الأخبارمانشيت

وسط تطورات سياسية لافتة ممثليات الادارة الذاتية في أوروبا تعقد اجتماعاً موسعاً

وسط التطورات السياسية المتسارعة في المنطقة، ممثليات الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تعقد اجتماعاً موسعاًوتقيم الأوضاع والتطورات لرسم سياسات تنسجم مع متطلبات المرحلة.
هذا وعقدت ممثليات الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في أوروبا اجتماعها الموسع بحضور نائب الرئاسة المشتركة للادارة الذاتية السيد بدران جيا كرد وممثل الادارة الذاتية في أوروبا الرفيق عبد السلام مصطفى وكل ممثلي الادارة في أوروبا، وجاء الاجتماع وسط المتغيرات السياسية الدولية والاقليمية المتسارعة التي تشي ببداية انفراجة في الأزمة السورية والتي لها تبعات على مناطق الادارة الذاتية، واستمر الاجتماع على مدار يومي السبت والأحد 2ـ3/ اكتوبر، وناقش الاجتماع جدول أعماله الذي تناول: الوضع السياسي والوضع التنظيمي، ومخطط العمل الدبلوماسي في أوروبا.
هذا وبدأ الاجتماع بشرح مفصل ومستفيض للوضع السياسي قدمه السيد بدران جيا كرد تناول فيه التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة وخاصة فيما يتعلق بالملف السوري والعراقي الذان من الممكن ان يشهدا تصعيداً وتوتراً أكثر بعد الانسحاب الامريكي من أفغانستان من جهة وأيضاً ستؤدي الى احداث توازنات وتوافقات جديدة والتي بدورها ستفضي الى تجميد بعض بؤر الصراع وتفعيل وتنشيط بؤر اخرى حسب الأولويات التي تستوجبها استراتيجيتهم للحفاظ على مصالح الأمن القومي الامريكي، ولفهم هذه التحركات وأسبابها لابد لنا من العودة الى بدايات تدخل الولايات المتحدة والقوى المهيمنة بشكل مباشر في الشرق الأوسط التي بدأت في نهايةتسعينيات القرن المنصرم تحت يافطة مشروع الشرق الأوسط الكبير عبر عدة خطوات كان أولها المؤامرة الدولية ضد القائد عبدالله أوج آلان كخطوة استباقية لسد الطريق أمام تصاعد النضال الديموقراطي الثوري في المنطقة، والخطوة الثانية كان الدخول لأفغانستان 2001 والعراق 2003 والتي خلق معه أوضاعاً وتوازنات سياسية جديدة في المنطقة عموماً، حيث شكلت منطقة الشرق الاوسط وقتها مركز ثقل للاستراتيجية الأمريكية،
ولكن بعد عشرين عاماً من المداخلة ظهرت قوى جديدة تنافس الوجود الأمريكي ودوره في قيادة النظام العالمي وهو الصين بالدرجة الأولى وروسيا، ولكن الانسحاب الأميركي من أفغانستان في هذه المرحلة هو فقط لانقاذ سياسته من الفشل المستمر ولاعادة ترتيب أولوياته ووضع استراتيجيته وفق المستجدات التي يشهدها المحيطين الهندي والهادي .
وحول سياسات دولة الاحتلال التركي ضد شعبنا قال جيا كرد: ” لا زلنا في شمال وشرق سوريا وكل المجتمع الكردستاني نعاني من تبعات سياسة التصفية بحق الكرد، وفي هذا الاطار اتبعت الحكومة التركية خطط ومؤامرات للنيل من مكتسبات شعبنا في باكور وروج آفا وباشور كردستان من خلال ضرب الكرد بالكرد وتشتيتهم وتحشيد قوى محلية كردية وعربية واسلامية اخوانية مناصرة لها لمحاربة الكرد في روج افا وشنكال وكل من لم يوافقهم سياسياً، وأن الصمت الدولي هو بمثابة ضوء أخضر دولي لتصعد وتستمر تركيا في مماراساتها ضد شعوب المنطقة لتنفيذ أجنداتها في المنطقة، ولكن المقاومة التي يبديها شعبنا والكريلا حتى الآن أحبطت جل مؤامرات تركيا الى درجة كبيرة ولكن عقلية الابادة والقتل مازالت تعمل وتسخر كافة طاقاتها لارتكاب المزيد من المجازر بحق شعبنا”.
وعلى صعيد النقاشات الدائرة حول احتمالية الانسحاب الأميركي من المنطقة علق جيا كرد قائلاً: ” ليس لدينا رهان على الوجود الأميركي أو عدمه نحن نعتمد في رسم سياساتنا على بناء تحالفات تخدم شعبنا والعلاقات التعايشية بين الكرد والعرب والسريان وباقي مكونات منطقتنا، ولكن من الضروري ان تعمل الادارة الأمريكية من خلال وجودها في المنطقة على المساهمة في الحل السياسي والاستقرار “.
و أضاف “وفي اللقاءات الأخيرة مع الروس لا زال خطاب يركز على الحوار مع النظام ويبدو ان الجانب الروسي اكتسب مزيداً من المبادرة بعد لقائه مع الجانب الأمريكي في جنيف بخصوص الملف السوري، واستنادا لهذا على الجانب الروسي أن يضغط أكثر على النظام السوري لفتح آفاق الحوار المسدودة مع الجميع، وأن لا يتوهم النظام السوري بأن فتح بعض علاقاتها مع بعض الدول يضعها في تصور بأنها لم تعد بحاجة الى العملية السياسية والحوار حيث أن الأزمة مازالت تتعمق أكثر ولا حلول سياسية ولا اقتصادية تلوح بالافق وهذا يزيد الوضع تعقيداً. الحل الأساسي للأزمة السورية يتم بالتوافق بين السوريين وعلى القوى الأمميةوالاقليمية أن تلعبا دوراً في خلق هذا التوافق، ونحن سنستمر في حواراتنا مع روسيا وجميع الأطراف المعنية للضغط على دمشق واعادة فتح أبواب الحوار للبحث عن حل سياسي يخرج سوريا وشعوبها من عنق الزجاجة، أما عمل اللجنة الدستورية دون توافق سياسي سابق لا معنى له ولن يصل الى نتيجة، وعليه يجب أن يكون هناك توافق سياسي بين الأطراف السورية من خلال توافق أمريكي روسي”.
واستمرت أعمال الاجتماع بدراسة الوضع التنظيمي لممثليات الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في أوروبا والسبل الكفيلة بتطوير عملها الدبلوماسي وتفعيل دورها والعمل على أن تصبح الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا المخاطب الرسمي لدى الدول الأوروبية.
هذا وانتهى الاجتماع بالخروج بتوصيات وقرارات شاملة تتناسب مع المرحلة الراهنة وتلبي استحقاقات العمل الدبلوماسي اللائق بتضحيات شعبنا وشهدائنا.

زر الذهاب إلى الأعلى