تقاريرمانشيت

وحدة الصف الكردي.. الممكنات والعوائق، رؤى كردية 8

توحيد الجهود ووحدة الصف الكردي هي من أهم المبادئ التي ارتكزت عليها مبادرات التقارب التي أطلقتها الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، سواء مبادرة المؤتمر الوطني الكردستاني أو مبادرة الجنرال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، والأصل الذي لأجله تمت هذه المبادرات هي جمع كل الأطراف حول واحدية المعركة والعدو، وتهديف تحرك الجميع تحت إطار محكوم بالقيم الوطنية
منذ المبادرة الأخيرة التي أطلقها مظلوم كوباني، يبدو أن هناك عمل ممنهج لإعاقة تنفيذها، وتحقيق هدفها المباشر والأوضح في ترتيب البيت الكردي الداخلي وتوحيد صفوفه حول أهداف مشتركة.
إن الحفاظ على وحدة الصف وواحدية الهدف والمعركة، هو الغاية المقدسة التي ينبغي التعامل معها بمسؤولية. وما هو محزن ومؤسف، أن لا تتعامل الأطراف الأخرى مع هذه المبادرة كمن يهتم لواحدية هذا الصف أو أقله تقارب الجميع حول نقاط مشتركة والتي هي موجودة أصلاً، وأن المستفيد من هذا الوضع هو فقط العدو المتربص، والذي ينتظر اللحظة السانحة للسقوط والايغال في التشرذم ليعلن العدو الانتصار على الأنقاض بحصان طروادة الدخيل في الجسد الكردي.
ولأن وحدة الصف الكردي هو مطلب الشارع الكردي عموماً بنخبه الثقافية والسياسية وكذلك كل شرائحه الاجتماعية، كان لا بد لنا من اللجوء الى بعض الأصوات الثقافية والسياسية الجادة والمسؤولة لازاحة النقاب عن رؤاهم وتقييماتهم بهذا الصدد، لاسيما وأن الطرف الكردي الآخر اتخذ من ضفة العدو مركزاً استراتيجياً في مقابل تعامله التيكتيكي مع مبادرة مظلوم عبدي واستخدامها كأداة لابتزاز الائتلاف السوري “الجندي المخلص للعدو التركي”، للحصول على مكاسب شكلية ترضي غروره الخلبي. وفي سياق استطلاعنا لآراء بعض الأصوات الكردية في حلقته الثامنة كنا مع السؤال السابق والملح والذي ينبض في الشارع وتتداوله العقول ” هل وحدة الصف الكردي ضرورة ملحة ومطلب لدى الشارع الكردي حقاً؟ واذا كان كذلك ماهي المعوقات التي تحول دون تحقيقها؟.


عبد الرحمن سلمان: وحدة الصف الكردي بين مطرقة حلم الشارع وسندان الاحزاب والواقع
لطالما كانت الوحدة حلماً لكل شرائح المجتمع الكردي الذي يرى فيها سبيلاً للخلاص من نير العبوديه والارتقاء إلى صفوف الأمم المتحضرة، و التشرذم كان سبب كل مآسيهم عبر العصور .
وما إن أدركت أحزابنا الكرديه تلك الصفه النبيله المتأصلة في ثقافة مجتمعنا الطبيعي الفطري غير المسيس، حتى بدأوا بصياغة برامجهم الحزبية بتلك الشعارات البراقه والرنانه لجذب واستقطاب أكبر عدد ممكن من المؤيدين و المناصرين واستخدامهم في بازاراتهم السياسية، لتكريس وترسيخ سلطتهم على الشعب و بأسم الشعب، في حين يتحول كل حزب عند انعقاد مؤتمره إلى حاضنه لتفريخ أحزاب أخرى وليدة، ضاربين عرض الحائط بكل الشعارات الفضفاضة للوحدة، وحطموا بذلك كل الأحلام الرومانسيه لهذا الشعب البسيط والعتيد بنفس الوقت .
مع إنطلاقه ثورة الشعوب في المنطقه أدرك شعبنا في روج آفا كردستان بأن الوقت قد حان للإنطلاق بمشروعهم الديمقراطي، ولطالما كانوا ينتظرون تلك الفرصة التاريخية ونضوج الظرف الموضوعي وتناغمه مع الظرف الذاتي المهيأ أصلاً، حيث سارع الشعب بكل أطيافه وشرائحه في سباقٍ مع الزمن لتشكيل مقومات الثورة التي لطالما كانوا ينتظرونها، من المجالس المدنيه و العسكريه والخدمية ووبناء نواة اقتصاد مجتمعي وإتباع إستراتيجية سياسيه مستقلة بعيدة عن المحاور الإقليميه والدوليه، والتعامل ببراغماتيه سياسية مع كافه الأطراف المتصارعة، وخلال زمنٍ قياسي استطاعت تحقيق مكاسب كبيرة وعظيمة على كامل تراب روج افا وإعلان الإدارة الذاتيه .
لست بصدد السرد في هذا السياق، بل الوصول إلى أصل المشكله والقضية ألا وهو موضوع الوحدة، وعلى ما يبدو أن المقتله السورية تتجه نحو منعطف حاد وجديد، حيث انتهت حروب الوكاله ليتحول الصراع إلى صراع العمالقه والاستحقاقات بعد تصفية الأقزام والأدوات، هنا يبرز دور وأهمية وحدة الصف الكردي لمواجهة أخطر مراحل التصفيات لدور ما قبل النهائي في ملعب المنظومة الدوليه، فإما أن تتمتع باللياقة البدنيه و الذهنيه في الملعب وإلا صفارة الحكم والكرت الاحمر بإنتظارك .
ما من أحد بإستطاعته أن يدعي بأنه يمثل هذا الشعب، اذا انطلقنا من هذه القاعدة البسيطة فقط، حينها نستطيع أن نجد الآليات والسبل والمعوقات والخلل معاً، ونستطيع كذلك إيجاد مخارج النجاة والوصول بشعبنا إلى بر الأمان، ولنكون لائقين بالتضحيات والدماء التي ضخت في الجسد الكردي ليحافظ على ديمومته في أرض الملعب .
الخطأ الشائع الذي نقع فيه في كل دعواتنا وندائتنا ومبادراتنا من قبل كل الشرائح هو أننا ندعو إلى وحدة الأحزاب وتقاسم النفوذ والسلطة ونلغي ذات الإنسان والشعب، وننصب أنفسنا أسياداً وكأننا لا نحبذ خلع ثوب العبوديه .على الأحزاب أن تبحث عن رضى الشعب وليس العكس. عندما يتعالى صوت وصرخة الشعب على من خرج عن الإيقاع الوطني من الأحزاب، تلك الصرخه من شأنها أن تعيدهم إلى الالتزام بالإيقاع، وهنا بإعتقادي أن على الشارع و المجتمع والنخب مسؤولية ليست بأقل من مسؤوليه الأحزاب في أداء دور ضابط الإيقاع، والمؤسف في الموضوع انه ما زالت العلاقه بين الأحزاب ومناصريها ومؤيديها كعلاقة المريدين مع شيخهم الجليل .
عندما نتحرر من هذه الذهنيه سنخط وحدة الصف بحروف من ذهب، وبعدها نعود إلى وسط الملعب بكل قوة وجدارة لنكون من حاملي الكأس في النهاية .
*عبد الرحمن سلمان عضو الهيئة الادارية للعلاقات الخارجية لشمال وشرق سوريا.


ابراهيم شاهين: وحدة الصف الكردي في سوريا هو شرط أساسي لإحداث التغيير المطلوب لصالح الشعب الكردي والسوري بشكل عام

بالعودة إلى التاريخ نجد بأن جميع الشعوب التي ناضلت وتناضل في سبيل قضايا التحرر الوطني كانت السمة البارزة في تلك النضالات هي توحد جميع القوى السياسية لتلك الشعوب في سبيل الهدف الأساسي والأسمى ألا وهو التحرر أو الإستقلال أو إحداث تحول جذري في بنية النظام السياسي للبلد المعني. لذا أعتقد جازماً بأن وحدة الصف الكردي في سوريا هو شرط أساسي لإحداث التغيير المطلوب لصالح الشعب الكردي والسوري بشكل عام، ولصالح إحداث نظام ديمقراطي جديد في سوريا ينهي عقود من الدكتاتورية فيها.
وأستطيع أن أؤكد بأن وحدة صف القوى السياسية الكردية لا تتحقق ولن تكون مجدية اذا ما جاءت نتيجة قرار تكتيكي لأحد القوى، لتسوية وضع سياسي سيء بشكل مؤقت. فلا بد والحالة هذه من تواجد نضج سياسي لدى جميع الحركات السياسية ووعي عميق بضرورة هكذا خطوة لدى جميع تلك الحركات التي يجب أن تستمد شرعيتها وسبب وجودها من الشعب صاحب المصلحة، لا أن تتعامل كأنها وصية على هذا الشعب وتعرف مصالحه أفضل منه! فمنطق الوصاية على “الجماهير” أصبح شيء من الماضي وكان دائماً ضد مصالح الشعوب.
يجب على القوى السياسية الكردية العودة إلى الشعب والالتحام به والعمل بناءً على مصالحه، وعندها ستلتقي كل القوى السياسية عند نقطة واحدة وهي نقطة مصلحة الشعب، أي ستصبح فكرة وحدة الصف الكردي مسألة تلقائية في هذه الحالة.
أتمنى في هذه الظروف الصعبة أن تنجح القوى السياسية الكردية في احداث تغييرات ببنيتها التنظيمية والفكرية لتجعل منها قوى معاصرة تستطيع تمثيل قضية شعبها بالشكل الأمثل.
*ابراهيم شاهين مترجم عن الانكليزية وناشط كردي ـ السويد


ابراهيم ابراهيم: الوحدة فلسفة المتصوفين وليست فلسفة التاريخ والسياسية

الوحدة شعار يتبناه الضعفاء في حركة التاريخ ودون أن تمتلك رؤية واضحة، وهي أصلاً تأتي من حالة شعورية وليس من العقل كتلبية لحالة نقص شعوري يحسها الضعيف وتكون بعيدة عن منطق العقل والمسار التاريخي للتطور الاجتماعي وبهذا ستكون فاشلة حتماً وهي مضيعة للوقت.
أنا أرفض الوحدة بهذه الصيغة والتي تفرضها قوتين، أولاً قوى خارجية وليس بالشكل الذي يجب أن تكون عليه، والثانية تحت ضغط الرأي العام غير العقلاني، والذي يعتمد على المشاعر أكثر من العقل.
وتجربة الوحدة بين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني التي دشنتها نفس القوتين التي ذكرناهما بادية للعيان وتخللتها مراحل مريرة.
أنا أرفض الوحدة مع مجموعة لا تمتلك أية شروط أخلاقية أو سياسية أو قومية، وهم ليسوا أصحاب مشاريع ولا تمثيل جماهيري لهم، والمسمى بالمجلس الوطني الكردي خنجر مسموم في خاصرة الوحدة الكردية الموجودة أصلاً في الشارع والبيت والمؤسسات وهذا الخنجر المسموم تدعمه قوى معادية للشعب الكردي هي أكثر سمية.
الشعب الكردي شعب واحد والأحزاب كلها مجتمعة في شوارع قامشلو، مقياس الوحدة هي قوات سوريا الديمقراطية التي تضم جميع الانتماءات الاجتماعية والسياسية الكردية وغير الكردية، الوحدة تفرضها بطولاتهم وليس الإملاءات.
إن الوحدة فلسفة المتصوفين، وليست فلسفة حركة الشعوب والتاريخ والسياسية، انظر الى الشعوب المتقدمة والمتحضرة ليس هناك فلسفات اساسها القلب وليس العقل ..!! وأخيراً العقل والمنطق هما الوحدة الحقيقية وهما اللذان يفرضان الوحدة.
*ابراهيم ابراهيم اعلامي كردي ـ الدانمارك

زر الذهاب إلى الأعلى