مقالات

يقاتلوننا بالإرهاب ويرمون الشجر المثمر بالحجارة

مصطفى عبدو

يبدو أن البعض يتلذذ برمي الأشجار المثمرة بالحجارة … هكذا يتعامل البعض من بني البشر مع كل شيء متميز.

نعم, الجهلة والمنافقين كانوا دوماً يضربون ويقتلون ببشاعة كل من أراد أن يكشف عن وجه الحقيقة ويدافع عنها بشجاعة (سقراط وغاليلو سابقاً والمشاريع الديمقراطية اليوم).

هذه المرة وعلى الساحة الكردية والسورية يُستخدم الأسلوب نفسه وعبر شبكة دولية معقدة، حيث يستنجد النظام التركي بكل الجهلة والحاقدين في العالم للمشاركة في مهنة قتل الشرفاء وتشويه سمعتهم بالتلفيق والتزوير وبث خطاب الكراهية، صاغته نفوس مريضة وعقول عقيمة وبعبارة أصح يقاتلون التميز وأصحاب الرؤية السليمة باستخدام الإرهابيين ممن تجتمع فيهم صفة واحدة وهي السعي لإقصاء الآخر وإنكار الحقوق والعداء حتى العظم للإنسانية والتعهد بالعبودية وارتكاب المعاصي بحق المجتمع والتنازل عن الأخلاقيات الوطنية والمهنية والتهميش والتشويه والتكفير وتكميم الأفواه وإلغاء العقول وبث الفتنة باسم الوطنية المغشوشة، والصمود الكاذب والبطولة الوهمية, كلها لإرضاء اصحاب النفوذ … أما نحن فقد وطنّا النفس وأعددناه لمقاومة هذا الوباء الذي ينخر مجتمعاتنا وشعوبنا، وتحملنا مسؤوليتنا في ذلك ودفعنا ولازلنا ندفع ثمن ذلك الكثير.

لقد دقت ساعة الحسم، وآن للشعب بإرادته أن يتولى زمام الأمور ويستعيد صمام الأمان، ويجسر الهوة في الصراع, سواء اتفق الفرقاء أو اختلفوا، فلن يقبل الشعب أن يستسلم أكثر للانقسام واللامبالاة والانهزام الذي يزحف على كل التفاصيل الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسياسية، لم يعد الصمت مجدياً، ولم يعد التناحر والاحتراب مقبولاً.

قد وصلت الأمور إلى حضيض المستنقع الوطني المشؤوم، علينا الانعتاق من هذا الانقسام الأسود الذي لا يخدم إلا الأعداء، ومن يصر عليه إنما يقف بشكل مباشر أو غير مباشر بتوافق المصلحة السياسية مع الأعداء في مواجهة شعب طالما تلقى الضربات والضربات التي لم تكسر ظهره، والطعنات الوطنية في الخاصرة أدت بلا شك إلى تهتك ذلك الجسد وإلى الانحناء، فبات الأمر بحاجة إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه. الكرة الآن في ملعب الجميع والشعب يسجل في ذاكرته كل صغيرة وكبيرة، وشعبنا ليس بحاقد ولا دموي، ومصطلح الحرب ليس وارد في قاموس ثقافته, ولا يلجئ إليه إلا ليدافع عن نفسه، ونقولها بالعربي الفصيح لن تخيفنا حجارتكم وأكاذيبكم وعنجهيتكم واستبدادكم.

وسنواصل رسالتنا من أي موقع، هذا هو خيارنا ونهجنا، ونهج الاستبداد لن يزيدنا إلا ثباتاً و صموداً ومقاومة.

زر الذهاب إلى الأعلى