مقالات

يومان 16-18 بين حلبجة وعفرين

نارين عفرين

في هذه الأيام؛ مرّت الذكرى الواحدة والثلاثون لمجزرة حلبجة التي وقعت في 16 آذار من عام1988حيث قام النظام البعثي في العراق بهجوم كيمائي على الكرد في مدينة حلبجة أدى إلى مقتل أكثر من 5500 كردي من أهالي المدينة، ولقد مات آلاف من سكان المدينة في السنة التي تلت الهجوم نتيجة المضاعفات الصحية وبسبب الأمراض والعيوب التي خلفتها المواد السامة.

لقد كان الهجوم الكيميائي، والذي عُرف بالإبادة الجماعية ضد المكون الكردي، ونحن نستذكر هذه المجزرة المؤلمة مع مرور عام على هجوم الدولة التركية واحتلالها لمدينة عفرين.

مضى عام على الذكرى المشؤومة على عفرين المسالمة ذات الغالبية الكردية التي تقع في شمال غرب سوريا، حيث شن الجيش التركي هجومه العدواني الشرس بمشاركة مرتزقته من الجيش الحر والفصائل الاسلاموية بحجة حماية أمنه القومي، تحت ما يسمى بعملية غصن الزيتون في 18آذار 2018 بعد مقاومة تاريخية دامت 58 يوماً خاضتها وحدات حماية الشعب والمرآة “YPG-YPJ” مع سكان المدينة وبمختلف فئاته العمرية وتخلل ذلك توافد الآلاف من القوافل الكردستانية داعمة لمقاومة العصر من كافة مناطق شمال شرق سوريا بمؤسساتها وهيئاتها المجتمعية، وأمام صمت عالمي حشدت تركيا ترسانتها العسكرية وأعلنت احتلالها للمدينة، مما أدى إلى النزوح القسري لآلاف الأهالي الذين لاذوا بالفرار إلى مناطق الشهباء، هم الآن يعيشون ظروف قاسية للغاية أمام تقاعس دولي في حين أن أردوغان ومرتزقته انصب جهودهم في إزالة معالم المدينة التاريخية ويعملون على سياسة التتريك من خلال تغيير أسماء وساحات المدينة، في حين قام مرتزقة الاحتلال بانتهاج كافة أنواع الضغط والابتزاز وممارسة عمليات الخطف والاعتقال والتعذيب بحق أهالي عفرين، ناهيك عن عمليات الاغتصاب ونهب الأموال والممتلكات إلى جانب التغيير الديمغرافي الذي انتهجه تركيا باستيطان المئات من مهجري الغوطة وادلب وإسكانهم قسراً في عفرين وقراها ليتحولوا إلى أدوات بيد الفاشية التركية وخدمة مصالحها الاستعمارية العدائية في إفراغ المنطقة من سكانها الأصليين.

إن الحقد المشبع به تركيا تجاه الكرد ومحاربة وإفشال تجربة الادارة الذاتية الديمقراطية في شمال شرق سوريا وتكاتف الدول الضالعة في الشأن السوري وصمتها المريب زاد من عداء تركيا والاستمرار في ممارساتها اللاإنسانية بحق الشعب الكردي وخاصة أهالي مدينة عفرين، على الرغم من أن تركيا تدرك قبل غيرها أن عفرين لن تكون جزء من خارطتها أو مستعمرة خاضعة لها وأن مقاومة العصر مستمرة بإرادة المرآة الحرة لتسير على درب بارين وأفستا، ولتعلم تركيا ومرتزقتها وشركائها وحلفائها والمنظمات الدولية التي غضت النظر عن جرائم الدولة التركية وتصريحات أردوغان الجنونية أمام نضال ومقاومة وحدات حماية الشعب والمرأة وإصرارها على تحرير عفرين، فالجيش التركي وإرهابيه سوف يخرجون من عفرين عاجلاً أم آجلاً، مهما فعل في عفرين و غير معالمها الدينية والأثرية واقتلع منها الزيتون وجعل من قراها بائسة وبيوتها  مهدمة دون أبواب ونوافذ.

لا أنكر بأنني كمواطن سوري كردي أمنيتي الأولى هي تحرير عفرين بالإيمان القوي وبمقاومة العصر ونضال وحدات حماية الشعب والمرأة  وبالسلاح وباستمرار الجهود والانشطة المبذولة ومختلف سبل والاحتجاجات سوف تعود عفرين إلى أهلها، ولن يثني أي طاغية عزيمة الشعب الكردي من أجل نيل حقوقه المشروعة حتى يعيش على أرضه بحرية وكرامة.

زر الذهاب إلى الأعلى