PYDمانشيتمقالات

“وعي الذات النسوي” هل تحقق المرأة ما عجز عنه الرجل؟

مصطفى عبدو

بدأ وعي الذات النسوي بالانبثاق عندما بادرت المرأة في عموم الشرق الأوسط والعالم بالتفكير في حالها وفي المجتمعات من حولها وبعد إحساسها بأن الوقت قد حان لتقوم بتطبيق المفاهيم النظرية بشكل عملي وتقوم بدور أكثر فعالية في مجتمعاتها وتغيير بعض المفاهيم وإرساء مفاهيم جديدة تتوافق مع المرحلة الراهنة بعد استيعابها لما يجري في المنطقة والعالم.

إن الحديث عن انتشار وعي نسوي يعمل على اختراق ترسانة الأنظمة بات اليوم أقرب إلى التحقيق من أي وقت آخر، كونه بدأ بوعي شجاع وجريء له مشروعيته وقوته ويبنى على أساس الإدراك التام بمجمل القضايا الاجتماعية والسياسية، خاصة مع وجود حافز لها لفعل ذلك ودعم أكبر من المجتمع (الذكوري).

يمكننا القول ــ وبدون مبالغة ــ إن بوادر الوعي النسوي بدأ يتضح في مجتمعات الشرق الأوسط من خلال ما جسدته المرأة الكردية من مواقف وطنية مشرِّفة وتجاربها في بناء مجتمع ديمقراطي يتشارك فيه المرأة والرجل، ويكون للمرأة فيه دوراً ريادياً، وقد مهّد نجاح المرأة الكردية (النسبي) الطريق من بعدها لبنات جنسها في معظم أنحاء العالم لأن يسلكن دربها.

ما كان للمرأة الكردية أن تكون مثالاً لانبثاق التفكير النسوي لولا وجود فلسفة مشجعة ولولا تحلّي المرأة الكردية بالوعي والشجاعة ولولا ثقتها بقوتها في تغيير المجتمع إلى مجتمع إنساني متضامن تسوده العدالة الاجتماعية، ولولا أن تطور الوعي النسوي في المجتمع الكردي امتد ليشمل رجالاً رأَوْا في قضية المرأة قضية إنسانية.

وهكذا تكون المرأة الكردية مثالاً متقدماً على وعي الذات النسوي، مؤكدة أن أيّ تطور في المجتمع لا يمكن تحقيقه ما لم يكن مقترناً بتطور المرأة وتقدمها.

لقد قدمت المرأة الكردية العديد من المواقف التي غابت عن الأذهان؛ لتتأثر المرأة في العالم بكفاحها ونضالها وتحذو حذوها، وأقرب مثال على ذلك أنه رغم كل ما تعانيه المرأة في إيران من قمع وتنكيل وإعدامات فأن احتجاجاتها ما زالت مستمرة، والشارع الإيراني ما زال يشهد تظاهرات عارمة رفضاً لما لاقته (“جينا” مهسا أميني) من مصير.

في الوقت الذي فشل فيه معظم خطط تمكين المرأة في العالم إلا أنّ قوةً للتغيير تقودها المرأة من داخل المجتمعات يبدو أنها قد بدأت مع بدء استعادة وعي الذات النسوي لعافيته وسعي المرأة لمواكبة القضايا العامة للمجتمعات والانخراط بها، فهل حان الوقت لتبدأ المرأة في تغيير سياسات وأنظمة عجز عنه الرجل؟

زر الذهاب إلى الأعلى