تقاريرمانشيت

وحدة الصف الكردي.. الممكنات والعوائق، رؤى كردية 6

وحيد الجهود ووحدة الصف الكردي هي من أهم المبادئ التي ارتكزت عليها مبادرات التقارب التي أطلقتها الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، سواء مبادرة المؤتمر الوطني الكردستاني أو مبادرة الجنرال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، والأصل الذي لأجله تمت هذه المبادرات هي جمع كل الأطراف حول واحدية المعركة والعدو، وتهديف تحرك الجميع تحت إطار محكوم بالقيم الوطنية
منذ المبادرة الأخيرة التي أطلقها مظلوم كوباني، يبدو أن هناك عمل ممنهج لإعاقة تنفيذها، وتحقيق هدفها المباشر والأوضح في ترتيب البيت الكردي الداخلي وتوحيد صفوفه حول أهداف مشتركة.
إن الحفاظ على وحدة الصف وواحدية الهدف والمعركة، هو الغاية المقدسة التي ينبغي التعامل معها بمسؤولية. وما هو محزن ومؤسف، أن لا تتعامل الأطراف الأخرى مع هذه المبادرة كمن يهتم لواحدية هذا الصف أو أقله تقارب الجميع حول نقاط مشتركة والتي هي موجودة أصلاً، وأن المستفيد من هذا الوضع هو فقط العدو المتربص، والذي ينتظر اللحظة السانحة للسقوط والايغال في التشرذم ليعلن العدو الانتصار على الأنقاض بحصان طروادة الدخيل في الجسد الكردي.
ولأن وحدة الصف الكردي هو مطلب الشارع الكردي عموماً بنخبه الثقافية والسياسية وكذلك كل شرائحه الاجتماعية، كان لا بد لنا من اللجوء الى بعض الأصوات الثقافية والسياسية الجادة والمسؤولة لازاحة النقاب عن رؤاهم وتقييماتهم بهذا الصدد، لاسيما وأن الطرف الكردي الآخر اتخذ من ضفة العدو مركزاً استراتيجياً في مقابل تعامله التيكتيكي مع مبادرة مظلوم عبدي واستخدامها كأداة لابتزاز الائتلاف السوري “الجندي المخلص للعدو التركي”، للحصول على مكاسب شكلية ترضي غروره الخلبي. وفي سياق استطلاعنا لآراء بعض الأصوات الكردية في حلقته السادسة كنا مع السؤال السابق والملح والذي ينبض في الشارع وتتداوله العقول ” هل وحدة الصف الكردي ضرورة ملحة ومطلب لدى الشارع الكردي حقاً؟ واذا كان كذلك ماهي المعوقات التي تحول دون تحقيقها؟.


روشن قاسم: يجب على المستقلين والمثقفين والنخب الكردستانية عدم التنصل من المسؤولية
بعيدا عن الشعارات الشعبوية، والتي في الواقع هي ضرورة تاريخية لتحقيق حقوق شعبنا الكردي إلا أنها ومع بقاءها في اطار المناهج السياسية لأحزاب التحرر القومي الكردي، و التي نخرت تاريخ حركة التحرر الكردية بعد ان عجزت في تحقيق اهداف نضالها في تحقيق الوحدة وإقناع القوى العالمية العظمى بايجاد حل للقضية الكردية وذلك بسبب غياب الدور الذي كان يفترض أن تلعبه قوى حركة التحرر الوطني والقومي الكردية في توحيد الصف و الكلمة.
لكن اليوم يبدو ان هناك ضرورة قصوى لبلورة الرؤية حول آلية توحيد الصف والكلمة الكردية ليس على اعتباره مطلب جماهيري وشعبي، بل على اعتباره ايضا شرطاً من قبل القوى الغربية مقابل حل القضية الكردية ليس في سوريا فقط بل لرسم خارطة طريق لحل القضية الكردية في المنطقة وهنا يجب الاشارة أن هذه الرؤية تشترك بها الولايات المتحدة الامريكية وروسيا على حد سواء.
اذا وبعد نجاح الكرد في التصدي لداعش بل ودحره بمساعدة التحالف الدولي ضد داعش، يوماً بعد يوم تؤكد المعطيات على الأرض أن الكرد اليوم في سوريا لاعب يحسب له حساباً في المعادلات الدولية الخاصة بمنطقتنا، أضف الى ذلك أن العدوان التركي على مناطقنا في الشمال السوري واحتلاله لمناطق روج افا ، وسياساتها في التغيير الديمغرافي لمناطقنا وتهديده المباشر للوجود الكردي، وأيضاً تصريحاته على الملأ بأطماعه في جنوب كردستان، وتحقق ذلك اقتصادياً وجغرافياً أيضاً من خلال إنشائه عشرات المقرات العسكرية والاستخباراتية بجنوب كردستان، كل ذلك بات دليلاً على أن خصوصية النضال في كل جزء على حدى بدأت تتضاءل كون الأعداء متوحدون في منهج الابادة ضد شعبنا والعدو ينتهج نهج العداوة على الماهية الكردية وليس الخصوصية الحزبية، وثبت ذلك بعد الاستفتاء على استقلال اقليم كردستان في ايلول 2017 وموقف تركيا العدائي منه.
بالتاكيد ان اطلاق القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي مبادرة لتوحيد الصف الكردي وتقريب وجهات النظر بين القوى والأحزاب الكردية والتي لاقت قبولاً واسعاً بين أبناء الشعب الكردي، قبل القوى السياسية، هي خطوة غاية في الاهمية في إطار خطوات بناء الثقة في روج افا بين الكرد انفسهم وأيضاً المكونات الاخرى، والتي ستنعكس بالايجاب حتى على الاجزاء الاخرى.
كما يجب أن نشدد على المسؤولية الملقاة على المستقلين والمثقفين والنخب الكردستانية التي يجب ان لا تتنصل من مسؤولياتها في المساهمة والعمل على انجاح هذه المبادرة والتزامها بها ببذل كل الجهود وعلى مختلف المستويات والأصعدة لتقريب وجهات النظر و ممارسة ضغط على القوى السياسية في روج آفا والأطراف السياسية المؤثرة في الاجزاء الاخرى، لتوحيد الصف الكردي لإيجاد حل عادل للقضية الكردية في سوريا تقنع الدول الكبرى على اعتمادها.
*روشن قاسم كاتبة وصحافية كردية ـ السليمانية


معصوم حسن: من لم يتعظ من تجارب التاريخ فلا واعظ له
طبعاً أكثر من أية مرحلة تاريخية مضت نحن الآن بحاجة للوحدة، تاريخ الكرد النضالي مليء بالعبر والدروس وأحد أهم أسباب عدم حصول الكرد على حقوقهم القومية المشروعة هي عدم وحدتهم بحيث استفاد العدو من حالة التشرذم الموجودة بين الكرد والفراغ الحاصل من هذه الناحية دائماً كان الجانب المستفيد هم أعداء الكرد بالمحصلة، وتاريخياً أهم سبب لبقائنا بدون حقوق وحالة التفرقة التي نعيشها طبعاً المصالح الضيقة سواء كانت شخصية أو عشائرية أو حزبية، و وضعها فوق المصلحة الوطنية عمقت الشرخ الوطني أكثر.
من لم يتعظ من تجارب التاريخ فلا واعظ له، ناقوس الخطر يدق من جديد هذه المرة ستكون النتائج وخيمة أكثر وخاصة نحن على أعتاب انتهاء الاتفاقيات الدولية مثل لوزان وسايكس بيكو والقوى الدولية وضعت خرائط جديدة للمنطقة حسب مصالحها.
الوحدة ضرورية أكثر من أية مرحلة تاريخية والمقومات للوحدة موجودة هناك إرث نضالي وتضحيات قدمت دون الانتظار أو الالتفاف لأحد يجب على الكرد أحزاباً ومنظمات وشخصيات ووطنيين تقوية الوحدة من خلال الالتفاف حول نهج الشهداء واتخاذه أساساً متيناً للوحدة الكرد، وما على الأحزاب المنضوية تحت لواء الائتلاف السوري سوى فك ارتباطهم والعودة إلى الخط الوطني، المسيرة لن تتوقف ولن تنتظر أحد وكما يقول الحديث الاسلامي الحلال بين والحرام بين، والشارع الكردي يمتلك امكانات ثقافية وسياسية تؤهله للتمييز بين خط الوحدة وخط العمالة والتبعية والتفرقة، التاريخ لا يرحم، فيقوا يا كرد العالم من سباتكم العميق، فالطورانية هدفها ليس إنهاء حزب دون أخر، الهدف القضاء على الكرد لغةً وتاريخاً وثقافةً.
*معصوم حسن الإداري في مؤسسة عوائل الشهداء


علي عزت: يجب أن نرتقي لشهدائنا و الى مستوى المسؤولية و الفكر الذي بدونه لن نطرق ابواب المستقبل
باحساس ينم عن المسؤولية أمام المتغيرات والمنعطفات الساخنة التي يمر بها الشمال السوري والتي ربما تكون مصيرية، وفقا لوتيرة التفاهمات الدولية التي تطوق و تحكم سوريا اليوم . تأتي دعوة الجنرال مظلوم كوباني لوحدة الصف الكردي وعدم ترك المجال لشروخ اخرى قد تعصف بهذا البيت. فقام بتوجيه دعوة غير مشروطة للتيارات الكردية المختلفة ،معتمدا على الثوابت الكردية ومتعاليا على الجرح. لأجل تحقيق تفاهم مشترك يفتح الطريق نحو الوحدة التي دعى اليها مرارا إذ لم يكن هذا النداء هو الأول من نوعه ، الا أن هذا “النداء” الأخير تميز بالسرعة والاستجابة في تلبيته من الطرف الآخر ( سنتجاوز الأسئلة والاستفسارت التي التي تخص قبول الطرف الآخر للدعوة ) فقامت التيارات بفتح مكاتبها دون التأويلات التي اعتدناها سابقا . وهذه خطوة مباركة و تقع علينا جميعامسؤولية تطويرها وايجاد ركائز تدعم استمراريتها وذلك عبر تذليل الصعوبات واعادة الثقة المتبادلة بين الأطراف .
إن توفرت لهذه الدعوة مقومات استمرارها، وهي كثيرة في رأيي، و اذا كان الرهان على روجافا في وطن سوري تحتكم اليه كل الولاءات، بحيث يستطيع المرء بناء تصور ومفهوم واضح تجاه الوطن والوطنية. فهذه الوحدة في الرؤى المشتركة ستطرح مفاهيم جديدة وأدوات أخرى في العمل السياسي غير الذي اعتدنا عليه طيلة السنوات الماضية قبل الحرب. فالاحزاب الكردية بمعظمها هي صاحبة مشاريع ورؤى وبرامج متشابهة الى حد بعيد اذا لم نقل أنها واحدة بحكم الانشقاقات التي ضربتها.
اليوم لدى الأدارة الذاتية مؤسسات مدنية وعسكرية وتشريعية ” أياً كان شكلها” هذه المؤسسات المتواجدة على الأرض اليوم والظاهرة للعيان كانت تمثل طموحاً بعيد المنال بالنسبة لتلك الأحزاب وهو ما تحقق بشكل او بأخر .كيف ستستطيع هذه الأحزاب الانخراط في مؤسسات الادارة الذاتية وتطويرها؟ هذا هو سؤال المرحلة القادمة. وهنا يجب أن ننوه الى نقطة جوهرية في هذا الاتجاه، أن المعني بالانخراط الذي لا يجب ان يتشابه ولا بأي شكل من الأشكال باحزاب الجبهة الوطنية التقدمية حيث يكون حزب البعث قائدا للدولة والمجتمع .
يجب ان نرتقي لشهدائنا وجروح مقاتلينا وصبر ومعاناة أهلنا، و الى مستوى المسؤولية و الفكر الذي بدونه لن نطرق ابواب المستقبل.
*علي عزت كاتب وصحافي كردي ـ ألمانيا


هوزان عفريني: الائتلاف لا يعطون مجالاً للقيادات الكردية في المجلس الوطني الكردي بالعمل مع الإدارة الذاتية
بالنسبة لموضوع الوحدة الوطنية وتوحيد الصف الكردي في غرب كردستان هي خطوة وقفزة نوعية من إيماءات الإنتماء الوطني الكردستاني.
ولكن أحياناً يأتي موضوع توحيد الصف الكردي كشعارات ترفعها الأطراف التي تريد أن تكسب مبادراتها مع من ينافسها في الساحة وأحياناً نرى بأن هناك أطراف جدية وتصبو لنشر الجميل لمصلحة الوطن وشعبه وقضيته.
هنا كما نعلم أن الشعب الكردي والمكونات الأخرى التي تعيش في روجآفا توصلوا إلى حقيقة أن الوحدة ركيزة أساسية من ركائز الوطنية والإنتماء وسبل التطور المراد. وكما نعلم أن الشعب الكردي يساند ويدعم مبادرة قائد قوات سوريا الديمقراطية الجنرال “مظلوم كوباني”، ويعلمون بأن هذه خطوة ممتازة وقوية لتوحيد الصفوف والوصول إلى بر الأمان.
وهناك عوائق وخاصة من قِبل قيادات الإئتلاف السوري حيث يعارضون كل ما يتعلق بالتقارب ولا يعطون مجالاً للقيادات الكردية في المجلس الوطني الكردي بالعمل مع الإدارة الذاتية ويعملون على إفشال أي خطوة نحو وحدة الصفوف في روجآفا لأن الإتفاق بين المجلس الوطني الكردي والإدارة الذاتية من شأنه أن يؤدي إلى إنهاء التدخلات التخريبية للإئتلاف وتركيا في رجآفايي كردستان.
وعلينا نحن كشريحة من المثقفين والصحفيين والناشطين كافةً أن نجعل من هذه المبادرة خطوة ناجحة لبناء أرضية قوية للبيت الكردي، حتى نحظى بأهمية دولية وشرعية مقبولة لدى الجميع، وهكذا نكون قد خدمنا من خلال إنجاح هذه المبادرة الإستراتيجية الأهداف المستقبلية للشعب الكردي ومكونات روجآفا وشمال سوريا، وخاصة تقوية مؤسسات الادارة الذاتية و تطورها نحو الأفضل لأنها تعتبر مكسباً للشعب الكردي والمكونات الآخرى التي تعيش معنا في روجآفا وشمال سوريا
*هوزان عفريني صحافي وناشط سياسي ـ السليمانية

زر الذهاب إلى الأعلى