الأخبارمانشيت

وليد جولي: موسكو لن تنجح في التسويات والمقايضات في شمال شرق سوريا

حول ما كتبته صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية عن تنشيط موسكو لاتصالاتها مع القوى الكردية بغية مساعدة دمشق لاستعادة سيطرتها على شمال شرق سوريا، قال المحلل السياسي ومسؤول العلاقات العامة في مركز الفرات للدراسات وليد جولي لموقع حزب الاتحاد الديمقراطي:

لاشك أن موسكو تسعى بجدية لحل الأزمة السورية، ومن ضمنها المسألة الكردية، ولكن تلك المساعي لا تتعدى كونها خطط سياسية للحفاظ على النظام السوري الذي تجده روسيا الضامن الوحيد من بين جميع الأطراف السورية التي بإمكانها أن تبقي على المصالح الروسية الطويلة الأمد في سوريا.

وتابع جولي: “لأن الكرد وشركاءهم من باقي المكونات في شمال وشرق سوريا هم القوة الوحيدة التي لا تتبع لأي جهة إقليمية، وتجد موسكو أنها ربما لا تستطيع إتباع سياسة التسوية والمقايضة معها على غرار ما فعلته في مناطق خفض التصعيد مع تركيا ومناطق أخرى، لذلك تبحث موسكو عن بدائل سياسية أخرى لتتعامل بها مع شمال وشرق سوريا، وهي سياسية لوي الذراع، باستغلالها للتهديدات التركية ضد المنطقة”.

وأكّد جولي: أن المساعي الروسية الحثيثة لضم شمال وشرق سوريا ليست بجديدة،هي قائمة منذ التدخل الروسي المباشر في سوريا ٢٠١٥ وقد نظمت عدة لقاءات بين حكومة دمشق وممثلي الإدارة الذاتية، وجميع تلك اللقاءات كانت تهدف إلى الضم وليس التشارك، من وجهة نظر الروس والنظام، لذلك كان الفشل مصيرها دوماً.

ولفت جولي إلى أن الرؤية الروسية لم تختلف حتى الآن، فهي تحاول أن ترضي الإدارة ببعض الامتيازات الدستورية كقانون ١٠٧ الخاص بالإدارة المحلية لعام ٢٠١١، والتي أزيلت فيما بعد من الدستور المعدل لعام ٢٠١٢ وأعتقد أن الدور الروسي سيكون مفيداَ وناجحاً حينما تكون  قادرة على الضغط بشكل فعلي على النظام السوري.

وتابع جولي: “لا ننكر أنه كانت لموسكو رؤى مقبولة حول شكل علاقة دمشق مع شمال وشرق سوريا، وقد قدمت ورقة في أحد لقاءات حميميم ٢٠١٦، كان من الممكن أن تكون بداية لحل الخلافات المستعصية، ولكن مع تعنت النظام، والتراخي الروسي لموقفهما، أدى إلى فشل ذلك اللقاء”.

وأشار جولي: “موسكو تتجه دائماً للحلول التي ترضي النظام ولو كان على حساب المطالب و الحقوق الكردية، وذلك يعزى أيضاً للميل الروسي لفكرة مركزية القرار السوري أكثر من اللامركزية، خاصة في أمور الاقتصاد والدفاع”.

وحول الموقف الأمريكي تجاه الحلول الروسية في سوريا أشار جولي: “موقف واشنطن من السياسة الروسية غير واضح رسمياً، لا تعارض أي تفاوض أو توافق من قبل الإدارة الذاتية مع النظام والروس، وهي توضح أحياناً أن من يستطيع الضغط على النظام في هذا الشأن هي موسكو وليست واشنطن، بحكم علاقة موسكو الرسمية بالنظام، وعلى الواقع نجدها تمتّن تواجدها في سوريا، ولها أهداف أبعد من المسألة السورية أو الكردية، وهي تعمل بشكل جدي من أجل تحقيق تلك الأهداف البعيدة المدى، والتي تربطها أحياناً بأمن أمريكا القومي، وهي بالدرجة الأولى تتعلق بسياستها مع سياسة الصين الاقتصادية، ومن يدور في فلكها من دول المنطقة، إلى جانب الأمن الإسرائيلي، لذلك نجدها لا تمانع لأي طرح روسي يراعى فيه المصالح الأمريكية”.

واختتم وليد جولي حديثه بالقول :”بالنتيجة فأن التوازنات السياسية تختلف من مرحلة لأخرى، ولا يمكن أن نشبه عام ٢٠١٩ بعام ٢٠٢١ أو 2022، فالوضع التركي مختلف عن ما كان عليه، لأسباب عدة قد يكون مناسباً ذكرها في أماكن أخرى، ولا يمكن للروس استخدام الورقة التركية مثل ذي قبل، وأيضاً التوازنات الدولية اختلفت، لهذا سيكون من الصعب على الروس تحقيق هدفها المنشود في “ضم” شمال شرق سوريا للحكومة السورية”.

زر الذهاب إلى الأعلى