الأخبارالعالم

يجب ايقاف الهجمات التركية على شنكال من أجل الاستقرار في العراق

أشارت الصحفية الأمريكية(ميغان بوديت) مديرة الأبحاث في معهد السلام الكردي في مقالة لها إلى أن الطائرات التركية بدون طيار استهدفت وسط ناحية  سنون في منطقة شنكال, وقُتل صبي إيزيدي يبلغ من العمر 12 عاماً يُدعى (صلاح ناصر), كما أصيب عدد آخر من المدنيين من بينهم الصحفي (صالح برجس).

وأكدت (بوديت) بأن الضربات الدورية التي تشنها تركيا على أهداف إيزيدية في شنكال, والمستمرة منذ عام 2017، هي السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة, وتمنع الأيزيديين من العودة إلى قراهم ومنازلهم بعد ثماني سنوات من هجوم (داعش) على المنطقة.

وجاء في المقالة أيضاً:

أكدت إحدى الدراسات أن 60٪ من الضربات التركية على شنكال أدت إلى وقوع ضحايا وإصابات في صفوف المدنيين, ومن المحتمل أن تكون بعض الضربات عبارة عن اغتيالات خارج نطاق القضاء, استهدفت القادة السياسيين والعسكريين الأيزيديين العراقيين الذين لعبوا أدواراً مركزية في الدفاع عن مجتمعهم ضد داعش في أعقاب الإبادة الجماعية عام 2014, وعلى عكس مزاعم مسؤولي الحكومة الأتراك، لا تواجه تركيا أي تهديد إرهابي من شنكال, إذ تبعد المنطقة أكثر من 100 كيلومتر عن الحدود التركية, ووحدات المقاومة في سنجار (YBS) وهي قوة دفاع عن النفس تم تشكيلها لمحاربة داعش في عام 2014  لا تشكل أي تهديد عسكري لتركيا, والأيزيديون العراقيون لديهم مصلحة أمنية مشروعة في أن يكونوا قادرين على إعادة بناء شؤونهم السياسية والأمنية واستعادتها وتحديدها في إطار القانون العراقي.

وأوضحت بوديت بأن الحكومات والمؤسسات الدولية قادرة على اتخاذ عدة خطوات, كوقف الضربات التركية ومحاسبة المسؤولين الأتراك عن الأضرار المدنية والنزوح، واتخاذ خطوات دبلوماسية لحل الوضع السياسي والعسكري لشنكال, ومعالجة الأسباب الجذرية للتدخل التركي في العراق بالوسائل السلمية والشاملة.

وشددت (بوديت) على وجوب إغلاق المجال الجوي لشنكال أمام جميع الطائرات الأجنبية، مع استثناءات فقط لمهام مكافحة داعش, مشيرة إلى أنه يمكن للتحالف الدولي والأمم المتحدة والحكومة العراقية التنسيق لتحقيق ذلك, مؤكدة بأن منع قدرة تركيا على شن غارات جوية أو ضربات بطائرات بدون طيار أو المراقبة أو أية أعمال أخرى في شنكال يجب لأن يكون شرطاً مسبقاً وضرورياً للمضي قدماً, وأضافت (بوديت) في مقالتها:

يجب أن يكون هذا مصحوباً بإدانات علنية وخاصة للضربات التركية التي حصلت هذا الأسبوع, وتحذير تركيا من أي نشاط عسكري إضافي في شنكال, ويجب أن يصدر ذلك من الحكومة العراقية والأمم المتحدة والولايات المتحدة, كما يجب أن تشعر تركيا بعد ذلك بعواقب حملتها العدوانية ضد مجتمع لا يزال يعاني من آثار الفظائع الجماعية, ويجب على الحكومات الغربية أن تكف عن تصدير الأسلحة والتكنولوجيا التي يمكن استخدامها في العمليات التركية عبر الحدود ضد الأيزيديين والأقليات العرقية الضعيفة الأخرى، بما في ذلك الكرد والآشوريون والأرمن, وسيكون منع البيع المقترح لـ 40 طائرة مقاتلة من طراز F-16 وتصدير أية تقنية أمريكية المنشأ مستخدمة في برنامج الطائرات بدون طيار التركي هو الخطوة الأكثر صلة التي يجب أن تتخذها الولايات المتحدة هنا.

وتابعت (بوديت):

بعد إزالة التهديد المزعزع للاستقرار التي تسببه الضربات التركية، يجب على المجتمع الدولي أن يتعلم من إخفاقات اتفاقية شنكال المدعومة من الولايات المتحدة بين حكومة إقليم كردستان وحكومة العراق, ويجب أن يقود الإيزيديون عملية سياسية مستدامة لتحديد مستقبل المنطقة بوساطة وسطاء محايدين، وشاملة لوجهات النظر السياسية المتنوعة التي يتبناها سكان شنكال, ولا ينبغي أن يتم منح الجهات الخارجية القدرة على التدخل في العملية أو فرض نفوذها على المنطقة بالقوة, وهذه الاستراتيجية يجب أن تتم من خلال المشاركة مع القادة والمجتمعات والمنظمات الأيزيدية, لا سيما تلك التي سلطت الضوء باستمرار على المخاطر التي تشكلها التهديدات التركية, فلو تم الاستماع للأيزيديين عندما أطلقوا ناقوس الخطر لأول مرة حول آثار القصف التركي, وتم تنفيذ حلول شاملة بناءً على وجهات نظرهم، فمن المحتمل أن المنطقة ستكون أكثر استقراراً اليوم, وسيكون بمقدرة المزيد من النازحين داخلياً العودة إلى ديارهم.

زر الذهاب إلى الأعلى