساس تستمر تركيا في اعتداءاتها وتهديداتها على ثورة روج آفا, والمشروع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا الذي يتطور يوماً بعد يوم هو المستهدف الرئيسي من هذه الاعتداءات, وتركيا مثلها مثل الأنظمة الحاكمة الديكتاتورية التي بنت حكمها الاستبدادي على حساب خنق إرادة الشعوب وسلبها حريتها وقمعها, تعادي أي مشروع ديمقراطي حقيقي, لأن الديمقراطية تلغي الأنظمة الديكتاتورية, وهي أكبر خطر عليها.

لصرف النظر عن الأزمات يقوم أردوغان بمحاولة تصديرها إلى الخارج

وأشار يونس إلى أنه وبعد فشل كافة المخططات التركية باحتلال كامل الشمال السوري عن طريق التنظيمات الإرهابية التابعة لها كداعش والنصرة وغيرها, والتي اندحرت أمام إرادة شعوب شمال وشرق سوريا, تدخلت تركيا بشكل مباشر بقواتها كما حصل في عفرين وجرابلس والباب, واحتلت تلك المناطق وتعمل على تتريكها, وكذلك احتلالها لإدلب, وذلك من أجل تحقيق أهدافها ومطامعها الاحتلالية وتقسيم سوريا, وقال يونس:

فشل السياسة التركية تجاه سوريا بدأ بانكسار المشروع الإخواني التركي, تلاها انهيار خططها وسياستها المخطط لهما في الداخل السوري, وكذلك تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية في داخل المجتمع التركي الذي تضاءلت شعبية أردوغان وحزبه لديه وفقد الثقة بهما, ومن أجل صرف نظر الأتراك عن هذه الأزمات يقوم أردوغان بمحاولة تصديرها إلى الخارج من خلال التهديدات والهجمات على دول الجوار, وخاصةً استهداف الشعب الكردي ومحاولة كسر أي مشروع أو ثورة كردية تؤمن الحرية والكرامة للشعب الكردي, وإفشال أي حل للقضية الكردية وفي جميع الدول المحتلة لكردستان, وكذلك استهداف كل من يؤيد حصول الكرد على حقوقهم, وأي مشروع ديمقراطي حقيقي يكون للكرد دور فيه.

التهديدات التركية هي لتعميق الأزمة السورية وإبعادها عن الحل

وأوضح طلعت يونس أن استهداف تركيا لحركة التحرر الكردستانية في جنوب كردستان هو نتيجة انكسار وفشل سياسة حزب العدالة والتنمية في تركيا والمنطقة, حيث قال:

تركيا تهاجم بكل قوتها المناطق الآمنة في جنوب كردستان وتستهدف المدنيين, وكذلك هددت مؤخراً بالهجوم على كري سبي وكوباني وتل رفعت, وهذه السياسة هي من أجل صرف نظر الشارع التركي عن الأزمات التي عصفت بأردوغان وحزبه, والتهديدات التركية لمناطق شمال وشرق سوريا ليست بجديدة, فمنذ اليوم الأول لثورة روج آفا والتهديدات التركية قائمة, أما التهديدات التركية الأخيرة هي لعدة أسباب, فتركيا تحاول تصدير أزمتها الداخلية إلى الخارج, وكذلك ممارسة الضغط على المجتمع الدولي غير الراضي عن سياسة الحكومة التركية وخاصةً بعد إتمام صفقة منظومة ال S400 مع روسيا من أجل تجنيب نفسها من عواقب ذلك, وأيضاً من أجل أن تكون المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها في شمال وسوريا على تفصيلها, والعمل على استبعاد ممثلي شمال وشرق سوريا عن اللجنة الدستورية وجنيف, وبالتالي تعميق الأزمة السورية وإبعادها عن الحل.

ستنتصر وحدة شعوب شمال وشرق سوريا وإرادتهم

كما أكد طلعت يونس أنه من خلال السياسة الديمقراطية التي تبنتها الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا, والخط الثالث الذي تنتهجه, ومقاومة شعوب شمال وشرق سوريا وإصرارها على الدفاع عن أرضيها, ستفشل السياسة التركية الاحتلالية, وقال:

ستنتصر وحدة شعوب شمال وشرق سوريا وإرادتهم وسينتصر المشروع الديمقراطي القائم.

بتعمق الخلاف الأمريكي التركي ستفشل السياسة التركية في سوريا

ونوه طلعت يونس إلى أن روسيا تعمل على تقوية النظام السوري, وجعله يسيطر على كامل الجغرافية السورية, وإنجاح خططها وتأمين مصالحها من خلال هذه السيطرة, وبرز هذا من خلال الصفقات التي أبرمتها روسيا مع تركيا(حلب مقابل شمال حلب, الغوطة مقابل عفرين), وقال موضحاً:

روسيا تحاول الاستفادة من الوضع المتأزم لتركيا, وبهذه التهديدات التركية الأخيرة لمناطق شمال وشرق سوريا تمارس روسيا الضغط على الولايات المتحدة, فالصراع في سوريا هو صراع مصالح دولية, والطرفان (الأمريكي والروسي) يمارسان الضغط على بعضهما كل من أجل مصالحه وأجنداته, ففي مسألة إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام المؤتمرة بأوامر تركيا, تعمل روسيا على عقد صفقة مع تركيا من أجل تسليمها للنظام السوري, ولكن يجب أن يكون هناك مقابل, والنقاش يدور حول (تل رفعت), وكذلك تركيا تحاول الاستفادة من التناقضات الأمريكية والروسية في سوريا من أجل تمرير أجنداتها, ولكنها وبعد شرائها لمنظومة s400 من روسيا ستفشل هذه السياسة التركية بسبب تعمق الخلاف الأمريكي التركي, وروسيا تحاول الاستفادة من ذلك وبسط سيطرة النظام السوري على كامل الجغرافية السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى